قالت الصحف: مقاربات مختلفة بين أهل الحكم وسط غليان إقليمي..

الحوارنيوز – خاص
تابعت صحف اليوم التطورات الداخلية والإقليمية في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي ومواقف توم براك المشرعة لاستمرار العدوان وتبديل جغرافيا المنطقة..
وابرزت الصحف التباين بين الرئيسين العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام في مقاربتهما لبعض الملفات الداخلية وغيرها من القضايا، الى جانب مضمون ودلالات جولة البطريرك الماروني في الجنوب…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: التأزّم على مسارين في انتظار أهل الحكم
الراعي في قلب الجنوب: إخوة الصمود
وكتبت تقول: لم تبدد الساعات الـ48 الأخيرة كثيراً من الأجواء الملبدة والمشدودة عقب واقعة الروشة، ولو أن عاصفة السجالات الناشئة عنها انحسرت إلى حدود واسعة. ذلك أن عاملين أساسيين ظلا يرخيان بظلال الشكوك والتساؤلات القلقة حول تداعيات تلك الواقعة، الأول يتصل بما لم يعد ممكناً التخفي عليه من اهتزازات سلبية بين أهل الحكم والحكومة والسلطتين السياسية والأمنية، وذلك للمرة الأولى منذ بداية العهد وتشكيل الحكومة. والثاني يتصل بتصاعد المخاوف الجدية من انزلاقات ميدانية جديدة تقدم عليها إسرائيل، بعدما شكلت “إنذارات” الموفد الأميركي توم برّاك رسائل مباشرة للبنان، يتعين عدم تجاهلها أو التقليل من خطورتها. وما لا يمكن تجاهله أيضاً في هذا السياق، أن أسبوع إحياء ذكرى اغتيال الأمينين العامين الراحلين لـ”حزب الله” السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين بما انتهى عليه، إن في تظاهرة الروشة أو في المواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بتصعيد تهديداته السافرة للحكومة “بمواجهة كربلائية” لقرار حصرية السلاح بيد الدولة، زاد منسوب تعريض لبنان لأخطار عمليات إسرائيلية مفتوحة على الزمن والمكان والحجم. ومع كل هذا المناخ المأزوم، فإن الأوساط المعنية رصدت مرور اليومين الأخيرين مترقبة حركة الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين عقب عودة رئيس الجمهورية جوزف عون من نيويورك يوم السبت الماضي. وإذ لم تسجل أي تحركات سياسية مماثلة بعد، فإن الساعات المقبلة ستبلور طبيعة المشاورات المقبلة، كما أن جانباً من الجلسة التشريعية التي يعقدها اليوم مجلس النواب ستشهد مقاربات سريعة للتطورات الأخيرة من خلال فترة الأوراق الواردة ومداخلات النواب. وقد سجل أمس في هذا السياق، استقبال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، في دارته في قريطم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله.
ولعل ما تقتضي الإشارة إليه، أنه في حين كانت إيران تتعمد إظهار رعايتها ونفوذها المستمرين على “حزب الله” من خلال حضور الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني احتفال الذكرى السنوية لاغتيال نصرالله وصفي الدين، جدّد المبعوث الأميركي توم برّاك مطالبة لبنان بنزع سلاح “حزب الله”، وقال: “إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشاً واحداً، فعليهم تنفيذ هذه الخطوة”. وأضاف أن “الولايات المتحدة ليست ضامناً في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وهي قناة تواصل لا أكثر”، موضحاً أن “إسرائيل ترى أن حزب الله يعيد بناء قدراته”. وشدّد على أن الرؤية الأميركية تقضي بأن لبنان إذا أراد جيشاً موحداً، فعليه نزع سلاح الجهات والمجموعات التي لا تنصاع لما هو مطلوب، وذكر بهذا الصدد “حزب الله” والمجموعات الفلسطينية.
وكان الشيخ نعيم قاسم هدّد في إحياء ذكرى نصرالله وصفي الدين “بمواجهة كربلائية” لمنع نزع سلاحه، وتوجّه إلى الحكومة قائلاً: “ارتكبتم خطيئة عندما قررتم نزع سلاح المقاومة، فصححوا هذه الخطيئة “. واعتبر أن الخطر الإسرائيلي الأميركي على لبنان خطر وجودي، ونزع السلاح يعني نزع القوة تلبية لمطلب إسرائيل ولن نسمح بنزع السلاح وسنواجه بوقفة كربلائية”.
