سياسةمحليات لبنانية

الفصل الجديد من الكورونا اللبنانية

 


ماري ناصيف الدبس* -الحوارنيوز

أطل علينا رئيس حكومة تصريف الأعمال د. حسان دياب، منذ بضعة أيام، كالجنرال الذي يخوض معركة حاسمة ضد العدو الفيروسي، وخاصة ضد الناس… فقد هدد بتدابير قاسية وبعقوبات على من لا يلتزم إجراءات الحماية فيقبع في بيته صاغرا وصامتا عما آلت إليه الأحوال خلال العام العشرين من القرن الواحد والعشرين بسبب الحكومة المستقيلة، رئيسا وأعضاء، ومعها كل مكونات الطبقة المسيطرة الذين لم يتورعوا عن استخدام كل أنواع الفساد لقتلنا، بدءا بسرقة مدخراتنا من المصارف ووصولا إلى انفجار 4 آب، وما بين هذه وذاك من الحرب على صحة المواطن ولقمة عيشه.

بيد أن هذه اللهجة العسكرية الواثقة لم يطل أمدها، خاصة وأن الإجراءات التي اتخذت في مجلس الدفاع الأعلى – الذي أصبح يحكم بديلا عن المؤسسات المنتخبة على الرغم من هشاشتها – قد أتت جزئية، أي أنها مفروضة على قسم ضئيل من اللبنانيين في التعليم، خاصة، ومعه بعض الحرف والمؤسسات السياحية، بينما ستفتح أغلبية المؤسسات الأخرى، خاصة المالية منها، بحيث يتسنى للمتلاعبين بالعملة الوطنية تجاه الدولار متابعة جريمتهم، وربما تهريب بعض الأموال كما جرت العادة.

ما قلته على الفايسبوك، منذ أيام، من ان الأزمة اليوم تكمن في السياسة الصحية في لبنان، وليس في المواطن، يتجلّى بوضوح يوما بعد يوم منذ شباط الماضي. فبعد مرور عشرة أشهر على إعلان إصابة لبنان بوباء كورونا، لم يتغير شيء في التدابير المتخذة، خاصة تجاه إيجاد سياسة طواريء فعلية مترافقة مع كل المستلزمات الضرورية.

سياسة أولويتها تطوير أوضاع المستشفيات الحكومية، عبر تحسين ظروف العاملين فيها ومدّها بالأجهزة وزيادة عدد الأسرّة فيها.

سياسة تأخذ بالاعتبار التنسيق بين القطاع العام والمستشفيات الخاصة، وليس السماح لهذه الأخيرة بالعمل على هواها.

سياسة تعمل على تأمين الأدوية اللازمة والمكملات الغذائية بأسعار متهاودة، وليس السكوت عن اختفاء ما يساعد المواطنين لنكتشف أن تجارة الدواء تتم بسهولة، من رفع أسعارها أو بيعها إلى الخارج دون عقاب… ونلفت النظر في هذا المجال إلى أن توقيف احد الصيادلة أومصادرة كمية قليلة من الأدوية في محل لبيع الخضار لا تتعدّى كونها ذرا للرماد في العيون.

لذا نقول لكل هذه الطبقة الخائنة للشعب والوطن: كفاكم عنتريات، وكفاكم نزاعات على المناصب، أنتم القابعين وراء حسان دياب أو سعد الحريري. بل كفاكم تذاكي علينا وكفاكم مديح أنفسكم أو بعضكم للبعض الآخر. فنحن نعرف جيدا كيف تعملون، ولن يسعفكم سلاح الانقسام الطائفي طويلا… ومئة عام من "صيغتكم الفريدة" أطول مما كان يمكن للنبي أيوب أن يحتمله.

لذا لن نسمح لكم بمتابعة جريمتكم الموصوفة، التي ستعني قتلنا جوعا ومرضا، بعد أن قتلتمونا مرارا وتكرارا في حروبكم الصغيرة، حروب الزواريب التي زادت من تسلطكم ونهبكم.


*عضو المجلس الاقتصادي الاجتماعي – عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى