المجذوب ظلم الجامعة: أضاع البوصلة ..وضيّع إرث والده
كتب حسين حاموش
العميد المرحوم الدكتور محمد المجذوب كان اسماً علماً ومرجعاً لبنانياً وعربياً في القضايا الوطنية والقومية .
وتميز بصلابته ودفاعه عن تعزيز وتطوير الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي وتحقيق المطالب المعاشية وحقوق العمال وتعديل قانون العمل لجهة الصرف التعسفي .
وبصبر وبصيرة وبعيداً عن الضجيج كان يعالج قضايا الجامعة اللبنانية عامة وكلية الحقوق والعلوم السياسية خاصة.
وغالبا ما كان يلجأ الى "الغرف المغلقة" التي كان يسميها غرف القرار "… وكان يردد "الحكي تحت أشعة الشمس بيحرق".
وقال فيه رئيس الجامعة اللبنانية آنذاك العلامة في القانون الدكتور ادمون نعيم :"أبو طارق (اي العميد المجذوب ) حكيم الجامعة ومدبرها".
التزام المرحوم العميد محمد المجذوب بالجامعة كان لا حدود له. وكم رفض عروضا كثيرة ومغرية من الجامعات الخاصة في الستينات (لا سيما في النصف الثاني من هذا العقد ) وفي السبعينات ،وكان جوابه دائماً :"الجامعة اللبنانية هي المبتدأ والخبر والأصل والأساس ".
وعلى ما أذكر : عند صدور المرسوم الخاص بانشاء قسم الاقتصاد والحاقه بكلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية ، دعا العميد الدكتور محمد المجذوب رئيس واعضاء مجلس فرع الطلاب في كلية الحقوق والعلوم السياسية الى اجتماع للبحث في تنفيذ المرسوم المذكور …وبعد النقاش توصل (العميد المجذوب ) مع القيادة الطلابية الى الطلب من رئاسة الجامعة اللبنانية الحاق قسم الاقتصاد بكلية الادارة والاعمال – آنذاك- لانها الأنسب اكاديميا وهكذا كان.
وكان المرحوم الدكتور قبلان كيروز قد اعد مشروع المرسوم المذكور بصيغته النهائية بالتعاون مع قيادتي الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية ومجلس فرع طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية .
هكذا كان المرحوم العميد محمد المجذوب يعالج الأمور التي تخص الجامعة اللبنانية .
ومنذ حوالي شهر ونيف كتب المناضل الاستاذ معن بشور مقالاً بعنوان : " طارق المجذوب لست وحدك" .
كلنا نردد ونلتزم بما قاله الاستاذ بشور: كلنا معك يا معالي الوزير طارق المجذوب.
كلنا معك في ما يخدم مسيرة الجامعة اللبنانية التي حققت برئاستها وبعمدائها ومديريها وبأساتذتها و بطلابها انجازات باهرة في :
– تصنيفات الجامعات :محلياً وعربيا واوروبياً وعالمياً .
– اختراعات تحققت بفضل التعاون المشترك بين اساتذتها وطلابها في كليتي العلوم والطب .
– التطوع والتضحيات التي قدمتها فرق الطلاب في مكافحة "فيروس كورونا ".
هذه حقيقة ما جرى في نتائج مباراة الدخول الى كليات الطب.. الجامعة اللبنانية ترد:
صدر عن الجامعة اللبنانية البيان التالي :
“رداً على الحملة الممنهجة من الافتراءات والمغالطات التي طالت الجامعة اللبنانية على خلفية صدور نتائج مباراة الدخول الى الكليات الطبية، يهم المكتب الاعلامي لرئاسة الجامعة اللبنانية أن يوضح للرأي العام اللبناني بشكل عام والى اهالي الطلاب بشكل خاص تفاصيل ما حدث في البيان الآتي:
1- أُقيمت يومي السبت (الواقع فيه 2020/10/24) و الاحد (الواقع فيه 2020/10/25) المباراة الخطية لإمتحان الدخول الى الكليات الطبية (طب عام، طب اسنان وصيدلة) كما جرت العادة بحضور اساتذة المقررات وبإشراف عمداء: كلية الطب العام، طب الاسنان، الصيدلة والعلوم.
2- إن عملية إختيار الاسئلة تتم عبرعملية شفافة تتمثل بموافقة وإجماع جميع اعضاء اللجنة الفاحصة الخاصة بكل مقرر.
3- خلال تحضير أسئلة الإمتحانات يُحظر الدخول أو الخروج من وإلى مكان تواجد اللجنة المكلفة بوضع الاسئلة بمن فيهم اعضاء اللجنة، كما يُمنع على اعضاء هذه اللجنة استخدام الهاتف او أي وسيلة تواصل تحت اي ذريعة.
4- إجابة الطلاب على الامتحانات تتم عبر اعتماد نظام MCQ وعملية تصحيح المسابقات تتم عبر المكننة (scanner) أي انها ليست يدوية لمزيد من الشفافية وتجنباً لأي خطأ بشري.
5- طُلب من اللجان الفاحصة لجميع المقررات اعتماد لوائح موحدة لمفاتيح الاجوبة (answer key) وباللغتين الفرنسية والإنكليزية.
6- نهار الاثنين الواقع فيه 2020/10/26 صدرت نتائج مباراة الدخول بحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب وعمداء كلية الطب العام، طب الاسنان، الصيدلة، العلوم و اعضاء اللجنة الفاحصة، وبموافقة وإجماع جميع الحاضرين.
7- بعد صدور النتائج وردت سلسلة من الاتصالات والمراجعات من الطلاب واهاليهم الى اعضاء اللجنة الفاحصة بخصوص علامة مادة اللغة الفرنسية حيث كانت متدنية كثيراً مقارنة مع علامة اللغة الإنكليزية.
8- تجاوباً مع هذه المراجعات، عاود أعضاء من اللجنة الفاحصة اجراء عملية تدقيق لمسابقة اللغة الفرنسية المعتمدة ليتبين بعدها ان لائحة مفاتيح الأجوبة المعتمدة (answer key) لا تعود لمسابقة اللغة الفرنسية التي وزعت على الطلاب، فيما تعود حصراً لمسابقة اللغة الانكليزية. ويعود هذا الخطأ إلى اللجنة الفاحصة للغة الفرنسية التى سلمت المسابقة دون حفظ التعديلات لتكون الاجابات موحدة مع مسابقة اللغة الانجليزية ( أي إن الخطأ نتج عن عدم اعتماد لائحة مفاتيح إجابة موحَّد بين مسابقتي مادة اللغة الفرنسية والإنكليزية).
9- فور التأكد من حصول الخطأ، أصدرت اللجنة الفاحصة اعلاناً بتعليق النتائج الصادرة الى حين تصحيح الخلل الذي نتج عن هذا الخطأ.
10- صباح نهار الثلاثاء الواقع فيه 2020/10/27 تم استدعاء اللجنة الفاحصة مجدداً حيث تمت إعادة الفرز لمسابقات اللغة الفرنسية ووضع لائحة مفاتيح الإجابة الصحيحة وجرت عملية إعادة التصحيح الممكننة لمسابقة اللغة الفرنسية و لجميع الطلاب المتقدمين لمباراة الدخول.
11- قبل إعادة احتساب المعدلات الجديدة والترتيب العام للطلاب، تم الاتفاق وبالإجماع بين اعضاء اللجنة الفاحصة والعمداء المعنيين وبحضور رئيس الجامعة على ان يُحفظ حق الطلاب الناجحين الذين صدرت نتائجهم ويضاف عليهم الطلاب الذين حصلوا على المعدلات المعتمدة سابقاً وبعد اعادة احتساب العلامة الصحيحة لمادة اللغة الفرنسية. على سبيل المثال لا الحصر ان المعدل الادنى الذي اعتمد لإختيار طلاب الطب العام هو ١٦،٣٣ فتم حفظ نتائج الطلاب الذين حصلوا على معدل يفوق ١٦،٣٣ التي صدرت في اليوم الأول، وبعد اعادة احتساب العلامة الجديدة لمادة اللغة الفرنسية، كل طالب حصل على هذا المعدل او ما يفوقه يعتبر ناجحاً، وبغض النظر عن العدد المعتمد سابقاً وذلك تحملاً للمسؤولية عن الخطأ الذي حصل، وموازنةً مع القدرة الإستيعابية لهذه الكليات على تحمل هذه الاعداد من الطلاب.
أخيراً يهم رئاسة الجامعة اللبنانية ان توضح بأنه كان لديها الشجاعة والشفافية للإعلان عن الخطأ الذي حصل والمسارعة الى تصحيح الخلل الناتج عنه، وعليه إن أي تأويل او تحريف أو تشويه لهذه الحقائق والمسارعة الى إلصاق تهمٍ هي من نسج خيال وأوهام اصحابها، لا يصب إلا في خانة ضرب هذا الصرح الوطني خدمةً لمشاريع و احلام شخصية باتت غير خافية على عاقل، مع استغلال الوضع النفسي للبنانيين الذين صار الكثيرون منهم لا يصدقون بإمكانية وجود شفافية تعتبر نقطة ضوء في هذه الظروف الكالحة التي يعيشونها”.
(انتهى بيان الجامعة بخصوص امتحانات الدخول الى كليات الطب)
فند بيان الجامعة (بخصوص الواقع المذكور اعلاه ) الوقائع بتفاصيلها. ووضع الحقائق في نصابها .
ولكن للأسف ان البعض من داخل الجامعة وخارجها و "لغاية في نفس يعقوب" ولمصالح وأهداف فئوية يسعى واهماً الى إعادة وضع اليد على هذه المؤسسة الوطنية …وهذا من سابع المستحيلات .
لسنا معك يا معالي الوزير طارق المجذوب المؤتمن على ارث المرحوم العميد محمد المجذوب لجهة حماية الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي ،بدل ان يقود مع اهل الجامعة ( رئاسة وعمداء ومدراء واساتذة وطلاب وموظفين )وانصارها حملة تضامن مع المؤسسة الوطنية .
وبدلاً من ان يدعو الى اجتماع مع رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب ومع اللجان الفاحصة التي اشرفت على امتحانات الدخول الى كليات الطب واعلان نتائجها ويستوضح منهم حقيقة ما جرى ،تقدم "بإخبار" الى النيابة العامة التمييزية بخصوص امتحانات الدخول الى الكليات الطبية في الجامعة اللبنانية .
وبعدما اجرى قسم المباحث المركزية الجنائية من وحدة الشرطة القضائية التحقيقات اللازمة مع اعضاء اللجنة الفاحصة لمادة اللغة الفرنسية، وبموجب هذه التحقيقات تبلغت الجامعة اللبنانية يوم الجمعة بتاريخ 27 الحالي عبر وكيلها المحامي جوزف نعمه قراراً "قضى بالحفظ بعد الاطلاع على تقرير الخبرة الفنية والتحقيقات كافة وذلك لعدم توافر العناصر الجرمية".
– انتصرت الجامعة اللبنانية مؤسسة ورئاسة وعمداء ومدراء واساتذة وطلاباً ولجاناً فاحصة.
– لم يراجع الوزير طارق المجذوب نهج والده و تاريخه النضالي من أجل الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي كما هو مفروض فأضاع البوصلة .