المتهم الشبح في تفجيرات الفجيرة!
في ذروة التوتر العالمي عند مضيق هرمز، تأتي تفجيرات ناقلات النفط في مرفأ الفجيرة في دولة الامارات لتزيد من هذا التوتر ومن هذا الاحتقان وكأن التفجيرات شرارة لحرب محتملة بين الولايات المتحدة الاميركية وتل ابيب والسعودية من جانب و ايران وحلفائها من حشد شعبي وحزب الله والنجباء وما بقي من سوريا المنهكة عسكريا وما تبقى من قدرات لدى الحوثيين المحاصرين من جانب آخر.
ربما التفجيرات رسائل ايرانية ذكية عبر ضفادع بشرية الى دول الخليج أوّلاً والى الدول المستوردة للنفط عبر مضيق هرمز ثانياً وذلك ليس من اجل اشعال حرب بل من أجل منع وقوعها.
…حتى لو استسلمت ايران فشياطين الحرب تريد الحرب لتدميرها….ان تدافع ايران عن نفسها بالبدء بالحرب قبل حشد الاعداء لقوتهم لسبيل وحيد لانتصارها…
كلما كثرت المناورات الايرانية في الخليج الفارسي -العربي وكلما كثر عرض الاسلحة الجديدة للجيش الايراني او الحرس الثوري كلما زاد الاقتناع ان ايران لا تفعل ذلك الا لمنع الحرب وليس سعياً لها وهذا اسلوب نفسي-عسكري-سياسي في تضخيم القدرات العنفية عند حالات الدفاع عن النفس امام العدو لمنعه من الهجوم ومن الخطأ وتماما كما تفعل القطط التي تضخم من حجم جسدها وترفع من حدة موائها لتوهم الخصم انها ليست بصغيرة الحجم اي ضعيفة وانها ليست لطيفة ابدا ان غضبت او تمّ الاعتداء عليها.
ربما المخابرات الاميركية تبحث عن حجة عملية لعدوانية ايران لتستخدمها كذريعة مباشرة لشن حرب عسكرية امام راي عام دولي لا يصفق الا للأقوى.
ربما مخابرات اسرائيلية تدفع باتجاه الصدام لتحطيم قدرات ايران العسكرية التي تعتبرها تهديدا وجوديا حقيقيا لها وذلك كتكملة لمسلسل تحطيم الجيوش العربية العراقية والسورية وسيراً باسطورتها لعودة المسيح باكراً..
ربما التفجيرات من عمل المخابرات السعودية التي تعتقد بضرورة تحجيم ايران الشيعية و بضرورة هزمها عن طريق الولايات المتحدةالاميركية لعجزها عن القيام بالمهمة بنفسها طالما انها عجزت عن احتلال صنعاء، افقر عواصم العالم.
كل تلك الاحتمالات واردة ، كلام صحيح، الا ان ما لم يؤخذ بالحسبان هو نوايا ومكائد شركات التأمين الرأسمالية الضخمة التي تعمل على تأمين سلامة ناقلات النفط وركابها و والتي تنتظر هكذا لحظات وهكذا احداث لتعصر زبائنها ولتستغل الخوف العالمي من الاسوأ
هؤلاء الزبائن اي اصحاب ناقلات النفط ليسوا بالضرورة بأبرياء ومساكين فهم ايضا حلقة من سلسلة الراسماليةالتي لا تبغي الا الربح الوفير وبإمكانهم ابتزاز شركات التأمين او استدراجها من اجل نصب المال…
هل فجّر اصحاب ناقلات النفط مراكبهم؟
هل فجرت شركات التأمين ناقلات النفط؟
من المضحك ان تلتقي جنّ المال في تفجيرات ميناء الفجيرة وان يكون اداء كل جنّ مال في ناحية يخدم عفاريت مال في ناحية أخرى اما الضحايا فهم انفسهم، ابرياء الناس من كل الشعوب الذين لا حول ولا قوة لهم عندما يقرّر اصحاب المال والنفوذ و السلطة واصحاب الاوهام تنفيذ مآربهم..