بقلم الدكتور حسان الزين
كان العامليون يحملون الوية خضراء وحمراء مكتوب عليها “نصر من الله وفتح قريب”، شعارهم الاول يرافقهم في معاركهم وفي مقاومتهم .
كان فلاحهم مستعد للنفير اذا ما تطلب الامر سريع الاجابة لنداء قاداته ،وكان رجال الدين يأمون الصلاة في مساجدهم ويخلعون عمائمهم وجبتهم اذا ما نادى المنادي “حي على خير العمل وحي على الجهاد”،يجمع كل واحد منهم المئات ويصطفون حول قائدهم وزعيمهم يزحفون لصد عدوهم المعتدي ويقفون بوجهه متسلحين بالقرآن عقيدة وبالسيف سلاحا وشرفا .
حيث كان القرآن والسيف حاضرا في سلمهم وحربهم في معاركهم وصلحهم وعهودهم بين بعضهم البعض ،يحلفون به متوحدين امام المخاطر الكبرى.
كان العامليون اصحاب عقيدة وما زالوا ينادون في جولاتهم، شعارهم الثاني “لا اله الا الله محمد رسول الله .كان هذا الشعار يجوب في القرى والمدن ويعلو السطوح والسفوح ويسبح مع الغيم والتلال .كان الشعار الآخر “لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار” يهدر في الوديان والمغارات،وكأن جبريل ينزل ويصعد ويرفرف بين الخافقين بجناحيه مناديا لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار.
كانت صفة “متوالي” تلاحقهم ليلا ونهارا،صبحا ومساء، في السراء والضراء والاعلان والاسرار، يدفعون اثمانا باهظة لولائهم العلوي ولحبهم المحمدي.
كان العامليون اكثر تنظيما واكثر بأسًا واعظم شجاعة. وصفهم الدبلوماسي الفرنسي paradis قائلا :”شاهدناهم يقاتلون بترتيب ونظام ما جعلهم ينتصرون على اعدائهم الذين يفوقونهم عددا”.
كان العامليون لايبدأون اعتداءً ولا يشنون حربا جزافا، بل كانوا مدافعين عن ارضهم وعن عرضهم ومالهم هزامين قدما،وان دارت عليهم الايام في يارون وانصار وغيرها،لم يستسلموا للوهن ولم يصبهم الضعف .حفروا في التاريخ اسماء قادتهم وعزهم وشرفهم وكرامتهم ،وبقوا على عقيدة القرآن والسيف الى يومنا هذا ،يدافعون عن وطنهم وعروبتهم واسلامهم، فتصدوا للصهيونية العالمية والامبراطورية الامريكية ودحروا عدو الانسانية في لبنان، فتكبدت اسرائيل شر هزيمة واندحرت القهقرى، فثار غضب الشياطين وتجمعت الأمم عليهم ،وما زالوا صامدين في وجه الطغيان يرددون “لا اله الا الله محمد رسول الله.. لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار ..نصر من الله وفتح قريب”.
زر الذهاب إلى الأعلى