القاضي الشامي يرد على رواية السفير الروسي كولوتوشا حول قضية اختفاء الامام الصدر
الحوارنيوز – خاص
رد القاضي حسن الشامي على مضمون ما جاء في كتاب السفير السوفياتي والروسي السابق فاسيلي كولوتوشا في كتاب مذكّراته الحامل عنوان :” مرفوع عنها السرّية، أو حكايا ونوادر المترجم العجوز” وتضمن كلاما انطوى على معلومات “كاذبة” وفق تعبير القاضي الشامي الذي يتابع رسميا قضية اختفاء الامام السيد موسى الصدر في ليبيا.
وقال القاضي الشامي في رده: “نربأ بالصحفي المحترم المحترف سامي كليب أن يقع في فخ الترويج لهذا الكتاب بعنوان مثير كاذب سخيف عن الإمام وما حصل له.
أن التدقيق في مضمون ما قاله ذاك السفير السوفياتي السابق “اللي ما شفش حاجة” يجعلنا نستنتج أنه فارغ من أي منطق ودليل، ويحمل بذور تناقضه وهدم ما يصل إليه.
والكارثة اذا كانت كل مذكرات السفير على هذا النحو من الانحطاط والتدني في المستوى الذي لا يليق بسفير دولة عظمى كانت تحكم نصف العالم”.
وكان الصحافي سامي كليب قد كتب عن كتاب كولوتوشا يقول: ربما على أهل وأتباع ومريدي الإمام الشيعي موسى الصدر الذي وُصف تاريخيا بالاعتدال والحكمة، قراءة متأنية لرواية اغتياله التي يؤكدها السفير السوفياتي والروسي السابق فاسيلي كولوتوشا في كتاب مذكّراته الحامل عنوان :” مرفوع عنها السرّية، أو حكايا ونوادر المترجم العجوز” الذي صدر قبل فترة قصيرة، ذلك أنه يشرح بالتفصيل أسباب ذلك وكيفية قتله
وأضاف كليب: “وكولوتوشا الذي عرف الشرق الأوسط بدقة حيث كان في البداية مُترجماً بين القادة السوفيات ونظرائهم العرب منذ سبعينيات القرن الماضي، ثم دبلوماسيا، فسفيرا في مصر والعراق ولبنان، ورئيسا لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية، يقول ما سمعه هو نفسه عن هذه الجريمة وليس ما وصله مداورة.
يُذكر ان الإمام الصدر كان قد سافر في العام 1978 الى طرابلس الغرب للقاء العقيد القذافي، وقالت الرواية الليبية إنه سافر بعد اللقاء الى إيطاليا واختفى فيها، لكن وثائق أخرى كانت تؤكد أنه بقي في ليبيا إما سجينا أو قتيلا وذلك لصدامه الحواري مع القذّافي، أو بطلب من الذين أزعجهم حضوره الطاغي في لبنان.
الرواية السوفياتية
وتابع:” يصف كولوتوشا الإمام الصدار بأنه كان :” شخصية مهولة ، ويتمتع بكاريزما ضخمة لدرجة انني حتى الآن أتساءل، كيف كانت الاحداث ستسير في لبنان، وفي أي مجرى، لو أن الامام لم ينجرف وراء الاغراء بالسفر لطلب المال من الزعيم الليبي معمر القذافي لسد احتياجات حركته السياسة”.
ويضيف المؤلف: “ان النشاط المتنامي للشيعة بقيادة الامام موسى الصدر دخل في تناقض موضوعي مع سيطرة الفلسطينيين آنذاك على جنوب لبنان ووادي البقاع، وبالتالي كان نشاط الصدر الموجّه نحو النهوض بالحركة الوطنية السياسية للطائفة الشيعية متناقضا الى حد ما مع منطق وسلوك المنظمات الفلسطينية. وإذا كان الفلسطينيون في ذلك الوقت قد تورطوا بنزاع مع المسيحيين اليمينيين، فقد كان فتحُهم جبهة جديدة للصراع مع الشيعة هو الانتحار بعينه، فقررت القيادة الفلسطينية حلَّ هذه العقدة من التناقضات بأرخص ثمن ممكن لها، عن طريق تصفية الصدر جسديا وبأيادي الغير”.
وهنا الأهم في ما يكشفه السفير السوفياتي السابق، حيث يقول: “لقد سمعتُ بنفسي من مصدر كبير وهام بأن طلب حلّ مشكلة موسى الصدر قد أبلغ للزعيم الليبي معمر القذافي، من خلال احدى الشخصيات القيادية لتنظيم فتح، وهو صلاح خلف أبو اياد، وانا شخصيا اعتقد ان هذه القصة حقيقية. وهكذا وعقب الإطاحة بنظام القذافي وصل خبر من ليبيا يفيد بأن جثة موسى الصدر ومساعديه، قد تم العثور عليها في إحدى الجبّانات بمنطقة التاجورة على بعد 15 كيلومترا شرقي طرابلس”
هو كتاب قيّم لا شك، وسلس وزاخر بالمعلومات، ومُترجَم الى العربية على نحو ممتاز بقلم ماهر سلامة، كما تمّ تحقيقُه من قِبَل يوسف مرتضى أحد أبرز المتخصصين بالشأن الروسي منذ الاتحاد السوفياتي حتى اليوم وكان قياديا في الحزب الشيوعي… الكتاب وثيقة فعلا مُهمة لمعرفة مراحل حاسمة من تاريخنا العربي، من خلال عقل وقلب السفير السوفياتي السابق فاسيلي كولوتوشا، الذي أحب وطننا العربي لكنه غاب عن هذه الحياة قبل أن يرى ردة فعل الناس على كتابه..”.