الفدائي الفلسطيني قام..حقاً قام د.أحمد عياش)
بقلم د .أحمد عياش
من الناصرة جاء، فدائي فلسطيني لا يحمل سلاح، لم يقتنع بالاستعباد ،تمرّد على حكم منظومة حاكمة من قومه متعاملة مع الاحتلال . كل احتلال عنده مرفوض ،لم يهادن الرومان،تمرّد على فساد المنظومة الحاكمة في الهيكل،اكتشف بفطرته قانون الاستغلال ،حاولوا استمالته كي لا ينشر ثقافة وعي تحرير الانسان من أخيه الانسان،صاح بهم ان يعطوا ما للقيصر من حقوق، انما بشرط ان يعطوا ايضا ما للناس من حقوق عند يهوه الإله.
لا يعطون شيئاً لفقراء الناس ،حذّرهم ان البداية لم تكن لغة العملات و طبقات فقراء واغنياء ،بشّرهم ان الكلمة كانت في البدء وان المحبة تأتي في الختام،اخبرهم ان زمن التحكم والاستعباد ولّى وان زمن شعب يهوه المختار فوق حقوق وجماجم الناس قد انتهى ، وانّ عهد الحرية بدأ إن عرفت الناس من أي باب تدخل السماء .
لم يأت كإصلاحي لتعديل هذا بذاك،جاء ثورياً يود إعادة تركيب الوعي واعادة ترتيب الدولة لينجو الانسان.
كل إنسان.
تجمهر المتضررون من نهضة يعدهم بها ،لا يناسبهم ان تكون الناس متساوية امام ربّها.
مصالحهم ان تتقدم طبقةٌ طبقةً أخرى، وهم لا يمانعون ان تعلو الطبقات فوق بعضها البعض وفق معادلات تفوّق وهميّ .
عرفوا ان الفدائي الفلسطيني الاوّل تهديد خطير لمنظومة الاحتلال والفساد ،فكان لا بدّ من مخبرين ومن عملاء ومن ثلاثين من الفضة كعملة و كَمالٍ .
وهكذا كان يهودا الاسخريوطي جدّ العملاء الأوّل ومنه كان نسل المخبرين والتافهين والبائعين للبلاد.
لا يلتقي خطان متعارضان الا عند نقطة اصطدام النذالة بالأخلاق ليكون الصليب شكلا فيزيائيا رديفا للحضارة.
رفعوه بعد ان عذّبوه، وعندما سالت الدماء و زقزقت العصافير فوق اكليل من شوك على رأسه،التفت الى من يهمّهم الأمر واعلمهم انه عائد من كل دار فلسطينية ومن كل بيت في أورشليم ،ان مئات السنين ستمضي قبل ان يعود من جديد كفدائي فلسطيني أخير.
الفدائي الفلسطيني قام،حقاً قام،من حيفا ومن يافا ،من غزة ومن جنين،من نابلس جبل النار،من الجليل ومن الخليل ومن القدس.
لا الفدائي الاول حكى بمسيحية ولا الفدائي الاخير بإسلام.
حكى الاثنان بفلسطين المحتلة،بالارض،بالإنسان،بالسماء.
من يتردد ويشكك بعودة الفدائي الفلسطيني أعمى لا يرى، وأصمّ لا يسمع، وأحمق لا يفقه.
ايها الفدائي الفلسطيني: امتشق سلاحك وامض الى حيث السماء فتحت لك ثغرة لتعبر منها الى المجد.
قاتل.
كافح.
قاوم.
انه زمانك لا زمان الآخرين.
دس بقدمك كل نسل بدأ من الاسخريوطي ومرّ بأبي لهب وبأبي جهل وانتهى بأنظمة باتت تزعجهم كلمة فلسطين.
كل نظام يستقبل اسرائيلي نجس، وجب تطهير كيانه.
فلسطين اكبر.
الله اكبر.
الفدائي الفلسطيني قام،حقا قام.
هيّا الى الكفاح المسلح.
هنا السماء من القدس.
صوت فلسطين
صوت الثورة الفلسطينية.
مئة فدائي ملثم وشجاع.