وسط هذه الأجواء المأزومة، شكّلت الجولة الثانية الواسعة التي قام بها أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب بدءاً برعية صور، اختراقاً حقيقياً للأجواء المشدودة، إن من خلال الدلالات الإيجابية التي أشاعتها جولته على بلدات مسيحية وشيعية ومختلطة من سائر الطوائف، وإن عبر العظة والكلمات التي ألقاها متضمنة مواقف متقدمة في التعاطف مع أبناء الجنوب وإظهار أولوية مكانة الجنوب وطنياً والتشديد على دور الجيش حصانة وحيدة للبنان. جولة البطريرك الراعي شملت أمس “القليعة الصّامدة” و”البلدات العزيزة” الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والنبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية. وفي عظته من القليعة، قال البطريرك: “أحيّيكم جميعاً، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. وقد عانيتم من الاعتداءات والحروب والتّعديات الإسرائيليّة على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام”.
وقال: “نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتّعايش والكرامة في جنوبي لبنان ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصّمود”.
وأضاف الراعي: “نحن نتأمّل السّلام القريب، سلاماً يترسّخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل كامل ونهائي، وبسط الدولة اللبنانيّة سيادتها الشّرعيّة على كامل أراضيها. وهنا، لا بدّ أن نؤكّد أنَّ الجيش اللبناني، بعنفوانه وهيبته، هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا ولشعبنا، وهو المؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إنّ انتشار الجيش على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلباً، بل هو حق سيادي وواجب وطني”. وشدد على أن “الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان، ولقد حان الوقت أن تتحوّل تضحياتكم إلى ثمار وطنية سياسيّة واقتصاديّة وإنمائيّة”. ولفت إلى أن “بقاء الجنوب قويّاً ومحصّناً هو ضمانة لبقاء لبنان. وإنّ تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. فإنّ مسؤوليتنا جميعاً، مواطنين ومسؤولين وسياسيّين ومؤسّسات، أن نتكاتف من أجل إعادة بناء لبنان على أسس متينة: سيادة لا مساومة عليها، دولة قانون قويّة، اقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحب لبنان وتخدمه بصدق”.
- صحيفة الأخبار عنونت: خلاف عون – سلام يتوسّع
وكتبت تقول: العاصفة التي أرادها رئيس الحكومة نواف سلام عقب احتفالية جمهور المقاومة بذكرى استشهاد السيد حسن نصرالله في محلة الروشة، لم تجد المناخ المناسب.
فقد كان سلام يعوّل على وقوف رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى جانبه في الدعوة إلى توجيه «تنبيه» إلى قادة الأجهزة والقوى الأمنية والعسكرية، لعدم منعهم إضاءة الصخرة. غير أنّ سلام الذي سمع من وزراء قريبين منه أنه «لا حاجة إلى تكبير المعركة»، اكتشف لاحقاً أنّ بيان وزير الدفاع ميشال منسى، وموقف قيادة الجيش من كلامه، جاءا بتنسيق مباشر مع الرئيس عون.
الأخير أوضح لجهات عديدة أنّ «الوقت غير مناسب لخلق مشكلة تصيب العهد بضربة جديدة»، وهو أمر يبدو أن رئيس الجمهورية ناقشه مع مسؤولين سعوديين التقاهم على هامش اجتماعات نيويورك.
غير أن المفاجأة الكبرى بالنسبة إلى سلام كانت غياب أي «انتفاضة سنّية» إلى جانبه، ما دفع مقرّبين منه إلى التساؤل حول موقف السعودية. فتلويحه بالاعتكاف أو الاستقالة جرى احتواؤه سريعاً، بما في ذلك إبلاغ السعودية حزب «القوات اللبنانية» بأنها لا تدعم خيار الخروج من الحكومة أو استقالتها في هذه المرحلة، وأن فرص إعادة تشكيل حكومة جديدة وفق الشروط نفسها معدومة.
لكنّ العراضات الكلامية لن تتوقّف، وهو أمر متوقَّع اليوم في جلسة مجلس النواب المخصَّصة لدرس مشاريع واقتراحات قوانين تقتصر على الملفات المالية والاقتصادية.
مع ذلك، يبرز بند يتعلّق بملف الانتخابات النيابية، بعدما أعلن نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب أنّ الرئيس نبيه بري «قرّر إبقاء قانون اقتراع المغتربين في مساره داخل اللجنة الفرعية المكلّفة بدراسة قوانين الانتخاب»، بما يعني رفض إدراج هذا البند على جدول أعمال الهيئة العامة، رغم مطالب قوى سياسية عدّة.
ولملف الانتخابات حساسية كبيرة، خصوصاً أن القوى التي تظهر تردّدها في تثبيت موعد الانتخابات صارت كثيرة، وقد تلجأ إلى استخدام الخلاف على بند تصويت المغتربين حجة لتصعيد قد يطيح بالانتخابات نفسها، علماً أن 61 نائباً هدّدوا بالانسحاب من الجلسة في حال عدم مناقشة القانون في الهيئة العامة.
