سياسةمحليات لبنانية

القمة الروحية في بكركي تدعو مجلس الأمن لقرار فوري بوقف إطلاق النار: لانتخاب رئيس بأكبر قدر من التوافق وبإرادة لبنانية جامعة

العلامة الخطيب:نحن أهل الدولة وحماتها ورعاتها والحريصون على قيامتها

 

 الحوارنيوز – بكركي

دعت القمة الروحية التي انعقدت اليوم في الصرح البطريركي في بكركي،مجلس الأمن الدولي للانعقاد فورا واتخاذ قرار بوقف اطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 .كما دعت الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبناني بأكبر قدر من التفاهم والتوافق وبإرادة لبنانية جامعة.

 وأدان البيان الختامي للقمة العدوان الإسرائيلي  على لبنان،وقال إن هذا العدوان الهمجي  يطال كل لبنان وينال من كرامة وعزة كل اللبنانيين.

نص البيان

البيان تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عكر، وجاء فيه:

“انطلاقاً من واجب تحمُّلِ المسؤولية الروحية والأخلاقية والوطنية، وسعياً لبعث الأثر الإيجابي في المجتمع اللبناني والحثّ على إنقاذ الوطن، وبدعوة من صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، التأمت القمة الروحية المسيحية – الإسلامية، يوم الأربعاء الموافق في السادس عشر من شهر تشرين الأول من سنة 2024 في بكركي، بمشاركة الرؤساء الروحيين المسلمين والمسيحيين: صاحب الغبطة والنيافة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، صاحب السماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلاّمة الشيخ علي الخطيب، صاحب الغبطة بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر اليازجي، صاحب السماحة شيخ العقل لطائفة الموحِّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، صاحب الغبطة بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك جوزيف العبسي ممثلًا بسيادة المطران جورج بقعوني، قداسة كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس البطريرك آرام الأول كيشيشيان ممثلاً بسيادة المطران شاهيه بانوسيان، صاحب الغبطة بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان ممثلاً بسيادة المطران شارل مراد، قداسة بطريرك السريان الأرثوذكس مار أغناطيوس أفرام الثاني ممثلًا بسيادة المطران بولس سفر، صاحب السماحة رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدّور، صاحب السيادة رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس جوزيف قصَّاب، صاحب السيادة رئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصرجي، صاحب السيادة رئيس الطائفة الأشورية الأرثوذكسية في لبنان المتروبوليت مار ميليس زيَّا ممثلًا بسيادة الأرشمندريت كوركيس توما، حضرة القمّص اندراوس الانطوني رئيس الطائفة القبطية الأرثوذكسية في لبنان، وبحضور عدد من أصحاب السيادة والسماحة والفضيلة.

وتمّ البحث والتداول مطولاً وعميقاً في العدوان الهمجي والوحشي الذي قامت وتقوم به إسرائيل ضد لبنان غير عابئةٍ بالمعاهدات والشرائع الدولية، ولا سيما شرعة حقوق الإنسان، ولا مكترثة بالأمم المتحدة، ولا بمجلس الأمن الدولي وقراراتهما، ممعنةً في استعمال العنف والدمار والقتل والإبادة الجماعية، وهدم المنشآت والمؤسسات والبيوت على رؤوس ساكنيها، ويأتي ذلك كلّه بعد أن دمّرت إسرائيل غزة تدميراً كاملاً، وقتلت الأطفال والنساء والعجز، وهدّمت المستشفيات والمساجد والكنائس.

وتُجاه هذا الواقع الكارثي والمأسوي والإنساني المروع الذي لم ترَ له البشرية مثيلاً في التاريخ الحديث، لا في هول الأفعال والمجازر، ولا في الصمت على ما يُرتكب من أهوال وجرائم، ولا في درجة الاستكانة والانكفاء والتلكؤ عن اتخاذ ما يجب اتخاذه من مواقف ومقررات وتدابير رادعة بحق إسرائيل، للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

فقد تداعى أصحاب الغبطة والسماحة والفضيلة والسيادة في لبنان، فكان هذا اللقاء الوطني الجامع، حيث توجه المجتعمون إلى أهلنا وإخواننا في الجنوب اللبناني والبقاع وبيروت وضاحيتها، وفي كل المناطق اللبنانية التي استهدفها العدوان الصهيوني الغاشم بالتعزية القلبية الحارّة لسقوط الشهداء، شهداء الوطن، الذين ضحّوا بحياتهم دفاعاً عن لبنان، والضحايا الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال والعجز وكبار السن، سائلين الله تعالى أن يضمد جراح المصابين، وأن يمن عليهم بالشفاء العاجل.

