طلال الامام /السويد
تحت رعاية الاتحاد العام للمغتربين السوريين في السويد قدمت فرقة سوريانا للمسرح والغناء الجماعي /النادي السوري في “سوديرتالية” مسرحية
” الغربة كربة “. مسرحية يمكن ان تندرج في اطار الكوميديا السوداء ، اذ حاولت عبر الفكاهة تصوير حياة وسلوك بعض المغتربين في وطنهم الجديد …وتسليط الاضواء على المشاكل التي يواجهونها وكيف يحاول البعض الالتفاف على القوانين .اما المشكلة الاهم فتتجلى في عدم الالمام باللغة السويدية رغم ان قدومهم مر عليه حوالي الثلاثين عاماً …
قدمت المسرحية هذه الافكار باسلوب رشيق ولقطات من الحياة يمكن ان نصادفها يوميا في مختلف مناحي الحياة .لكن المسرحية لم تشر الى المشكلة فقط وانما بينت الحل وهو الاندماج في المجتمع من خلال تعلم اللغة والعمل . كنا نلمس تفاعل الجمهور مع احداث المسرحية من خلال الصمت المطبق او الضحك بصوت عال حسب المشهد …
بعد انتهاء العرض التقينا الاستاذ جورج سعيد وهو مؤلف ومخرج هذا العمل، وطلبنا منه ان يحدثنا عن فرقة سوريانا فقال : تأسست الفرقة عام 2008 وهي مجموعة من الهواة عددهم حوالي 12 واعمارهم تتراوح بين عشرين وخمسين عاماً . هدف هذه الفرقة تسليط الضوء على صعوبات الهجرة والمشاكل التي تواجهها العائلات في مجتمعها الجديد … اضافة الى الحنين للوطن الاول .قدمت الفرقة مسرحيات تتحدث عن الاندماج ، مشاكل العائلة ،الطلاق وانعكاس ذلك على الاطفال بشكل خاص ، عن تشتت الاسرة ، صعوبات العمل .وبكلمة تريد الفرقة ان تتحدث عن الواقع كما هو بقالب كوميدي ….من اهداف الفرقة اقامة دورات في التمثيل لمن هم في سن عشر سنوات فما فوق ….قدمت الفرقة اعمالها في مختلف نوادي وتجمعات السوريين في ستوكهولم ومدن اخرى ، كما وفي دور المسنين ….الصعوبات التي يواجهونها تتجلى بشكل اساسي ان جميع العاملين في الفرقة غير متفرغين ولديهم اعمالهم وهذا يخلق صعوبات اثناء التمارين بل واحيانا في العروض . طموحات الفرقة المستقبلية هي جذب الشباب بشكل خاص وثمة فكرة لتشكيل فرقة للغناء الجماعي ( كورال )لنشر الفن والموسيقى الشرقية .
جهود وطموحات تستحق الثناء والشكر والدعم ….اخيرا لابد من الاشارة الى ان نشاطات الاستاذ جورج لا تنحصر بالمسرح فقط بل هو مشرف على تدريب فريق كرة قدم ( ربما لنا وقفة ثانية للاضاءة على هذا النشاط ) اضافة الى نشاطاته الاجتماعية الاخرى …. فهو ومنذ وصوله للسويد عام 1990 عضو نشيط وفعال في الاتحاد العام للمغتربين السوريين في السويد وغيره من الاندية السورية ، انه مثال السوري الذي يحمل ثقافتين مندمج في المجتمع دون ان ينسى جذوره …يستحق التقدير .