لكنّ عدم إدراج قانون الاقتراع لن يكون وحده سبب الاشتباك السياسي المُرتقب في جلسة اليوم، إذ يُتوقّع أن تشهد الجلسة استعراضات سياسية ستتمحور حول «صخرة الروشة»، بعدما سجّل عدد كبير من النواب طلبات للكلام. وحتى مساء أمس، لم يكن معلوماً كيف سيتعاطى الرئيس نبيه بري مع رئيس الحكومة خلال الجلسة، ولا ما إذا كان سلام نفسه سيتطرّق إلى القضية.
ورغم أنّ «فورة» سلام خفّت بعدما سرّب مقرّبون منه أنه يفكّر بالاعتكاف (وقد اعتكف فعلياً لساعات قليلة فقط) أو حتى بالاستقالة احتجاجاً على «كسر» كلمته وتجاوز التعميم الذي أصدره، إلا أنه لا يزال مصراً على توتير الوضع الداخلي وفتح مواجهة مع الأجهزة الأمنية.
وفي هذا السياق، استقبل أمس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله، وعلمت «الأخبار» أن سلام أبدى استياءً شديداً مما حصل، وحمّل عبدالله مسؤولية أكبر مما حمّله للجيش، مضفياً على الحدث بعداً طائفياً – مذهبياً، باعتبار أن عبدالله ضابط سنّي وكان «عليه أن لا يسمح باستهداف موقع رئاسة الحكومة». فيما أكّد عبدالله أمامه أن المسؤوليات الميدانية تقع أساساً على عاتق الجيش وحده، وأن إجراءات الأخير تسلك مساراً خاصاً لا علاقة لقوى الأمن به.
وقالت مصادر مطّلعة إن سلام وفريقه سيصعّدان حملتهما، خصوصاً بعد تشديد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة على «حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وضرورة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية»».
وترى هذه المصادر أن كلام ابن فرحان شكّل بالنسبة إلى سلام جرعة دعم، ليس في مواجهة حزب الله وحسب، بل أيضاً في مواجهة رئيس الجمهورية الذي يوجّه إليه سلام وفريقه في جلساتهما انتقادات حادّة، معتبريْن أن بيان وزير الدفاع والذي جاء فيه أن «كرامة الجيش وعسكريّيه وضباطه تأبى نكران الجميل، وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطّي وراء تبريرات صغيرة للتنصّل من المسؤوليات الكبيرة»، جاء بطلب مباشر من الرئيس عون ضد سلام. وتضيف المصادر أن رئيس الجمهورية نفسه هو من أوعز إلى قائد الجيش بتفادي الاصطدام مع من تجمهروا في الروشة.
إلى ذلك، برز موقف إيران التي أيّدت مبادرة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الداعية للحوار مع السعودية التي وصفها الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني بـ«الدولة الصديقة»، ولا سيما أن طهران تعتبر أن العدوان على قطر دفع دول الخليج إلى النظر في المخاطر الإسرائيلية المتعاظمة، معتبرة أن هذه اللحظة تمثّل فرصة لتثبيت التفاهمات.
في المقابل، دعا كيان الاحتلال لبنان إلى مفاوضات مباشرة، إذ اعتبر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن هناك إمكانية لإبرام اتفاق سلام.
وبين الموقفين، يترقّب لبنان بحذر مسار التطورات، في ظل استمرار إسرائيل في اعتداءاتها التي كثّفتها أمس عبر سلسلة غارات جنوباً. كما تواصل تل أبيب محاولتها فرض أمر واقع، وسط معلومات تفيد بأنها منحت الدولة اللبنانية مهلة محدّدة لتنفيذ «الفرمان» الإسرائيلي – الأميركي القاضي بنزع السلاح، وإلّا قد تلجأ إلى توسيع عملياتها العسكرية، وربما التوغّل براً لتنفيذ مشروعها بتحويل ما بعد نهر الليطاني إلى منطقة عازلة.
- صحيفة الديار عنونت: الشرق الأوسط يحبس أنفاسه عشيّة لقاء ترامب ــ نتنياهو
حزب الله يُؤكّد أن لا تسليم للسلاح
المعركة على أصوات المغتربين تحتدم
وكتبت تقول: تتجه كل الأنظار اليوم الى اللقاء الذي يُنتظر أن ينعقد بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في واشنطن، بحيث تحبس دول المنطقة أنفاسها، بعدما أعلن ترامب عشية اللقاء عن ان «لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط»، مضيفا: «الجميع على أُهبة الاستعداد لحدث استثنائي، لأول مرة على الإطلاق»، من دون ان يعطي أي تفاصيل اضافية.