وأكّدت القمة  أنّ العدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان يطال كل لبنان وينال من كرامة وعزة كل اللبنانيين، وأن اللبنانيين بوحدتهم وتضامنهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم قادرون على الصمود وردّ العدو على أعقابه، مشدّدةً على أنّ الحلول للبنان لن تكون، ويجب ألاّ تكون، إلاّ عبر الحلول الوطنية الجامعة التي ترتكز على التمسّك بالدستور اللبناني واتفاق الطائف وبالدولة اللبنانية وسلطتها الواحدة وبقرارها الحر وبدورها المسؤول في حماية الوطن والسيادة الوطنية ومسؤولياتها تُجاه شعبها وضمانة أمنه واستقراره وازدهاره.

وبناءً على ذلك، خلصت القمة إلى ما يلي:

أولاً: دعوة مجلس الأمن الدولي الى الانعقاد فورًا، ودون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار، ولإيقاف هذه المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق لبنان الذي يشكّل نموذجاً رائعاً في هذا الشرق، لإعلاء قيم الحق والمساواة والعدالة والتسامح والانفتاح والعيش المشترك السلمي البنّاء بين أتباع الشرائع الدينية والثقافات، وهو الذي وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بأنه رسالة سلام ومحبة.

ثانياً: دعوة اللبنانيين جميعاً إلى إنقاذ وطنهم، فالوقت ليس وقتاً للجدل العقيم، والزمن ليس زمن المطالب والمكاسب. الوقت والزمن هما لإثبات جدارتنا بأن نكون لبنانيين موحدين، وأن نستحق انتماءنا لهذا الوطن الذي يغبطنا عليه العالم. الوقت هو وقت التفاهم والتعاون والتلاقي لأنّ الكيان اللبناني بات معرَّضاً للمخاطر والضياع، فأطماع العدو الإسرائيلي ليس لها حدود، لا في الزمان ولا في المكان. الوقت الآن هو وقت التضحية من أجل إنقاذ لبنان، وهو وقت التضامن والتكافل والوحدة. والمطلوب تعزيز ثقتنا بعضنا ببعض، والتعاون لبناء الدولة القادرة والعادلة وتحصين مؤسساتها، ولكي تبقى وحدة الشعب اللبناني هي السلاح الأمضى في الدفاع عن لبنان، وفي تأكيد حقِّه بالحرية والاستقلال والسيادة.

ثالثا: حثّ اللبنانيين جميعاً على القيام بواجباتهم تُجاه وطنهم، واولها إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، ولاسيما قيام مجلس النواب، وفوراً، بالشروع في انتخاب رئيس للجمهوريـة، يحظى بثقة جميع اللبنانيين وذلك تقيّداً بأحكام الدستور، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، بإرادة لبنانية جامعة وعملًا بروح الميثاق الوطني وتغليبًا للمصلحة الوطنية وتجاوزًا للمصالح الخارجية.

رابعا – الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً، بما يتضمن من دعمٍ جيش اللبناني وتعزيز إمكانياته وقدراته للدفاع عن لبنان، وتأكيد انتشاره الواسع في منطقة جنوب الليطاني، وفي مختلف المناطق اللبنانية. وعلى الحكومة اللبنانية، بوصفها المؤتمنة على السلطة التنفيذية الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة والتعاون مع المجلس النيابي وفق الدستور من أجل تعبئة جهود وطاقات الأشقاء العرب والأصدقاء الكثر في العالم للإسهام مع اللبنانيين في إنقاذ لبنان.

