العناصر الداخلية للأزمة تتراجع..والحلول صناعة إقليمية(حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز- خاص
على الرغم من الضجيج الداخلي والسجالات السلبية بين مختلف المكونات السياسية والنيابية، غير أن العامل، أو العوامل الداخلية للأزمة اللبنانية تتراجع بسرعة لمصلحة العناصر الخارجية المكوّنة للحال الذي بلغه لبنان.
كل المناورات وعمليات التشاطر والمفردات “الثورجية” التي يستخدمها البعض ليست سوى غلاف قشري يغطون به ارتباطهم بمصالح الراعي الخارجي، ولن يكون ثمة فرصة لوقف التدهور والشروع في وضع خطط الإنقاذ، إلا إذا فك الراعي الإقليمي أسر الخيارات السياسية للمجموعة الرافضة للحوار الداخلي!
حول “الرافضيون” من خلال ارتباطهم بمحور إقليمي، لبنان الى بلد هش، وربطوا أزماته الداخلية، بالاشتباك الإقليمي والدولي، ربطاً محكماً.
- يرفضون الحوار الداخلي مع سائر المكونات الأخرى، على أمل إضعافهم لتمرير إملاءات داخلية وأخرى إقليمية.
- يسهلون عملية الضغط على حزب الله ليقدموا ورقة تستخدمها دول إقليمية ضد دول إقليمية أخرى.
- يرفضون إقرار خطة وطنية إقتصادية للإنقاذ، لأن الحلول يجب أن يسبقها فرض شروط سياسية داخلية.
- يرفضون البحث في الإستراتجية الوطنية للدفاع، على خلفية قناعتهم بأن اتفاق السلام مع دولة الاحتلال يفي بالغرض وينهي فكرة المخاطر والتهديدات!
- يرفضون الإنفتاح على الحكم في سورية ويرفضون عودة اللاجئين السوريين.
لا يبالون بالمعلومات الرسمية التي تبلغها لبنان برغبة الولايات المتحدة الأميركية بإنجاز ترسيم الحدود البرية والبحرية بما يتوافق مع الشروط الإسرائيلية وضمان “الحدود الآمنة” لدولة الإحتلال تمهيدا لإتفاق سلام يمنح لبنان بموجبه جبل الشيخ (مزارع شبعا وكفرشوبا) بموجب عقد إيجار لمدة 99 سنة قابلة للتجديد التلقائي،والرضوخ للمطلب الدولي بتوطين الفلسطينيين في لبنان ومنحهم حقوقاً مدنية كاملة.
باختصار: يحاولون إضعاف لبنان للتمكن من فرض شروط التسوية الإقليمية، وهذه المحاولات مستمرة منذ تسعينيات القرن الماضي ومحاولات الإدارة الأميركية لجرّ ما تبقى من دول الطوق (لبنان وسورية) الى المفاوضات المباشرة مع العدو والدخول في مفاوضات الحل النهائي للصراع العربي مع الكيان الاسرائيلي.
مشهد مشدود على إحتمالات أمنية خطيرة، ولا يفكه غير تراجع الراعي الإقليمي عن دعمه لفئات لبنانية، وهذا يعني أن لا أمل في تلمس حلول صناعة لبنانية قبل الضوء الأخضر الإقليمي.