وفيما يبدو واضحا أن ترامب يدفع لإعلان وقف لإطلاق النار في غزة خلال لقائه نتنياهو، الا ان المعطيات على الارض تؤكد أن العدو الاسرائيلي يتخذ كل الاجراءات لإسقاط هذا الاحتمال. وكان لافتا ما كتبته صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» عن ان «الرياح في واشنطن تغيرت، ونتنياهو سيواجه ضغوطا لإنهاء الحرب».
تصعيد «اسرائيلي»
وسعت «تل أبيب» التصعيد العسكري في غزة عشية اللقاء، وأفيد عن توغل دبابات «إسرائيلية» في عمق الأحياء السكنية في المدينة، وبالتحديد في أحياء الصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان وحي النصر، لتقترب بذلك القوات «الاسرائيلية» من قلب مدينة غزة والمناطق الغربية.
وقالت السلطات الصحية المحلية في القطاع يوم أمس، إنها لم تتمكن من الاستجابة لعشرات من نداءات الاستغاثة. كما أفادت مصادر طبية بأن حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ الساعة الثانية عشرة من فجر الاحد وحتى الخامسة مساءً، بلغت 41 شهيداً، جراء العدوان المتواصل.
هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة القصف إلى 66 ألفاً وخمسة قتلى و168 ألفاً و162 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول 2023.
أما حركة حماس فأكدت من جهتها «لم نتسلم من الإخوة الوسطاء أي مقترحات جديدة، والمفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة في الدوحة». وأكدت الحركة أنها «مستعدة لدراسة أي مقترحات تصلنا من الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، وبما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية».
كما أعلن الجناح العسكري لحماس ظهر أمس انقطاع الاتصال مع رهينتين «إسرائيليين» في مدينة غزة شمالي القطاع المدمر، بحسب «سكاي نيوز عربية». وقالت كتائب القسام إن «التواصل انقطع مع الرهينتين عمري ميران ومتان إنغريست، نتيجة العمليات العسكرية الهمجية، والاستهدافات العنيفة في حيي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة». وأضافت ن «حياة المحتجزين في خطر»، مطالبة القوات الإسرائيلية بـ»التراجع إلى جنوب شارع 8 في مدينة غزة».
خطوط نتنياهو الحمراء
وبحسب معلومات «الديار» فان نتنياهو سيكون حاسما برفض السير بالخطة الاميركية الاخيرة، المؤلفة من 21 بندا لوقف الحرب في غزة كما هي، وهو سيدفع لتعديلات اساسية فيها، وبالتحديد لجهة السماح «لاسرائيل» بالعودة للقتال في حال استشعرت خطرا ما، كما رفض اعطاء دور للسلطة الفلسطينية بادارة القطاع. كما ان نتنياهو سيرفض رفضا قاطعا اي اعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما تتفهمه الادارة الاميركية وتدعمه به.
وليس واضحا بحسب المعلومات، اذا كان نتنياهو وترامب سيناقشان الوضع اللبناني. وتقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «واشنطن تطلق يد «اسرائيل» في لبنان، وهي تدعم وتغطي أي قرارات تتخذها هناك، حتى ولو شملت توسعة الحرب مجددا عليه، لمحاولة القضاء نهائيا على حزب الله».
ميدانيا، صعّد العدو حملته العسكرية على لبنان، فشنّ الطيران الحربي عصر الأحد سلسلة غارات، مستهدفا المنطقة الواقعة بين اطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق. وألقت الطائرات المغيرة عدة صواريخ جو ارض، احدث انفجارها دويا هائلا تردد في ارجاء المنطقة. كما استهدفت مسيرة معادية منزلا في بلدة حومين الفوقا.
قاسم- لاريجاني
ويوم أمس، استقبل الأمين العام ل حزب الله الشيخ نعيم قاسم، أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ، في حضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد مجتبى أماني. وأكد لاريجاني «وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته ، بناءً على توجيهات المرشد علي الخامنئي ومواكبة الحكومة والشعب الإيراني، وأن إيران حاضرة لكل مستويات الدعم للبنان ومقاومته».
أما قاسم فشكر إيران «قيادةً وحكومةً وشعباً على تعزيتهم ومباركتهم بشهادة السيدين والشهداء، وعلى ما قدموه للبنان ومقاومته». وأكد للوفد بأن «لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية ـ الإسرائيلية، وأن الشعب المقاوم على درجة عالية من العزة ودعم التحرير والاستقلال، ومن يرى مواقف الناس الشجاعة والصابرة يؤمن بأن النصر حليفهم في مواجهة العدو الإسرائيلي».
حزب الله خلف الدولة
وبعكس ما حاول البعض في الساعات الماضية اشاعته، لجهة استعداد حزب الله لشن هجوم على «اسرائيل»، وعدم انتظار مبادرتها لجولة حرب جديدة، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لشهداء بلدة عيترون الجنوبية «أننا في هذه المرحلة بالتحديد نريد أن نحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية الكاملة، لوقف الاعتداءات وفرض الانسحاب الإسرائيلي»، لافتا الى ان «هناك مجموعة ظروف تحيط بنا، والوقائع والمعطيات تدفعنا الآن إلى أن نعمل من خلال الدولة وعبرها، وأن نحثها على القيام بواجباتها تجاه شعبها، وأن تكون هي المسؤولة سواء في الموضوع الأمني أو في موضوع إعادة الإعمار، من دون أن يعني ذلك أننا نتخلى عن واجباتنا ومسؤولياتنا، هذه المرحلة تقتضي منا هذه السياسة، ولكن ماذا سنفعل في المستقبل فهذا أمر متروك لوقته».
… ولا تسليم للسلاح
بدوره ، أكد رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النيابي حسين الحاج حسن ان «المقاومة وبعد عام على العروج، اصبحت اكثر قوة وصلابة وعزيمة ، وبعدما ظن العدو انه هزمها ، اليوم المقاومة هي اكثر عزما وثباتاً وولاء وارادة ووفاء».
وشدد في الذكرى السنوية لرحيل الأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصر الله، على أن «بعد كل الحملات على المقاومة وسلاح المقاومة من اميركا والغرب ومن الخارج والمنطقة، جوابنا هو ان السلاح باقٍ ، ولا نزع ولا تسليم للسلاح، اذهبوا الى المشكلة الحقيقية هي العدو الصهيوني والمستكبر الاميركي ومشاريع توم برَاك».
وأشارت مصادر مطلعة على موقف حزب الله الى ان «الشيخ قاسم كان واضحا في خطابه حين ربط «التعافي الجهادي» للمقاومة بـ»الدفاع لمواجهة العدو الاسرائيلي»، ما يؤكد ان لا نية للمقاومة بالقيام بأي هجوم في المرحلة الراهنة، وان استعداداتها تنحصر بالتحضر للدفاع عن نفسها وعن لبنان بوجه اي عدوان اسرائيلي جديد».
معركة سلام خاسرة؟
وتناولت المصادر في حديث لـ «الديار» المشهد الداخلي الذي رست اليه الامور، بعد التطورات التي واكبت النشاط الذي دعا اليه حزب الله مقابل صخرة الروشة، معتبرة ان «الرئيس سلام خاض معركة خاسرة ، وهو رغم كل محاولاته لن يستطيع حفظ ماء وجهه، بدعوة الاجهزة المعنية لتوقيف من خالف تعميمه ومضمون الرخصة التي أعطاها محافظ بيروت للجمعية المقربة من حزب الله»، لافتة الى انه «قضائيا لا يحق أصلا لاحد توقيف وسجن المخالفين، انما يفترض ان ينحصر الامر بتسطير مخالفة ادارية وضبط مالي». وأضافت المصادر: «ِيبدو ان سقف الموضوع سيكون بسحب الرخصة من الجمعية التي قدّمت الطلب وخالفت مضمون الرخصة».
معركة كسر عضم
تشريعيا، وبالرغم من عدم ادراج أي بند متعلق بقانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة النيابية التي تُعقد في ساحة النجمة اليوم الاثنين، الا انه وبحسب المعلومات فان النواب ال61 الذي يضغطون لادراج القانون المعجل المكرر، الذي يسمح للمغتربين بالتصويت لـ 128 نائبا بدل النواب الـ6، سيواصلون رفع الصوت اليوم، وهم يدرسون أكثر من خيار للضغط على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لعرض اقتراح القانون على التصويت، ومن بين هذه الخيارات وقف المشاركة في اجتماعات اللجنة النيابية التي تناقش القوانين الانتخابية، او حتى مقاطعة جلسات مجلس النواب.
وتقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «معركة قانون الانتخاب انطلقت بقوة»، لافتة الى ان «ما تعرف بالقوى السيادية تتعاطى مع مسألة انتخاب المغتربين وكأنها معركة حياة او موت، فيما الطرف الآخر يبدو حاسما برفض اعطاء أخصامه السياسيين اي هدايا مجانية، وبخاصة في ظل الانقسام الحاد الذي يشهده البلد».