خامسا – التأكيد على وحدة اللبنانيين، وعلى ضرورة احتضان بعضهم لبعضهم الآخر، ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة التي يسود فيها القلق عندهم جميعاً. ولذلك ينبغي التأكيد على عودتهم، وكفريق واحد متضامن، إلى ما تقتضيه مصلحتهم الواحدة ومصلحة لبنان، وذلك بشروط الدولة اللبنانية وتحت رعايتها، وهذا يعني أن تمسك الدولة بالقرار الوطني، وتُدافع عن سيادتها الوطنية وعن كرامة شعبها، وأن تكون صاحبة السلطة الوحيدة على كامل التراب اللبناني.

سادسا: التوجه بالشكر والتقدير لجميع اللبنانيين على المبادرات الطيبة التي عبّروا عنها في جميع المناطق اللبنانية، التي تدل على أصالتهم ووطنيتهم في احتضان بعضهم بعضاً، وفي ما يقومون به من أجل إغاثة إخوانهم النازحين اللبنانيين، الذين اضطرهم العدوان الإسرائيلي إلى ترك قراهم وأماكن سكنهم، مع التأكيد على ضرورة استضافة هؤلاء النازحين الضيوف، إلى أن يعودوا إلى بلداتهم وقراهم ومساكنهم، والعمل على تقديم العناية اللازمة والرعاية لهم، مع التأكيد والحرص على احترام الملكية الفردية، وبالتالي رفض أي نوع من أنواع التعديات على الأشخاص وأملاكهم.

سابعا: التوجّه بالشكر للدول العربية الشقيقة والدول الصديقة على مبادراتها الطيبة تُجاه لبنان، وتقديمها الدعم السياسي والعون المادي والطبي والغذائي، متمنين على هذه الدول مضاعفة جهودها في نصرة لبنان من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم وتعزيز صمود شعبه بعد أن أصبح لبنان بلداً منكوباً يستحق مساندته من كل الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية والإنسانية، وتقديم كل المساعدات اللازمة والعاجلة لصيانة كرامة الأهالي المُنْتَزَعين من بلداتهم وقراهم، والحفاظ على كرامة اللبنانيين، ولإعادة بناء وإعمار ما تهدّم.

ثامنا: توجيه الشكر لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان للجهود والتضحيات التي تقوم بها حفاظًا على حدود لبنان الجنوبية وسكان تلك المنطقة. ونثمّن تمسكها بالبقاء في مواقعها بالرغم من المضايقات والإنذارات الإسرائيلية غير المبررة، الهادفة الى إلغاء كل شاهد على المجازر الوحشية التي ترتكبها بحق وطننا. اننا ندعو المجتمع الدولي الى الوقوف بجانب هذه القوات وحمايتها.

تاسعا: التأكيد على أنّ القضية المركزية التي تتمحور حولها معظم القضايا في المنطقة العربية، هي القضية الفلسطينية المحقّة التي ما تزال تنتظر الحلّ العادل والشامل ليكون للفلسطينيين وطنهم وتكون لهم دولتهم السيدة المستقلة حسب ما جاء في المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت في العام 2002، وذلك من خلال فرض حلٍّ عادلٍ ودائمٍ ترعاه الأمم المتحدة وعواصم القرار والأشقاء العرب، فيتكرَّس من خلاله السلام وتنتهي بتنفيذه المأساة.

 في الختام يسـأل المجتمعون الله إله السلام أن ينعم علينا بالسلام العادل والدائم والشامل وأن يجعلنا بناة سلام. ويضرعون الى الله تعالى عزّ وجلّ لكي يحمي لبنان واللبنانيين في كل سوء، ويمنح شعبنا القدرة والرجاء كي يصمد في وجه هذه الكارثة، ويوطّد وحدته الوطنية، وسيادته وحريته، وسلامة أراضيه على كامل التراب اللبناني”.

 كلمات

وكانت القمة الروحية استهلت بكلمة ترحيب للبطريرك الراعي أعقبتها كلمات لكل من مفتي الجمهورية ونائب رئيس المجلس الشيعي  وشيخ العقل وبطريرك الروم الأرثوذكس ورئيس المجلس العلوي.

وجاء في كلمة العلامة الخطيب:

 

 

أصحاب الغبطة والسماحة والفضيلة والسيادة.

ايها الاخوة الكرام

إنها لمناسبة عزيزة ان نلتقي اليوم في هذا الصرح، كعائلات روحية، في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، جراء العدوان الصهيوني الغادر المجرم والارهابي.

وأمام هذه الظروف فقد جئنا، آملين منكم بموقف على مستوى هذا الواقع الذي تمارس فيه اسرائيل حرب ابادة موصوفة، تستهدف كل لبنان بكل ما فيه، فيما تتصدى لهذه القوة الغاشمة مقاومة باع رجالها جماجمهم لله عز وجل، وأقسموا على النصر او الشهادة، وقد استشهد سيدهم  في سبيل هذه القضية سماحة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مع نخبة من رجال الله  في مواجهة هذه الحرب العدوانية على لبنان وشعبه الذي قدم نفسه فداء للبنان كيما يضام او تتسع دائرة العدوان لتشمل المنطقة كلها ويعرض بلده وشعبه ويلات الحرب اللئيمة.

 

 

أيها الاخوة

إن اهلنا الذين يتعرضون لأقسى صنوف المعاناة، بعدما دمرت بيوتهم وبلداتهم وقراهم، واستشهد من استشهد من ابنائهم، إضطروا الى النزوح والتشتت في مناطق لبنان وفي الخارج. وهنا بعد توجيه التحية لهم على صبرهم وتضحياتهم الكبيرة فداء للبنان أتوجه بالتحية الخالصة للشعب اللبناني بكل مناطقه وطوائفه وتنوعه على فتح أبوابهم لإخوانهم ومواطنيهم الذين اضطرهم العدوان على ترك ديارهم، فوجدوا إخواناً كِرَاماً تلقوهم وسطروا صفحة وطنية وانسانية بيضاء ناصعة كبياض ثلج جبالهم فتحية لكم وبوركتم. حيث دائما تتجلى أصالتكم في الملمات وفي الاوقات الصعبة عندما يتعرض الوطن للمحن والبلاء. هؤلاء أيها السادة  يخاطبون اليوم  ضمائرنا  لنكون على مستوى الإحساسبمعاناتهم وآلامهم، فلا نفرط بحقهم في حياة كريمة دفعوا في سبيلها الغالي والنفيس منذ عقود طويلة، مذ زُرع هذا الكيان الغاصب في منطقتنا.

أيها الأخوة

يجب ألا يخفى عليكم أن هذا العدوان لا يستهدف فئة بعينها، إنما يستهدف الوطن بأكمله، شعبا وكيانا وعائلات روحية تشكل نقيضاً لهذا الكيان العنصري الغاصب والمتوحش السفاح والسفاك. ولذلك يجب ان يكون التصدي لهذا العدوان المجرم شاملا وكاملا وعاما.

أيها الاخوة

لا أريد ان اطيل عليكم، لكنني أود أن أؤكد لكم ما قد يعتبره البعض مأخذا علينا بذريعة الخروج على الدولة. نحن أهل الدولة ونحن رعاتها وحماتها والحريصون على قيامتها وقوتها وسلطتها. ولكن الدولة طوال عقود تخلت عن سيادتها ووقفت وقوف العاجز بل اللامبالي بسيادتها وحياة ومصير وكرامة شعبها ومعاناته، وتركته هناك على الحدود للوحش الصهيوني الضاري يستبيح الارض ويقتل ويعربد مغتنما فرصة الانقضاض لتحقيق حلمه التوسعي وأطماعه في ارضنا ومياهنا وخيراتنا تركتنا الدولة دون اكتراث لمصير هذا الجزء العزيز من لبنان وشعبه الأبي والمقدام فالسيادة لا تتجزأ وكل شبر من تراب الوطن غال بل مقدس وهي مسؤولية الدولة واللبنانيين جميعا وليس مسؤولية فئة من اللبنانيين بعينها ان تدفع هذه الاثمان الباهظة، فهي غير زاهدة بابنائها لتدفعهم إلى الموت، وليسوا اقل أهمية من ابناء الآخرين، ولكن لم يترك لهم خيار حين نكصت الدولة والمسؤولون عن القيام بواجبهم في حماية حدود بلدهم والدفاع عن كرامة أبنائه، فتمكنت المقاومة الى جانب الجيش اللبناني من  تحرير الارض وأعادت للإنسان اللبناني كرامته، وهي ما زالت تتصدى لهذا الوحش المتلفت من عقاله والذي تجاوز كل الحدود في عدوانه الذي تركّز على المدنيين وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها والمدارس والمستشفيات والعاملين في القطاع الصحي والصحفي، وكل ما له علاقة بالعمل الإنساني. كما لم يوفر القوات الدولية وهو يكرر في لبنان ارتكاباته ضد الشعب الفلسطيني، في ظل العجز الدولي ومؤسساته عن وضع حد لعدوانه بل تآمر هذا المجتمع وازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي وفي ظل غياب  الدولة المسؤولة التي يتوجب عليها حمل هذا العبء الثقيل  والذي يفترض بها ان تشكل الدرع الواقي للوطن والمواطنين. ولذلك نوجه لهذه المقاومة التي تتشكل من ابناء المناطق المستهدفة بالعدوان التحية، ونشد على ايدي رجالها الابطال الذين يقفون اليوم بكل بسالة في وجه هذا الوحش المفترس من اجل عزة لبنان وكرامة مواطنيه ونترحم على شهدائها.

إننا ندعو الى بناء دولة حقيقية قوية وقادرة تستطيع القيام بمسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها وبناء دولة عادلة، دولة المواطنة بعيدا عن المحاصصات الطائفية التي هي سر عدم قيامها حيث يتغافل البعض عنه ويحمِّلُهُ عن قصد أو غير قصد الى المقاومة وسلاحها ليتهرب من اللجوء الى الحل الحقيقي الذي من دون المصارحة بيننا سنبقى نكرر انفسنا ومشاكلنا. أما المصارحة والجدية فتقتضي الاعتراف باسباب الفشل في بناء الدولة لنسير جميعا تحت كنفها وحمايتها ونخرج من هذا الوضع  ولتتحمل الدولة مسؤولية حماية سيادتها والدفاع عن امن وامان واستقرار مواطنيها.

وأول الخطوات أن نبدأ باعادة انتظام المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس توافقي للبلاد.

لذلك نناشد الارادات اللبنانية الخيرة والحرة الى ان تسعى سعيها لاعادة انتظام المؤسسات عبر انتخاب رئيس للجمهورية تتوافق عليه العائلات اللبنانية كي يتمكن من العمل بأريحية ومن دون تحديات وان يقف اللبنانيون خلفه جميعا، ومن ثم تشكيل حكومة وطنية جامعة تنتظرها اعباء جسام. لكن علينا اولا وقف هذه الحرب المجنونة بوقوف الشعب اللبناني موقفا واحدا وصوتا واحداً حيث يراهن العدو ويعمل على اثارة الفتنة الطائفية بين البيئة النازحة والمستضيفة حين يفشل في الميدان أمام رجال المقاومة، ولنجند كل طاقاتنا الداخلية والخارجية السياسية والاعلامية للضغط لتحقيق هذا الهدف ان وحدتنا الوطنية هي الأرض الصلبة التي يُستند إليها للدفاع عن الأوطان، فإذا ما كانت رخوة ابتلعتك قبل أن يصل اليك العدو.

إن الدولة رغم الظروف الصعبة اقتصادية وسياسية التي تمر بها البلاد يقع على عاتقها مسؤولية استيعاب وضع النزوح وتبعاته مع الجهد المشكور للهيئات والجمعيات والأشخاص الخيرين الذين يقدمون جهدا مشكورا في هذا المجال ويقع على عاتقنا كمؤسسات دينية وطنية أن نقوم بتشجيع المنتمين إليها للمساهمة في هذا الجهد الوطني الإنساني والإيماني والإجتماعي بما يخفف من آثار النزوح الاجتماعية والبيئية والصحية والتربوية وهو يحتاج إلى جهد الجميع إلى جانب جهد الدولة على هذا الصعيد. وإننا في هذا المجال نعوّل على جهود دولة الرئيس نبيه بري ودولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ونولهما الثقة الكاملة في هذا المجال.

كما ندين العدوان الصهيوني على قوات اليونيفل ومحاولته إخراجها من مواقعها ومنعها من القيام بمهماتها التي حددها مجلس الامن.

تحية لاهلنا النازحين في كل المناطق، وتحية لكل الشهداء وتحية للشعب اللبناني العزيز، وتحية لكم جميعا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى