د.أحمد عياش – الحوار نيوز
ليس صحيحا ما يقوله اعلام العدو الأصيل انهم اجّلوا جلسة الوزراء الليلة الماضية نتيجة قصف تل ابيب، بل انهم لم ولن يتوصلوا لخطة ردّ عسكرية. إنهم مرتبكون، فهم إن قصفوا غزة، ربما بقصفهم سيقتلون جماعاتهم.
في قراءة اولية ل”طوفان الأقصى” يمكن الجزم ان طوفان الاقصى كان ضرورة نفسية طارئة ومستعجلة لانفسنا التي كادت ان تصدّق انها بلا جدوى وانها مهزومة بلا أمل.
طوفان الاقصى جاء كإنقاذ للنفس الفلسطينية والعربية من كآبة نضالية جعلتنا نعتقد ان الفدائي الذي نناديه قد مات، الا انه جاء من تراب الصحراء ماردا يعلمنا ويطمئننا انه حيّ وما زال يصنع البطولات .
اليوم تأكد للقاصي وللداني اننا ما زلنا بخير، واننا برغم المآسي وتسلسل الهزائم ما زلنا قادرين على صنع المعجزات.
تيقنت الأنا الفلسطينية والعربية انها حاضرة بقوّة بين الأمم ،وانها ما زالت تستطيع الابتكار والابداع. فكما تجاوز الجنديان المصري والسوري خطي بارليف وتمكّن الفدائي الفلسطيني من تجاوز خط نفسي اسمه وهم التفوق واسمه خوف من نار وخوف من موت مؤكد.
تجاوز الفدائي اليوم اهمّ خطّ وهمي رسموه ونحتوه في الأنا العربية ان جيش العدو الأصيل لا يُقهر، الا انه قُهر في جنوب لبنان واليوم يُقهر من جديد في فلسطين المحتلة .
اهمّ ما انجزه الفدائي هو استعادة المبادرة بالقتال واستعادة فرصة الهجوم، لا انتظار فعل العدو الأصيل ليصنع ردّة فعله.
انقلبت الامور لأول مرة .فها العدو الأصيل يعيش ردة الفعل وهو عاجز عن المبادرة.
لا يحتمل العقل العسكري للعدو الأصيل هزيمة بعد هزيمة ،لأنه قد اقنع كل يهود العالم أن العرب جماعات متخلفة وعاجزة وغبية.
الفدائي الفلسطيني اليوم رمم صورة العربي مدخلا تعديلات جوهرية، ليجعل من الحزن ومن اليأس ابتسامة افتخار، ومن الدمعة شارة نصر مباركة.
ليس امرا عابرا ما فعله الفدائي الفلسطيني اليوم. فأهمّ ما فعله أنه اعاد خارطة الكفاح الى مشهدها الطبيعي:
قتال العدو الأصيل لا وكلائه…
تمكن المقاوم الأصيل من قهر ومن اذلال العدو الأصيل امام كل العالم.
أهمّ ما فعله الفدائي انه نقل بالصوت وبالصورة بطولاته الخالدة كي لا يشكك فيها غير حاقد.
الفدائي الفلسطيني تمكن من نقل المواطن العربي الجريح من حالة الوهم والشعر والقصائد والعتب وجلد الذات الى واقع حقيقي لبطولات رائعة.
كثيرون لم يصدقوا ما يرونه لانهم كانوا ضحايا دعاية هوليودية اننا موتى وبحاجة للدفن السريع.
تغيّرت المعادلات النفسية إذ أحيت اهم ما في الانسان العربي:
الثقة بالذات.
تمكن الفدائي من جعل هرمجدونهم عينجلوت وحطين…
لم ينته المشهد بعد،ما ينقصه فتح حزب الله لجبهة الجولان لا لجبهة جنوب لبنان ،ليمطرهم من هناك بافضل ما لديه من صواريخ ،واذا لزم الامر ليدخلَ الجليل من جنوب لبنان…
ستدخل المقاومة الاسلامية الجليل إن قرر العدو الأصيل الزحف بدباباته الى غزة.
ستسقط حكومة اليمين المتطرفة التي عجزت عن اسقاطها نقابات بتظاهرات ضخمة.
ستسود الهزيمة ثقافة المستوطنين وسيحزم كثيرون منهم حقائبهم ليعودوا من حيث اتوا.
جاؤوا وسيعودون الى الجحيم.
اليوم شاهدت في السماء”يهوه” ذليلا وسمعت العرب يهللون الله اكبر.
القراءة النفسية الاولى لطوفان الاقصى تؤكد ان الفدائي الفلسطيني قام.
حقا قام.
كل هذا والفدائي لم يقصف بعد ديمونا، ولم يغرق منصة كاريش، ولم يحرق الامونيوم في مرفأ حيفا انتقاما لمرفأ بيروت.
انتظرنا مئة فارس ملثم وشجاع ،فحضر الآلاف، كاشفين عن وجوههم، وتحت ابطهم اسرى من القردة والخنازير.