المارونية السياسية كما هي..(سايد فرنجية)
سايد فرنجية – الحوارنيوز
منذ نشؤ الكيان اللبناني عام ١٩٤٨ اعتبرت
القيادات المارونية، وليس عموم أبناء الطائفة المارونية، انه قد اصبح لها حليف إقليمي، فكانت المواقف وتبادل الخدمات مع “اسرائيل”.
في ١٥ ايار عام ١٩٤٨ زرع الكيان الصهيوني في ارض فلسطين ، وانعكس وجود هذا الكيان ارتياحا على جناح في المارونية السياسية .
بعد هذا التاريخ فرضت احزاب وشخصيات مارونية على السلطة السياسية نظرية “قوة لبنان بضعفه” ورسمت عقيدة للمؤسسة العسكرية تتقاطع مع قوة لبنان في ضعفه عنوانها “المؤسسة العسكرية لحماية النظام الطائفي و السلطة السياسية وليس حماية حدود لبنان . كما تبنت مقولة مع العروبة الاقتصادية وضد العروبة السياسية.
في العدوان الثلاثي على مصر ( بريطانيا و فرنسا و اسرائيل ) عام ١٩٥٦ انحاز الرئيس كميل شمعون الى بريطانيا وفرنسا و اسرائيل ضد مصر بقيادة جمال عبد الناصر .
الحق شمعون لبنان بالأحلاف التي اطلقتها الولايات المتحدة الاميركية بعد ان ورثت نفوذ الامبراطورية البريطانية والفرنسية في المنطقة العربية
كمشروع ايزنهاور وحلف بغداد، كما عمل على تحويل لبنان منصة ضد حركة التحرر العربية و الرئيس عبد الناصر بدعم سعودي اسرائيلي .
مع اندلاع ثورة ١٩٥٨ ضد مواقف كميل شمعون استدعى الرئيس شمعون الجيش الاميركي الذي نزل على شواطئ العاصمة بيروت .
بعد النكسة العربية في حرب حزيران عام ١٩٦٧ وانتصار اسرائيل، انتعش بعض زعماء الموارنة وشكلوا الحلف الثلاثي من احزاب : الكتائب “بيار الجميل ” والاحرار “كميل شمعون ” و الكتلة الوطنية ” ريمون اده “،وطرحوا مسألة حياد لبنان عن الصراع العربي الصهيوني و اعادوا طرح الاتيان ببوليس دولي على الحدود .
في تشرين الاول عام ١٩٧٣ أندلعت حرب تشرين. شاركت فيها مصر و سوريا ضد اسرائيل . ارتفعت اصوات بعض القيادات المارونية تطالب بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية مطالبة لبنان ان ينفذ نموذج حرب الملك حسين بالاردن ضد الفلسطينيين .
على ايقاع مفاوضات التسوية بين مصر بقيادة انور السادات واسرائيل نفذ حزب الكتائب مجزرة عين الرمان في ١٣ نيسان عام ١٩٧٥ التي شكلت شرارة الحرب الاهلية في لبنان .
قرر اقطاب الموارنة اعلان الحرب ضد الفلسطنيين في لبنان التي لم تكن الا لخدمة اسرائيل .لقد عمقت هذه الحرب انقسام اللبنانيين والصراعات الدموية بين اللبنانيين والموارنة.
في ظروف زيارة انور السادات في تشرين الثاني عام ١٩٧٧ للقدس ومع احتمال عقد اتفاق صلح مع الكيان الصهيوني توسعت الانقسامات المارونية و الصراعات الدموية و انقسمت المؤسسة العسكرية. نفذت القوات اللبنانية بقرار اسزائيلي المجازر بحق قوى وشخصيات مارونية. اغتيال ضباط من الجيش والصفرا و الارمن وتحت عناوين مختلفة “كتوحيد البندقية المسيحية وشعار بناء الفدرالية من الجسر الى المصدر.
بقرار اسرائيلي ارتكب حزب الكتائب مجرة اهدن في صباح ١٣ حزيران عام ١٩٧٨،و بنفس اليوم و التوقيت اعلن الضابط العميل سعد حداد ” دويلة الشريط الحدودي ” في جنوب لبنان بدعم القوات و الكتائب والاحرار .
بالعلاقة الملتبسة مع الكيان الصهيوني وتفجير الحرب الاهلية عام ١٩٧٥ و المشاركة بالصراعات الدموية و ارتكاب المجازر ،حفرت المارونية السياسية قبرها .
في هذا الاطار جاء في كتاب لفؤاد بطرس وزيز خارجية اسبق و احد منظري المارونية السياسية قال : ” ان معظم قادة الموارنة لا يفقهون من العمل السياسي ابعد من انوفهم، لهذا شنوا حروبا وارتكبوا مجازر بحق بعضهم البعض فأسقطوا طائفتهم والبلد معهم ووصلوا الى ما وصلوا اليه .”