المؤتمر الاغترابي الاقتصادي برئاسة الشرتوني: العبرة في التنفيذ(حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص
انتهى المؤتمر الاقتصادي الاغترابي الأول الذي عقدته الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة نبيه الشرتوني (المسجلة بقيودها في نيويورك وليس في لبنان لاعتبارات قانونية وشرعية)، دون إعلان رسمي للتوصيات، مع تعميم معلومات من داخل اللجنة المنظمة، وبصورة غير رسمية، تفيد بأن الملتقى قد اتخذ قراراً بإنشاء صنودق لدعم صغار المنتجين والشركات بموازنة تتجاوز مئات الألوف من الدولارات”.
كلام اعلامي كبير دونه معوقات تنظيمية وادارية تتصل بآلية عمل الصندوق في حال صدق المؤتمر ونجح المؤتمرين من اقناع المساهمين بمثل هذا الصندوق.
بالإضافة إلى عدم وضوح لجهة ما اذا كان “الصندوق” سيقدم هبات أم قروض ميسرة وهل سيكون ذلك ضمن رؤية شاملة مستدامة أم أن العمل سيكون مرحلي ومؤقت ولمرة واحدة؟
لا تفيد القروض أو الثبات أو أي آلية لدعم صغار المنتجين إلا من خلال رؤية مرتبطة بدعم الانتاج والتسويق في آن معاً.
واستعيد بالذاكرة تجربة مشابهة قيد الانشاء لإحدى المؤسسات اللبنانية المسجلة في الخارج أيضاً ،وهي تنوي دعم المزارعين من خلال التشجيع على الانتاج الزراعي على أن تتكفل هي بالتسويق التجاري في الخارج ضمن آلية إدارية منظمة وشفافة.والمؤسسة الأخيرة ستكون جاهزة للتنفيذ خلال مدة قصيرة.
في كلا الحالتين فإن العبرة تبقى في التنفيذ، ولا يغيب عن بالنا المثل اللبناني الذي يقول: ما تقول فول ليصير بالمكيول.
إن غالبية المغتربين يقومون بأدوار فردية في دعم مجتمعاتهم المحلية دون اعلام ولا مؤتمرات، وبعضهم ساهم بعشرات ، لا بل بمئات الألوف لدعم المجتمع المحلي، كما هو حاصل في بلدات، كوثرية السياد، حاريص، الزرارية، الناقورة، رأس المتن، حاصبيا، النبطية وغيرها من البلدات الجنوبية واللبنانية.
لا ينقص هؤلاء أي سبب لتحفيزهم على تطوير مساهماتهم، لكن ذلك يحتاج إلى مؤسسات ذات مصداقية وآليات لا تكون الربحية الاعلامية أو التجارية هي الأساس، بل تمكن العائلات المحتاجة والقادرة على الانتاج بغية زيادة دخلها، وتمكين المرأة اللبنانية المزارعة، كي لا تروح المساهمات إلى جيوب العائلات النازحة واللاجئة التي تستفيد من برامج دولية باتت موضع شبهة!
كتب الأديب مارون عبود مجموعة قصصية قصيرة بعنوان “حبر على ورق”. وحتى لا تكون قصة المؤتمر الاغترابي الاقتصادي الأول ” حبرا على ورق”، على الرعاة أن يكثروا العمل ويقللوا الهبرجة والبهرجة، كما يفعل زملاء لهم في مؤسسات أخرى.