الفنان محمد عقيل من مسلسل “بالقلب” الى قلوب اللبنانيين:حوار شامل حول الدراما الرمضانية
الحوارنيوز -خاص
بخطى ثابتة يعمل الفنان والممثل محمد عقيل لتثبيت نجوميته في الأداء والتمثيل، وبتدرج منسق وسياق طبيعي يتقدم نحو الأدوار الأولى في إنتاجات لبنانية وعربية.
لا شك أن الممثل عقيل دخل قلوب اللبنانيين في عدة أدوار سابقة، إلا أنه مع " بالقلب" أثبت أنه يستحق حب اللبنانيين وتقديرهم.
هو واحد من مجموعة متكاملة على قدر واحد من المستوى والتميّز.فالممثلة سارة أبي كنعان (ديانا) أفاضت بإحساسها المرهف وكذلك فعلت القديرة كارمن لبس ( فريال) وأبدع غبريال يمين وأجاد بديع أبو شقرا (جواد) وجمال حمدان وألين لحود ووسام فارس ( ناهي) وستيفاني عطالله ( لارا) وسمارة نهرا ( روز) وسائر فريق العمل…
أداء بشغف أكسب النص المحبوك روحا لا تجدها في كثير من الأعمال الدرامية اللبنانية.لقد نجح الكاتب طارق سويد من كتابة نص جديد كثيف وغني بأحداثه وصوره وتمكن من صياغة الأحداث من حالة إلى حالة أكثر تشويقا بإبتكار دون إبتذال ثم ضاعف المخرج جوليان معلوف من هذا الجهد الإبداعي وجعل المشاهد أكثر إتساقا وإن بدا للحظات ثمة تكرار في حوارات ديانا – جواد.
توجهت " الحوارنيوز" إلى الفنان والممثل عقيل بأربعة أسئلة، وبطبيعته الصادقة وبشفافية تميز بها دائما في حياته اليومية أجاب عقيل:
• ما هو تقييمك للمسلسلات الرمضانية اللبنانية والعربية في هذا الموسم الحالي؟
– "المؤكد انه موسم المسلسلات لرمضان هذه السنة
أتى أضعف من السنوات السابقه، بداية بالكم وتاليا بالنوعية،والاسباب معروفه وأهمها تعذّر إتمام أغلب
المسلسلات الضخمة بسبب التدابير الاحترازية الالزامية للحد من إنتشار فيروس كورونا وبالتالي منع التجمعات والنشاطات ( ومنها التصوير ) في لبنان وكل العالم.وهذا الأمر، طبعا، حرم المشاهد من رؤية مسلسلات كان يعوّل عليها مثل الهيبة و2020 (الصباح للانتاج ) و دانتيل (ايغلز فيلم) اضافة لمسلسلات إضطر أصحابها لتعديلها وتقصير عدد حلقاتها الى خمسة عشر بدل ثلاثين (النحات و الساحر).وبالطبع هذا الشيء أفقد هذه المسلسلات الكثير من قيمتها الدرامية المخطط لها بالأصل.وحتى المسلسلات التي أنجزت سنلاحظ أنها نُفّذت على عجلة وبما تيسر، ما أفقدها ايضا الكثير الكثير من قيمتها المرجوة".
• في تعليق لك قلت أنه مع مسلسل " بالقلب" تنتقل الدراما اللبنانية إلى مرحلة ثانية… ما هي العناصر الفنية والمهنية التي أوصلتك إلى هذا الإستنتاج؟
-انا نقلت عن السيدة أميرة عباس لموقع أغاني أغاني مقالة تحت عنوان :بالقلب حمل راية النقله النوعية للدراما اللبنانية في رمضان 2020
. انا لا اتبنى هذا الرأي بالإجمال ولا أنفيه بالاجمال، برأيي وبإجماع كل المتابعين، نجح مسلسل بالقلب من خوض وبقوة السباق الرمضاني واستطاع تبوء مركز طليعي بين الاعمال المقدمة هذه السنة وذلك لاسباب جوهرية عديدة اختصرها في ثلاثة نقاط أساسية:النص (القصة والحوارات ) والذي أبدع بكتابته طارق سويد. نص حقيقي اصلي، يشبه واقعنا اللبناني وبعيد عن الاستنساخ .الاخراج اتى متكاملا مع رؤية وتصور الكاتب. نجح جوليان معلوف ببناء قراءة بصرية حقيقية وواقعيه للقصة والاحداث بعيدا عن الفذلكات الاخراجية والاضافات التغريبية،إضافة الى ادارة الممثلين بأفضل ما يمكن لاخراج اجمل ما بكل واحد منهم،وصولا الى اختيار الممثلين والممثلات وهذه المرة. يحسب لمديرة الانتاج ( مي ابي رعد ) مع المخرج والكاتب طبعا، مخاطرتهم ورهانهم في هذا العمل بإنتقاء مجمل الكاستنغ من الممثلين والممثلات من محترفي ومحترفات التمثيل الحقيقيين ، وليس ما يطلبه سوق الدراما التلفزيونية من الاعتماد على الشكل الخارجي في انتقاء نجوم المسلسلات كما درجت العادة.
• ما هي توقعاتك للمرحلة الإفتراضية الثانية … الا تعتقد أن ثمة حاجة لشروط إضافية لضمان إنتقال الدراما إلى مرحلة ثانية اكثر عمقا وغنى من حيث النص والآداء والتقنيات…
-لا اتوقع الكثير، فرغم النجاحات المنفردة هنا وهناك لبعض المسلسلات والافلام، ورغم التطور الملحوظ في نوعية هذه الاعمال والتي ارتقت بسبب الإنتاجات العربية المشتركة (سوريا ولبنان ) مثالا. إلا أنها تبقى نجاحات محدودة ولا تثمر تراكم كمي و نوعي، ولا ترتقي إلى مستوى يمكننا أن نسمي الدراما عندنا صناعة بعد، كما هي في مصر مثلا او سوريا.
من شروط ذلك اولا تأمين الموارد الضرورية المستدامة وذلك بإشراك المؤسسات العامة والخاصة في هدا القطاع، بالثقة أولا والتمويل تاليا في عملية متواصلة بالإسثمار في هذا القطاع والذي يبرهن يوما بعد يوم انه قطاع مربح جدا،وكل العوامل المطلوبة للنهوض بهذا القطاع من كتاب ومخرجين وممثلين وشركات إنتاج وادارة الانتاج ومعدات متطورة موجودة عندنا وهي في تطور مستمر تماشيا مع العصر اولا وتماشيا مع تطور التكنولوجيا الرقمية.
• بعد تجربتك في الإنتاج التلفزيوني وإنتقالك مؤخرا إلى حيز التمثيل … أي مسار سيسلكه الفنان محمد عقيل؟
– انا خريج الجامعه اللبنانية قسم التمثيل والاخراج المسرحي. كان لي الحظ أن أعمل في محطة تلفزيونية لمدة 24 سنة، وهذا الامر افادني على اكثر من صعيد، فمن جهة اكتسبت معرفة وخبرة في كيفية العمل التلفزيوني وبالتحديد إدارة الموارد وادارة الإنتاج،ومن جهة اخرى أغنتني الوظيفة عن حاجة الممثل في أغلب الاحيان لقبول أي دور وأي عمل يعرض عليه بسبب الحاجة للمال للعيش، لذلك بقيت كل تلك السنوات مقل بالمشاركة بالاعمال الفنية وسمح لي ذلك بانتقاء ما يناسبني منها.
هذا الامر تغير منذ ثلاث سنوات تاريخ تركي للوظيفة فمن حينها لليوم اعمل على إستعادة موقعي الطبيعي بأن أكون بين اقراني من الممثلين.في هذه السنوات الثلاث فزت بجائزة أفضل ممثل ثلاث مرات متتالية عن افلام قصيرة شاركت ببطولتها وذلك في ثلاث مهرجانات افلام عالمية،إضافة للسينما قررت الدخول في عالم الدراما التلفزيونيه بدأ من (ومشيت) اخراج شارل شلالا ثم( بيروت واو) بجزئيه اخراج فادي نصرالدين وبعده( الهييبة ) بجزئيه اخراج سامر البرقاوي ثم( وعيت) اخراج مازن فياض واخيرا (بالقلب) اخراج جوليان معلوف.اعتقد اني في المسار الصحيح صعودا وهذا ما اعمل عليه.