سياسةمحليات لبنانيةمن هنا نبدأ

القوات اللبنانية تقفل باب الحوار وتتبنى سياسة الجدار(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

لم يكن بيان الدائرة الاعلامية في حزب القوات اللبنانية حيال دعوة السفارة السويسرية بعض الأحزاب اللبنانية الى طاولة عشاء يوم غد الثلاثاء مفاجئاً، فحزب القوات ربط منذ مدة استراتجيته وسياساته الداخلية بمحاور خارجية، أبعد من المحاور العربية…

أقفلت القوات اللبنانية باب الحوار واستبدلت الحوار بمبدأ سياسة الجدار حيث اللغة الخشبية هي هي: إما معي أو ضدي. إما الحوار بشروطي وبما يضمن نتائج تتوافق مع وجهة نظري أو لا حوار!

خطاب يعكس أزمة الفكر الإلغائي الذي يحكم العقل القواتي والذي شهده لبنان في كثير من المحطات ضمن الشوارع المسيحية وخارجها.

تدرك القوات اللبنانية أن دعوة السفارة السويسرية هي دعوة للعشاء الإجتماعي الذي يؤسس لمناخ إيجابي، وللتقريب بين المكونات السياسية من أجل الخروج برؤية مقبولة من مختلف هذه المكونات تتعلق بعدد من الأزمات منها السياسي كالإستحقاق الرئاسي ،ومنها إقتصادي بعد أن انهار النظام الاقتصادي ولم يعد ينفع معه الترقيع.

كما تدرك القوات اللبنانية أن هذه الدعوة هي دعوة تحت سقف الدستور واتفاق الطائف، وتأتي في سياق دور حوار لعبته سويسرا سابقاً.

فلماذا إذا رفض الحوار؟

لماذا اتهام حزب الله بالإنقلاب على الطائف، فيما الإنقلاب الفعلي على الطائف جرى بالتواطؤ بين المكونات التي تسلمت السلطة بعد الطائف من ضمنها القوات اللبنانية؟.

من رفض ويرفض اقرار قانون انتخاب خارج القيد الطائفي؟

من رفض ويرفض تشكيل اللجنة الوطنية لدراسة الغاء الطائفية السياسية؟

من رفض ويرفض وضع استراتيجة وطنية للدفاع من أجل بناء عناصر القوة للبنان مقابل كل من تسول له نفسه التطاول على السيادة اللبنانية؟

إن المقاومة الوطنية اللبنانية، على اختلاف فصائلها، هي حاجة للدولة اللبنانية، إذا ارادت أن تكون دولة ذات سيادة وترغب فعلا بإستعادة حقوقها والذود عن سيادتها.وهذا ما أثبتته المفاوضات التي جرت مؤخرا حيال تحديد احداثيات الحدود الجنوبية البحرية للبنان مع دولة الاحتلال. إنها حاجة وطنية وقومية الى حين تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، لا سيما القرارات التي تؤثر على الواقع اللبناني ومنها القرار 1701 والقرار 425 ضمناً والقرار 194 المتصل بعودة اللاجئين الفلسطينيين وغيرها من القرارات.

لا شك أن موقف القوات من الحوار والتلطي بسلاح حزب الله، هو أمر مضحك ومكشوف.فالقوات تحاور حركة “أمل” وتتماهى معها في بعض الملفات الداخلية، ومن المعروف أن حركة “أمل” لديها موقف ثابت واستراتيجي من موضوع المقاومة وضرورة الإحتفاظ بها كورقة قوة للبنان في مفاوضاته مع العدو الإسرائيلي، لا بل، أن الحركة جزء لا يتجزأ من المقاومة التي تعتبر واحدة من أركان البرنامج السياسي والفكري للحركة.

فلماذا الحوار مع الحركة مسموح ومع حزب الله ممنوع؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى