سياسةمحليات لبنانية
المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني فرصة تاريخية والمطلوب ملاقته الى منتصف الطريق
حكمت عبيد -الحوارنيوز
بدا واضحا من البيان الختامي للمؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني المنعقد عبر نظام المؤتمرات المتلفزة بتاريخ 9 آب 2020، بأن فرنسا تمكنت من تثبيت موقعها المرجعي ونفوذها في لبنان مقابل تراجع تكتيكي، مؤقت، للإدارة الأميركية.
أما التقدم الفرنسي فقد جاء نتيجة جهود الرئاسة الفرنسية ونتيجة قناعة الدبلوماسية الفرنسية بأن لبنان محكوم بتوازنات داخلية دقيقة، اللعب بها، " كاللعب بمخزون مضاعف من نيترات الأمونيوم التي إنفجرت في مرفأ بيروت" وفقا لتوصيف مصدر وزاري ل "الحوارنيوز".
يرغب الجانب الفرنسي بإنهاء الأزمة السياسية من خلال عقد سياسي جديد يخرج البلاد من الشرنقة الطائفية، وهو أمر سيواجه من قبل الأحزاب الطائفية برفض مطلق، فهذه الأحزاب لا زالت متمسكة بإمتيازات صيغة ٤٣ وهي الصيغة التي انهتها وثيقة الوفاق الوطني في العام ١٩٩٠.
في المقابل تبدو إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى خلف تهدئة تمكن ترامب من تظهيرها كإنتصار للدبلوماسية وللمرونة الأميركية، لعل ذلك يفيد في سباق الرئاسة الأميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل.
ويقلل المصدر الوزاري نفسه، من أهمية الموقف الأميركي المستجد، ويرفض أن يعتبره تراجعا استراتيجيا، بل هو " عبارة عن موقف تكتيكي لن يغيير كثيرا من سياسة الضغط، كمن يمسك العصا من النصف، فهو فوّض الفرنسي متابعة الملف اللبناني، وطلب في الوقت عينه، إلى حلفائه "استمرار الضغط والعمل على توسيع دائرة الإستقالات لتشمل مدراء عامون وسفراء وربما ضباط من المؤسسات الأمتية اللبنانية".
لا شك أن المؤتمر بنتائجه السياسية والمالية شكل انتصارا للعهد وفرصة لإعادة تفعيل واقعه المتردي، والمطلوب ملاقاة المؤتمر بخطوات حقيقية اصلاحية داخلية يلاقي بها المؤتمر الى منتصف الطريق ويحول الموقف الإنساني الى موقف دولي.
فهل سيتمكن العهد بمؤسساته الدستورية من تعزيز مناخات الثقة الداخلية ليتمكن من مواجهة الضغوط الخارجية؟
ماذا جاء في البيان الرسمي لمؤتمر دعم لبنان:
"في استجابة فورية وبهدف الدعم في اعقاب انفجار بيروت الواقع في 4 آب 2020، انعقد المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني افتراضياً في التاسع من آب، بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية وامين عام الامم المتحدة. وقد ضمّ هذا المؤتمر الطارئ: (قائمة بالدول والمنظمات الدولية المشاركة).
لقد كان انفجار بيروت الذي ضرب المدينة في قلبها في الرابع من آب بمثابة صدمة للشعب اللبناني بأسره ولاصدقائه وشركائه في الخارج. وقد وقف المشاركون في مؤتمر اليوم وقفة تضامنية مع لبنان، كما اعربوا عن تعازيهم القلبية لسكان بيروت الذين فقد العديد منهم افراداً من عائلاتهم وزملاء واصدقاء، كما تمنى المؤتمرون الشفاء العاجل للجرحى والمصدومين.
لقد اشاد المشاركون بالشجاعة الملفتة التي اظهرها اول المستجيبين والأطقم الطبية وفرق البحث والانقاذ وجميع اللبنانيين والفرق الدولية المرسلة الى بيروت لمساعدة الضحايا وتقديم جهود طارئة، بما في ذلك الصليب الاحمر وفرق الدفاع المدني اللبناني.
ان المجتمع الدولي واقرب اصدقاء لبنان وشركائه لن يخذلوا الشعب اللبناني.
وقد قرّر المشاركون العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من آب. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الايام والاسابيع القادمة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني على اكمل وجه. وفقاً لتقييم الامم المتحدة، هناك حاجات واضحة بصورة خاصة في القطاع الطبي والصحي، في المجال التربوي، في القطاع الغذائي وعلى صعيد اعادة التأهيل المُدنية، وهذه المحاور سوف تحظى بالاولوية ضمن برامج المساعدات الدولية الطارئة.
وقد توافق المؤتمرون على ان تكون مساعداتهم سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني ومنسّقة جيداً تحت قيادة الامم المتحدة، وان تُسلَّم مباشرةً للشعب اللبناني، باعلى درجات الفعالية والشفافية.
وبناءً على طلب لبنان، ان المساعدة من اجل تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار الرابع من آب تشكّل حاجة فورية وهي متوفّرة.
اضافةً الى المساعدات الطارئة، ان الشركاء مستعدون لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ممّا يستدعي، في اطار استراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالكامل القيام سريعاً بالاجراءات والاصلاحات التي يتوقّعها الشعب اللبناني.
في هذه الاوقات العصيبة، لبنان ليس وحده. فالمجتمع الدولي، بما فيه اهمّ شركاء لبنان، اجتمع مع فرنسا والامم المتحدة للوقوف بجانب بيروت والشعب اللبناني، وهم سيواصلون بذل قصارى جهودهم لتلبية احتياجاتهم الاكثر الحاحاً.