الحوار نيوز – خاص
طالب العلامة الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العالم كله بإدانة الجرائم البربرية للعدو الصهيوني على غزة وتلك التي طاولت قرى لبنانية حدودية تواجهها قوى المقاومة بكل شجاعة وقوة ويرتفع معها شهداء دفاعاً عن سيادة لبنان”.
ورأى في خطبة الجمعة أن الوضعُ في غزة يستدعي أيضاً من المراجع الروحية الاسلامية التداعي لعقد قمة إسلامية روحية على مستوى العالم العربي على الاقل للبحث في ما يمكن القيام به دفاعاً ونصرةً لفلسطين.
وجاء في خطبة العلامة الخطيب:
١- “السلامُ لغزة وأهل غزة الصابرين والصامدين الذين يقهرون بصمودهم وصبرهم وتضحياتهم وشهدائهم وحشية العدو بجبنه وإجرامه ومجازره واستهدافه المستشفيات والمرضى والأطفال والنساء والشيوخ والبنية التحتية وكل ما يتصل بالحياة.
٢- العدو يرتكب أفظع الجرائم بحق الانسانية أمام أنظار العالم الذي يشارك العدو في جرائمه حينما يتبنى التضليل الإعلامي للعدو ويسوّق أكاذيبه واتهاماته.
٣- وطننا لبنان يقف على رأس اللائحة “المطلوبة رؤوسهم” وعلى خط النار الذي استُهدف بالعدوان والقتل والمجازر منذ أن اغتُصبت فلسطين وقبل أن تُستهدف القدس وتُحتَل أراضٍ عربية أخرى.”
٤- لقد وضع العدو الصهيوني العنصري لبنان نصب عينيه لما يشكّله من تحدٍ لكيانه العنصري بتكوينه الديموغرافي والتنوع الثقافي والطائفي والتعدّد المذهبي الذي يعطي انطباعاً يُكذّب الصورة التي يريد بها العدو تبرير وجوده العنصري في هذه المنطقة وكيانه المعادي.
٥- يهدف العدو الى تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية ابتداءً من لبنان مروراً بسوريا والعراق وإيران وتركيا.
٦- “انّ ما أضمره الاستعمار الغربي طوال العقود الماضية فضحته مواقف الرئيس الأميركي السيد بايدن بالأمس حينما قالها صراحة: “إنّ إسرائيل لو لم تكن موجودة لوجب أن نوجدها.” لأنّ وجودها ضرورة استراتيجية لمصالح الغرب الاستعماري.
٧- العالم الغربي الذي أطلق على نفسه زوراً تسمية العالم الحرّ والحضاري ورفع شعار الديموقراطية وحقوق الإنسان. ليصل إلى طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وتوطين الصهاينة في مكانه بادعاءات كاذبة. بقصد العمل على تخريب الواقع الديموغرافي للمنطقة العربية والاسلامية كوظيفة لهذا العدو وكيانه”.
٨- إنّ معركة طوفان الاقصى شكّلت خطراً وجودياً للعدو، لهذا اضطر الوحش الأميركي الغربي أن يُكشّر عن أنيابه ويقود المعركة بشكل مباشر بكل أشكالها الاعلامية والسياسية والعسكرية، ويستقدم البوارج وحاملات الطائرات ويوجّه القيادة العسكرية للعدو ويضع له الخطط عبر قياداته العسكرية والمشاركة المباشرة لحكومة الحرب المصغّرة للعدو الصهيوني.
٩- يوجّه العالمُ الغربيُّ عبر سفاراتِه القوى والإعلام المرتبط به بتضليل الرأي العام باتهام المقاومة في لبنان بالتهاون في نصرة غزة.
١٠- المطلوب اتخاذ مواقف متقدّمة تمنع العدو فعلاً من التمادي في جرائمه، بهذا ننتصر للقضية الفلسطينية، أم بتعمّد الترويج للفيديوهات التي تثير النعرات الطائفية بين المناصرين الحقيقيين للفلسطينيين الذين يشاركونهم الدم والشهداء والقلق؟
١١- انها حرب شاملة شعواء تُخاض ضد الأمة، وتحاول إشغال قواها بالفتن عمّا يجري من عدوان الغرب المنافق عليها من خلال استهداف غزة وشعبها ومقاومتها.
