الحوارنيوز – خاص
بمعزل عن الأسباب التي أدت إلى إعلان المبادرة السعودية حيال الحرب في اليمن، فإن “المبادرة” بما تضمنته من مقترحات أولية هي فعل ايجابي من شأنها أن تفتح المجال أمام خروج اليمن من إحتراب أهله الداخلي، ومن شأنها أيضاً أن توقف التدخلات بشؤونه والحروب الخارجية عليه.
لم يعد أمام الأطراف اليمنية الداخلية سوى خيار الحوار الداخلي – الداخلي حول المبادرة، وآليات تنفيذها والضمانات الدولية والجهة الراعية، غير أن السؤال الأساسي هو هل يبدأ الحوار اليمني اليمني قبل اعلان الموافقة الحوثية على المبادرة أم بعدها؟
ومن هي الجهات الدولية الموثوقة التي ستشكل مظلة الحوار وضمانته؟
يعتقد البعض بأن “المبادرة” هي نتيجة أمرين:
الأول رغبة أميركية بوقف الحرب اليمنية بعد أن أكدت تقارير استخباراتية اميركية بأن الحرب اليمنية عززت النفوذ الإيراني في اليمن، خلافا لما كان متوقعا من دول ما يسمى بالتحالف العربي.
والثاني هو انتقال الحرب من الأرض اليمنية إلى أراض وأهداف في عمق المملكة، وهو الأمر الذي بدأ يترك أثرا سلبيا على غير صعيد لاسيما في الجانبين الأمني والاقتصادي.
وتقترح المبادرة السعودية التي أعلنها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود “وقف إطلاق نار في البلاد تشرف عليه الأمم المتحدة ،واستئناف المفاوضات بين الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية وبين والحوثيين المتحالفين مع إيران” وفقا لتعبير بن فرحان.
في المقابل رفض الحوثيون هذا الاقتراح على الفور، فيما قال كبير المفاوضين باسمهم إن الحركة ستواصل المحادثات مع الرياض ومسقط وواشنطن في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام.
وقال محمد عبدالسلام، ” إن مثل هذه المبادرة هي محاولة للإيحاء بأن السعودية تريد السلام، وهي محاولة للتفلت من الضغوط الإنسانية الكبيرة التي تتلقاها نتيجة ما يتعرض له الشعب اليمني من حصار إجرامي وكبير، وكذلك في محاولة للهروب إلى الأمام إذا ما صحت العبارة من الاستحقاق الحقيقي نتيجة لهذا العدوان، ولهذا نحن نعتقد أن مثل هذا هو لا يمكن أن يؤدي إلى حل ولا إلى تفسير حقيقي للأزمة ولا إلى أفكار حقيقية متقدمة، فما الجديد في الأمر أن يقدم مقترحا طرف هو رئيسي في العدوان عليك، ثم يقول طرحناها للحل، نحن لا يحتاج منا إذنا أن يرفع الحصار وأن يوقف العدوان، لأن موقفنا دفاعي وسيستمر دفاعيا، فارفعوا الحصار..”
وتابع قائلا:” المفترض بالطرف الذي أعلن العدوان من واشنطن وأعلن الحصار وفرضه حصارا برا وبحرا وجوا ،أن يعلن اليوم أو في أي وقت، أن يعلن وقف هذا العدوان وفك الحصار، ثم بعد ذلك يأتي الدور بالنسبة للأطراف اليمنية أن تذهب للحوار السياسي في ظل أجواء مهيأة، أما حوار أو مبادرات تحت النار وتحت الحصار هذا كلام غير دقيق وغير منطقي ولا جديد في الموضوع حقيقة”.
زر الذهاب إلى الأعلى