اللبناني والكوميديا الالهية والوطنية :مصدر العاصفة قلبي ووجداني!
د.أحمد عياش
يتحدث الجميع عن عاصفة ثلجية، عن تراكم للثلوج عند بضعة مئات من الامتار،يقولون ان مصدرها القطب الشمالي، سامحهم الله، لا يعرفون أن مصدر العاصفة هو قلبي.
هذا قليل من كثير.
في كينونتي يا رفاقي اعاصير، في شراييني طافت انهار بالدماء واغرقت الى الاعماق سفينة نوح.
انا اللبناني المذبوح، صامد انما مقتول، مأساتي اني اموت في كل يوم في مجزرة ذات عنوان مختلف وابقى حيّا لاموت من جديد.
انا اللبناني لا اشبع من الموت.
انا المقتول المجهول المنسي في دهاليز الحيرة، اتهم نفسي بالفشل وبسوء التدبير وبالحماقة كما يرغب الآخرون.
كما يشاء المستمعون والقراء وكما يطلب المشاهدون.
انا المقتول المتكرّر والمتحوّل والمتحوّر والمجهول بالاسم والقاتل معروف.
هو القاتل .
هم القتلة .
لست وحدي المقتول.
يغير قاتلي وجهه وصوته وانتماءه ومعبده وطائفته ومهنته وثيابه وانيابه ومخالبه كي لا اعرفه.
الا اني اميزه بين كل الشياطين.
انا التائه في دروب افكاري، ارثي رغباتي، اطرق ابوابا محطمة في اطلال تمنياتي.
انا اللبناني المقهور.
والقاتل معروف.
البارحة قدت مظاهرة ضد حالي، ناديت بالموت وبالاعدام لحياتي.
حطمت اشارات السير لمبادئي، تركت قناعاتي تنزف سمّا في حادث سير مقصود من كبريائي.
انا اللبناني المقتول والقاتل معروف الا اني لا اقدر على اللوم والغضب والانتقام والتهديد الا ضد حالي…
رفعت مقصلة ، علقت مشنقة، ارديت نفسي بطلقات من نار.
بطل دائم وفذّ في معارك يومية ضد حالي.
اعرف عنوان قاتلي الا اني استسهل الوصول الى عنواني.
لا حرس ولا زبانية عند بابي.
اضعت عنواني.
لست جبانا، قلبي قلب نمر لا يهاب الصعاب انما نمر ضد حالي.
رغم اني صرت بلا عنوان عدت الى داري.
في داري اتعب إن تمددت على سريري ، في كهفي اغمض عيوني رغم عتمة المكان لانتقم من قاتلي ، من قتلتي، الاحقهم، القي القبض عليهم الواحد تلو الآخر واجرّهم في مواكب ذل في خيالي.
اعذبهم، اقتلهم ثم احاكمهم محاكمات صورية كما يفعلون مع اهلي وربعي و ناسي…
جميلة هي محاكماتي، لا اسأل فيها القاتل ولا اتهمه فالجريمة موصوفة و دالة عليه من دون الحاجة لاثباتي.
يتحدث الجميع عن عاصفة ثلجية، عن تراكم للثلوج عند بضعة مئات من الامتار، يقولون ان مصدرها القطب الشمالي، سامحهم الله، لا زالوا يجهلون، مصدر العاصفة قلبي ووجداني…
انا اللبناني لا اشبع من الموت.
اتظاهر وانتفض واتمرد واتهم كل يوم حالي…
"مولخا""مولخا" هل اتاك احد بسيرتي، انا مأساة الكوميديا الالهية والوطنية يا ابنة خالي…