رولا فارس ضيا* -الحوارنيوز
حين سأل المريض طبيبه النفسي في رواية الصرصور للكاتب اللبناني راوي الحاج، ماذا تعني الإنسانية ؟؟
رد الطبيب و قال: ” إنك وقعت في الفخ”.
نحن اللبنانيين وقعنا في فخ المعاناة.
يعمل حيتان المال وتماسيح الموت وتجاره بكل ما أوتوا من قذارة وخبث ليحولونا الى صراصير تهرب تحت وطأة القهر والمعاناة والذل نحو نفق العزلة، نتدحرج الى يأسها محملة بأطنان من الخوف و الفجيعة، رأسها مثقلة بالنحيب والذهول.
فمن عجائب هذا الزمن أن نرى الفاسدين “عينك عينك” يتحدثون عن الفساد و الشرف ويحاضرون بالعفة والوطنية. هل حدث أن دولة سرقت شعبها؟
المصلحة الفردية تنتشر كالسرطان في جسد الإنسانية
العدالة ضحية توحش الرأسمالية
الحرية و السيادة و المساواة معايير تحكمها الإزدواجية.
فإذا كانت الإنسانية موجودة بالفعل ،لماذا تتولد كل تلك المعاناة؟ هذا ايضاً سؤال آخر للمريض في رواية الصرصور.
الإجابة: وقعنا في الفخ و الهدف تحويلنا الى صراصير، نهرب خائفين من “شحاطة” الزعيم الفاسد، المختلس، المنافق، الطائفي.
الحل:
أثبتت تجارب التاريخ كلها أن رحلة الإنسان عبر صيرورة الزمان هي مرتبطة إرتباطاً عميقاً، لا بل متلازمة مع الجهد الذي يقوم به الإنسان على المستوى المادي والمعنوي لتحسين حياته، و هذا الجهد هو ثمرة اسمها الحضارة، وهذه الحضارة لا تتشكل إلا وفق عوامل ثقافية، سياسية، اقتصادية والأهم إنسانية، وإلا فقدنا تميزنا عن باقي الكائنات.
هذه العوامل كلها يحكمها القانون الذي وضع للإرتقاء بالعلاقات بين البشر وصياغة مجتمع العدالة والمساواة.
و لأنك كلبناني مجرد من كل تلك العوامل و مهدد بتحويلك الى صرصور!!!
تجرأ و أخلع عنك معطف التبعية المتمثل بالدين و الطائفة والزعيم، والجهل.
إقرأ جيداً لتميز بين الحق والباطل.
إبحث عن الحقيقة كي لا تظلم أحدا.
إبدأ بنفسك قبل أن تطالب غيرك.
طالب بأن تكون مواطناً كاملاً ،وطالب ببناء الدولة لأننا نملك وطناً و لا نملك دولة .
هذا هو الجهد المطلوب لزرع ثمرة الحضارة و حصد بلد يليق ب”لبنانيتك”.
*روائية لبنانية
زر الذهاب إلى الأعلى