اللجنة الأولمبية الى اصطفافات جديدة:جهاد سلامة يستعيد المنقلبين ويستميل المناوئين
8 اعضاء يفندون مخالفات رئيس اللجنة جلخ
الحوار نيوز ـ محرر الشؤون الرياضية
أبى المسؤولون عن الرياضة في البلاد ان تمر فترة الاعياد بهدوء، واشعلوا فتيل أزمة جديدة يرى معظم الرياضيين أن لا معنى لها، كما يصح وصفها بالتنازع على الكراسي ليس أكثر، في مشهد مشابه تماما لما يحصل في البلاد.
كما تكونوا يولى عليكم
البلد الى مزيد من الإنهيار وقادته السياسيون يتسابقون على تقاسم الحصص، وكذلك الرياضة تماما، لكن الفارق ان الخصوم في السياسة حلفاء رياضيون لتدمير ما تبقى من الهيكل، والأخطر ان الاصطفاف يتحول شيئا فشيئا الى طائفي.
فبعد خطوة رئيس اللجنة الأولمبية بطرس “بيار” الجلخ بإعلان إبطال عضوية ستة اعضاء من اللجنة التنفيذية لتغيبهم عن ثلاث جلسات تواليا من الاجتماعات، لم يرد اي من الأعضاء المعتبرين بحكم المستقيلين، وهذا ما بدا مستغربا ما فتح المجال امام الكثير من التأويلات، مع أنه جرى تسريب تصريحات لأكثر من مرجع في وسائل اعلام مقربة منهم ومفادها “سخرية مما وصفوه خطوة غير قانونية ،على إعتبار أن إبطال العضوية يصدرعن اللجنة التنفيذية مجتمعة وليس عن رئيس اللجنة منفردا.
على مدار الايام الماضية ظلت المباحثات خفية بعيدا عن الأضواء، حيث “حشر” بعض ممن اسموا انفسهم وسطاء لمحاولة تقريب وجهات النظر، الا أن كل طرف بدا متمسكا بموقفه ويفكر كيف يرد اعتباره ولا احد يفكر بمصلحة الرياضة.
لملمة الحلف
امام ذلك، وبطريقة غير مباشرة أعلن عن تحالف جديد يضم 14 اتحادا. ويتألف هذا التحالف من الاتحادات التي كانت تدعم لائحة المحاضر الاولمبي والدولي جهاد سلامة (رئيس اتحاد المبارزة) وهي السباحة، الطاولة، السلة، التنس، الطائرة، العاب القوى، التايكواندو، الرقص الرياضي (لا يحق له التصويت). كما سجلت عودة ثلاثة من الاتحادات التي كانت قد انقلبت على سلامة في الانتخابات الماضية، أي الجودو والدراجات والتزلج، مع انضمام اتحاد اليخوت برئاسة عضو تنفيذية اللجنة الاولمبية ربيع سالم فضلا عن اتحاد الرماية الذي يترأسه جلخ.
رؤساء كل هذه الاتحادات اصدروا بيانا مشتركا قالوا فيه إنهم يشكلون أكثر من ثلث الأعضاء المنتسبين الى اللجنة، وبالتالي يحق لهم ان يطالبوا بعقد جلسة استثنائية للجمعية العمومية يكون على جدول اعمالها اربعة بنود، هي الكتب الموجهة من رئيس اللجنة ووضع صندوق الدعم الاولمبي ووضع اللجنة اداريا وماليا والمخالفات والارتكابات الى مسألة المستخدمين والاجراء المتعاقدين وتمنع الموظفين عن الحضور واقفال اللجنة الأولمبية.
خطوة استدعت ردا مقابلا من ثمانية اعضاء هم هاشم حيدر (كرة القدم) وسامي قبلاوي (المواي تاي) ومحمود حطاب (اتحاد الملاكمة) ووليد دمياطي (الجمباز) وجورج عبود (الفروسية) ومازن رمضان (الكانوي كاياك) وخضر مقلد (رفع الأثقال) الى الامين العام حسان رستم (التجذيف).
الأعضاء فندوا ما وصفوه بـ “مخالفات يرتكبها رئيس اللجنة ولا يزال عبر ممارسات غير قانونية، وتصرفات فردية تتناقض والصلاحيات المتاحة له.
وقال البيان إن رئيس اللجنة يوقع الرسائل بمفرده بينما المراسلات يجب ان تذيل بتوقيع الرئيس والأمين العام.وعليه ان عدم توقيع الامين العام الى جانب توقيع الرئيس يجعل المراسلات باطلة.
كما اشار البيان الى ان الجلسات التي ذكر الرئيس تغيب الاعضاء عنها لم تنعقد ولم تحصل ولم يتم توقيع لائحة حضور ولا اعداد محضر بذلك باستثناء الجلسة رقم ۱ تاریخ ۲۰۲۳/۱/۱۲ والتي كان عدد من الاعضاء المذكورين حاضرين فيها.
ورأى البيان إن التواصل مع الموظفين منوط بالأمين العام، كما سجل ارتكاب رئيس اللجنة مخالفة إضافية بإقدامه على تعميم كتب ورسائل الى وسائل الإعلام، سببت الضرر والإساءة للأعضاء وللجنة نتيجة عملية التشهير والإفتراء. وبالتالي فإن الأعضاء يحتفظون بحقهم بإتخاذ الإجراءات المناسبة بحق رئيس اللجنة.
قراءة سريعة للمشهد
أمام كل ما تقدم، بات في حكم المؤكد انفراط عقد التحالف الذي اوصل جلخ الى الرئاسة.
وعلى قاعدة “طبق الانتقام يؤكل باردا” وضع جهاد سلامة خصميه مازن قبيسي وفيصل قلعاوي (المسؤولان عن الرياضة في حركة امل وتيار المستقبل) في وضع حرج مع اعترافهما ضمنا في اكثر من مناسبة بعد انقلاب جلخ أنهما اخطآ بحق سلامة ، ولم يعد بإمكانهما الاعتراض على جلخ، لأنهما استخدماه “مطية” لأخذ شرعية مسيحية في اللجنة التنفيذية وضرب سلامة والفوز عليه.
ويقول رئيس اتحاد لعبة بارزة إن “الجميع يذكر أن سلامة عَدَّ جلخ دائما رئيس اتحاد ناجح، لكنه لا يصلح لدخول اللجنة الاولمبية، وهذا لب التباين الذي استخدمه قبيسي وقلعاوي للتنصل من اتفاقهما مع سلامة وتسجيل ما اعتبروه حينها نصرا سياسيا على التيار الوطني الحر، واهديا بعدها الفوز الى الرئيس سعد الحريري، وهذا ما يراه الرياضيون حركات صبيانية لا تبني رياضة ولا تبني بلدا.
الواضح اننا امام معركة طاحنة مقبلة ،وقد يكون هناك انتخابات مبكرة وقد لا يكون، وانما في ظل الاصطفافات الجديدة يلاحظ ان نائب رئيس اللجنة الاولمبية اسعد النخل المرشح الى الأولمبية عن اتحاد الطائرة خارج الصورة، ولم يعرف موقفه بعد، في حين أن اسم جاسم قانصوه رئيس اتحاد البادمنتون وحليف سلامة في الانتخابات الماضية لم يكن ضمن بيان الاتحادات، وكذلك رئيس اتحاد الركبي يونيون سمير دبوق.
ومع ان السبب المباشر للخلاف بين جلخ والتكتل الذي جاء به هو رفضه لدخول خمسة اتحادات محسوبة على امل والمستقبل الى اللجنة، فإن اتحاد لعبة “الخماسي الحديث” ،على سبيل المثال، سيدخل اللجنة حكما مع انتسابه الى الاتحاد الدولي رسميا واستيفائه كل شروط العضوية ،ما يعني ان احدا لا يمكن منعه من الدخول والتصويت لكون اللعبة اصبحت معتمدة في الالعاب الاولمبية.
اذا الأمور تبدو معقدة وبدأ الرياضيون يسمعون عبارات طائفية، وعلى سبيل المثال اعتبار دخول الاتحادات الخمسة (الخماسي الحديث، الشطرنج الصيني، السكايت، الألعاب الالكترونية وركوب الامواج) بمثابة “إنقلاب على توازنات المناصفة ،كون هذه الاتحادات بواقع (4 للمسلمين وواحد للمسيحيين).