الحوار نيوز – حرب غزة
قرر المجلس الوزاري الاسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية مواصلة المفاوضات لتبادل الأسرى بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية بناء على ما أفضت إليه محادثات باريس ،ووافق على إرسال وفد إلى قطر خلال الأيام المقبلة لمتابعة التفاوض،في وقت عكست الأجواء تفاؤلا حذرا بإمكان التوصل إلى هدنة لستة أسابيع.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن المحادثات التي عقدت في العاصمة الفرنسية، نجحت في تحريك الجهود الرامية لإبرام صفقة التبادل والاتفاق على هدنة في قطاع غزة، فيما يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، محاولاته للضغط على حركة حماس عبر الربط بين المفاوضات وبين الاجتياح الإسرائيلي الوشيك لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
واجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي لشؤون السياسية والأمنية، الليلة الماضية، هاتفيا، وتلقى الوزراء الأعضاء تحديثات من الوفد المفاوض الذي عاد صباح السبت من باريس، بشأن التطورات التي شهدتها المحادثات، وبناء على ذلك، صوّت الكابينيت على إرسال وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية، الدوحة، خلال الأيام المقبلة، لمواصلة الجهود الدبلوماسية في محاولة للتوصل إلى صفقة.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الكابينيت صادق على إيفاد وفد بمستوى منخفض إلى العاصمة القطرية، لمواصلة المحادثات .
وقال نتنياهو إنه سيدعو المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت الموسع)، للانعقاد الأسبوع المقبل، “للمصادقة على خطط عملياتية للعملية في رفح، بما في ذلك إخلاء السكان المدنيين من هناك”، في إشارة إلى اجتياح إسرائيلي مقرر للمنطقة التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني.
وشدد نتنياهو على أن “الدمج بين الضغط العسكري والمفاوضات الحازمة سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس وتحقيق جميع أهداف الحرب”.
وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن أبرز النقاط التي تم التوافق حولها في باريس تتعلق بآلية التبادل وقائمة الأسرى، وعدد أيام الهدنة، وقضايا تتعلق بالمساعدات الإنسانية التي ستم السماح بدخولها إلى القطاع.
وذكر أن أبرز ما تم التفاهم حوله في باريس:
- إطلاق سراح حوالي 40 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، من النساء والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
- موافقة إسرائيلية على إطلاق سراح عدد من الأسرى، أكبر مما تم الاتفاق عليه في السابق، مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين في قطاع غزة من “فئات معينة”.
- هدنة لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة
- استعداد إسرائيلي لمناقشة الإفراج عن أسرى محررين في “صفقة شاليط” أعاد الاحتلال اعتقالهم خلال الفترة الماضية، بحسب ما نقلت القناة عن مصدر أجنبي.
- موافقة إسرائيلية على إبداء مرونة في القضايا الإنسانية – سواء في ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة أو في ما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
- إسرائيل لن تلتزم بإنهاء الحرب أو بوقف دائم لإطلاق النار.
بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) أن معادلة التبادل ستكون 10 أسرى فلسطينيين بالمعدل، مقابل كل أسير إسرائيلي سيتم الإفراج عنه، فيما أشارت إلى أن معادلة الهدنة ستكون يوما مقابل كل أسير إسرائيلي يتم الإفراج عنه.
وبجسب موقع “واللا”، فإن المرحلة الأولى من صفقة التبادل ستشمل المجندات الإسرائيلية، وأنه سيتم الإفراج عن أعداد مختلفة من الأسرى مقابل كل أسير إسرائيلي، وذلك بناء على “فئة الأسير”، إذ سيتم الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى مقابل المجندات، وذلك قد يشمل أسرى من ذوي المحكوميات العالية.
وبحسب موقع “واينت”، فإن الصفقة ستشمل إطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، مقابل 35 إلى 40 محتجزا إسرائيليا في قطاع غزة، في حين لم تؤكد أية جهة إسرائيلية رسمية أن تكون المحادثات قد أفضت إلى اتفاق حول عدد أو أسماء الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم.
“تفاؤل حذر“
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تحدثت عن عودة الوفد الإسرائيلي من باريس بـ”بتفاؤل حذر” بشأن إمكانية المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أنه “تم الاتفاق على إطار جديد خلال محادثات باريس. هناك تقدم ويمكن التوقيع على الاتفاق قريبا. لا ينبغي للمفاوضات أن تستغرق وقتا طويلا”.
وذكرت “كان 11” أن “إسرائيل تلقت رسائل من الوسطاء مفادها أن حماس معنية بالمضي قدما في المفاوضات”، وأشار مسؤول إسرائيلي إلى “تقدم في موضوع إطلاق سراح الأسرى (الفلسطينيين) وقريبًا سيتم مناقشة الأسماء أيضًا”.
ومع ذلك، شدد المسؤول على ضرورة المحافظة على “الشفافية” في التعامل مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، معتبرا أنه “في النهاية نحن نجري مفاوضات مع منظمة إرهابية وكل شيء يمكن أن يتغير”.