١٢- لقد جَنَّدَ الغرب كل شياطينه في هذه المواجهة، أنظمة وعملاء، لينتقم للعدو من هذا الانتصار التاريخي الذي سجَّلته قوى المقاومة.
١٣- إنّ النهج الاستسلامي الكارثيّ النتائج على الأُمة التي أدخلتها في حروب وفتن داخلية قاتلة، استغلت فيها قوى مذهبية متخلّفة التفكير والفهم لتحقّق السياج الواقي للعدو عن علم أو جهل اعتبرته طريقاً للدخول الى الجنة، فيما هي تصنع طريق جهنم لها وللأمة.
١٣- أسأل متى كانت المقاومة سبباً في إدخال لبنان في مواجهات، أليست كل المواجهات التي خاضتها المقاومة دفاعاً عن لبنان بعد أن قام العدو باحتلال أرضه، والتنكيل بشعبه بدعم خارجي وتآمر داخلي وتخلٍّ عربي؟
١٤- المقاومة في لبنان هزمت العدو وردعته عن العدوان وحقّقت للبنان السيادة والامن، وأن يكون للبنان هذه الأهمية التي لا يحسب العدو لأحد حساباً يخشاه دونها.
١٥- المقاومة أثبتت انها الدرع الفولاذي للسيادة اللبنانية، وأن المواقف المعادية كانت المفرِّطة بالسيادة والاستقلال، فلن تُقنعوا حتى أنفسكم أنكم الأحرص على السيادة والحماية لحدود لبنان التي هي الأغلى لدينا، فلم تضحوا بشيء أبداً من أجله. ها أنتم تنشغلون بالفتن الطائفية والحروب المذهبية.
١٦- واسأل هنا من يدّعون الاهتمام بالوجود المسيحي في المنطقة العربية: أليست بعض المستشفيات والكنائس الذي ارتكب فيها العدو الصهيوني مجازره الرهيبة أليست مسيحية، أولم يكن ذلك بتنسيق مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا الذين شكّلوا مجلس قيادة للحرب الصهيونية على غزة وشعبها، حيث يشكّل المسيحيون بعضاً منه، فأين هم دعاة الرعاية للمسيحيين من هذه الجرائم؟.”
١٧- “نحن نُقدّر ما صدر عن الحبر الاعظم،” لكن ما يتعرّض له الفلسطينيون، ومنهم المسيحيون، من مجازر رهيبة وجرائم يصفها القانون الدولي بأنها جرائم حرب، هؤلاء ينتظرون موقفاً أكثر حزماً يؤثّر في وقف هذه المجزرة التي ترتكبها عصابات القتلة في الاراضي المقدسة”.
١٨- إنّ العصابات الصهيونية تطال بعدوانها المدنيين والصحافيين بشكل متعمّد، ما يشكّل جرائم حرب موصوفة وانتهاكاً للقانون الدولي.
١٩- نطالب العالمَ كلَّه بإدانة هذه الجرائم البربرية التي طاولت قرى لبنانية حدودية تواجهها قوى المقاومة بكل شجاعة وقوة ويرتفع معها شهداء دفاعاً عن سيادة لبنان”.
٢٠- يستدعي الوضعُ في غزة أيضاً من المراجع الروحية الاسلامية التداعي لعقد قمة إسلامية روحية على مستوى العالم العربي على الاقل للبحث في ما يمكن القيام به دفاعاً ونصرةً لفلسطين ودفعاً للأخطار التي تهدد البلدان العربية والاسلامية الأخرى.”
٢١- “أيها اللبنانيون، إننا اليوم وفي هذه الظروف الاستثنائية والمصيرية مدعوون جميعاً إلى تقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الموقف الوطني لنتمكن من مواجهة تداعيات الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، لذلك فلينصبّ الجهد اليوم على تحقيق التوافق لما فيه المصلحة الوطنية لحماية لبنان الذي يفرض انتخاب رئيس للجمهورية يستطيع التعامل مع هذه الظروف والخروج من الحسابات الشخصية والطائفية والحزبية.
٢٢- “انها لحظات تاريخية تحتاج لموقف وطني مسؤول، إننا نحيي النشاطات التي تقوم بها الهيئات الشعبية من مظاهرات وندوات تؤيد وتناصر الشعب الفلسطيني، وتندّد بما يتعرّض له في غزة والضفة الغربية. ونطالب القوى الأمنية بالقيام بمسؤوليتها للحفاظ على الأمن والممتلكات العامة والخاصة.