القمة العربية الإسلامية 2: هل تنجح حيث فشلت القمة 1؟ (حسن علوش )
حسن علوش – الحوارنيوز
دعت وزارة الخارجية السعودية إلى عقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في السعودية بتاريخ ١١ تشرين الثاني الجاري، “لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.”
وطبقاً لبيان وزارة الخارجية السعودية، فإن المملكة في إطار متابعتها لتطورات الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، واستمرار العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتساع ذلك ليشمل الجمهورية اللبنانية في محاولة للمساس بسيادتها وسلامة أراضيها، والتداعيات الخطيرة لهذا العدوان على أمن المنطقة واستقرارها، تؤكد مجدداً إدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وما يتعرض له الأشقاء في الجمهورية اللبنانية من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية.
وامتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض بتاريخ ١١ نوفمبر ٢٠٢٣م، وبناء على توجيهات الملك سلمان، واستكمالاً للجهود المبذولة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، بالتنسيق مع أشقائه قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة؛ فإن السعودية تدعو لعقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في المملكة بتاريخ ٩ جمادى الأول ١٤٤٦ هـ الموافق ١١ نوفمبر ٢٠٢٤م، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وأشار وزير الاعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري، الى تطلع المملكة “لخروج القمة بقرارات تسهم في وقف العدوان الإسرائيلي، وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق”.
لا شك أن القمة المشتركة تكتسب أهمية استثنائية في هذه الظروف، وهي قد تشكل مدخلا لوقف همجية العدو الاسرائيلي وتعيد الاعتبار الى الحل السياسي للقضية الفلسطينية كما انها قادرة لو أرادت أن تعيد الاعتبار الى مجمل القرارات الدولية التي تخص الحالتين الفلسطينية واللبنانية والتي يمعن كيان الاحتلال بتمزيقها واعتبارها كأنها غير موجودة لسبب بسيط أنه لا يقيم وزنا لدول عربية ولا لمؤسسات عربية أو إقليمية أو اممية…
فهل ستنجح القمة المشتركة في اعادة الاعتبار الى نفسها أولا؟
هل ستنجح حيث فشلت القمة التي عقدت منذ عام؟
أم أنها لن تتجاوز القمم الصورية وبالتالي ستتحول سبباً لمواصلة جرائم العدو نظرا الى ضعف حالها وأحوالها؟
في خلاصة للتوصيات التي انتهت إليها القمة السابقة يمكن الاشارة الى، ومن أبرزها:
- تكثيف تحركات اللجنة الوزارية المشكلة؛ وفقًا لقرارات القمة مع القوى الدولية الفاعلة من أجل بلورة تحرك دولي؛ لوقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سلام جادة، والعمل على إقناع الدول الغربية بتغيير موقفها الداعم لإسرائيل.
- أن العالم اليوم تغير عما كان عليه في العقود الماضية؛ فثمة دول أصبح لها وزن سياسي واقتصادي، وثمة دول باتت تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط؛ بوصفها منطقة إستراتيجية في التوازن العالمي، في حين أن مصلحة الغرب بالمحافظة على الشراكات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، وتعميقها، ووسط هذا الإجماع العربي الإسلامي الذي تقوده المملكة؛ فإن هذا يفرض إعادة النظر في القضية الفلسطينية من أجل تعميق، وتوسيع دائرة الشراكات، أو الحد منها.
- ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني ذاته من الداخل؛ حيث إنه بدون وحدة فلسطينية، وسلطة فلسطينية جديدة وقوية سيظل الوضع عالقًا، ويدور في حلقة مفرغة.
- الإفادة من مخرجات قمة الرياض العربية، والإسلامية في تعزيز الجهود الرامية إلى دعم حل الدولتين، وتحقيق استقلال فلسطين، وتكوين اللجنة الوزارية المكلفة بالتشاور مع القوى الدولية؛ وذلك لوقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سلام، وتكون جادة لجنة دائمة هدفها- الآن- متابعة قضية فلسطين،ويكون هدفها- بعد ذلك- متابعة قضايا السلام في العالم العربي، والإسلامي.
ماذا جرى منذ عام مضى حتى الآن في سبيل تنفيذ هذه القرارات؟
انفضت القمة وتركت غزة لمصيرها ولم تعمل لجنة المتابعة أي ضغط على دولة الاحتلال ولا على أي دولة داعمة للكيان، لا بل على العكس من ذلك واصلت بعض الدول سياسة التحريض المعاكس، الأمر الذي شجع العدو على توسيع رقعة عدوانه لتشمل لبنان على طريق باقي الدول العربية!
إن أهمية انعقاد القمة لنصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني وإعادة الاعتبار الى القرارات الدولية للجم العدون، توازيها مخاوف حقيقية من أن يسخر كيان الاحتلال من قلة حيل الأنظمة العربية والاسلامية، ما يزيد من صلف العدو ويشجعه على مواصلة تحقيق أهدافة المعلنة والمتمثلة بإخضاع كافة الدول العربية والاسلامية الى.
إن نقطة الارتكاز الرئيسة التي قد تصلح كأداة ضغط على العدو هو تقاطع مصلحي استراتيجي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الإيرانية، تعيد المملكة من خلاله الاعتبار لواحدة من أهم ثوابتها منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود وبدءًا من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، وصولا إلى العهد الحالي.
إن بعض الدول الاسلامية كايران لن تقوى على قيادة المواجهة مع كيان الاحتلال خارج إطار الغطاء العربي، فهل ستشكل نقطة تحول في هذا السياق؟
هل ستهدد القمة بتجميد ووقف العمل بالاتفاقات المبرمة مع كيان الاحتلال؟
هل ستوافق مصر على الخروج من كامب دايفد والاردن من وادي عربة وتقفل مكاتب التمثيل على انواعها في مخلف الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص؟