سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب محاضرا في كنيسة جدرا: التمايز الديني لا يوجب التمايز في الحقوق والواجبات

نطالب ونعمل على أن تكون هناك دولة قادرة ترسخ الانتماء الوطني لدى المواطن

 

الحوار نيوز – خاص

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “أن التمايز الديني لا يوجب التمايز في الحقوق والواجبات”. وقال إن “وظيفة الدين أن يجمع بين الناس ولا يفرق”،مضيفا أننا “نطالب ونعمل على أن تكون هناك دولة قادرة ترسخ الانتماء الوطني لدى المواطن وتوفر الرعاية الصحيحة لكل ابنائها دون تفرقة وتمييز”.

وكان العلامة الخطيب يتحدث في كنيسة مار جرجس في بلدة جدرا في إقليم الخروب ،بدعوة من جمعية “الشوف للتنمية”،التي أطلقت سلسلة المحاضرات التي تنظمها تحت عنوان ” رجال الله”، بمحاضرة للعلامة الخطيب، حضرها راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ رئيف عبدالله، السيدة هناء هاشم ممثلة وزير العمل مصطفى بيرم، أحمد مهدي ممثلا النائب بلال عبدالله، الدكتور حمزة حمية ممثلا النائب السابق محمد الحجار،  الوزير السابق طارق الخطيب، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، المستشار الاعلامي لرئاسة المجلس الشيعي واصف عواضة، معاون رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لشؤون العلاقات العامة علي الحاج، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي ميلار السيد، عضو المكتب السياسي في حركة أمل رحمة الحاج، مسؤول حزب الله في الجبل الحاج بلال داغر، مسؤول حركة “امل” في الشوف حسين الحاج، عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية الحاج عمر سراج، والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في جبل لبنان الشيخ أحمد فواز، ممثلون عن لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية، منسق الاعلام سعيد فرح ممثلا مفوض الشوف في حزب الوطنيين الاحرار فادي معلوف، الدكتورة غنى بصبوص ممثلة اللواء ابراهيم بصبوص،  اللواء علي الحاج، الحاج اياد عويدات ممثلا الحاج احمد هاشمية، مدير مستشفى سبلين الحكومي الدكتور ربيع سيف الدين، عضو مجلس ادارة نقابة المحامين المحامي سعد الدين الخطيب، رئيس رابطة مخاتير الشوف محمد اسماعيل ومخاتير الاقليم، رئيس مجلس إنماء قضاء الشوف محمد الشامي، مدير مجمع إقليم الخروب للرعاية والتنمية محمد حمية، المدير الإقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي حسام دحروج، رئيسة لجنة المرأة في اللجنة الأولمبية اللبنانية نادرة فواز، دعد القزي ورويدة الدقدوقي عن جمعية الشوف للتنمية رؤساء بلديات ضهر المغارة وبرجا وسبلين، مشايخ ورجال دين وأساتذة جامعيون ومديرو مدارس وشخصيات اجتماعية ونقابية وممثلون عن الأندية والجمعيات وحشد من أبناء المنطقة .

المونسنيور القزي

 إفتتحت المحاضرة بالنشيد الوطني، ثم ألقى رئيس بلدية جدرا المونسينيور جوزف القزي كلمة فقال:

“لكي يبقى لبنان واحداً موحداً وعصياً على المؤامرات وعلى أعدائه، وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي ومخططاته، علينا جميعاً العمل كل في موقعه على تحصين الوحدة الوطنية، وبذل الجهود والمساعي على رأب الصدع في ظل هذا الإنقسام السياسي الحاصل لإنقاذ لبنان. وهنا يبرز الدور الوطني الجامع والكبير والمؤثر لـ “رجال الله في كل الطوائف اللبنانية للعمل على لم الشمل وتوحيد الإيرادات الوطنية، لإنقاذ لبنان وإنتظام عمل المؤسسات الدستورية بدءًا من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.”

 

دعد القزي

كلمة جمعية الشوف للتنمية القتها الدكتورة دعد القزي فقالت:”مبادئ رسّخها ابناءُ الشوف واقليم الخرّوب، بما تكتنزهُ هذه المنطقة بتنوّعها الثقافي والديني، مثالاً للبنان الموحّد، حيثُ كان ولا يزال منبتا للرجال، الرجال الذين كرّسوا حياتَهم لخدمة أهلهم وابناء وطنهم، فكانوا بحقٍ رجالَ الله، .

ومن هذا الصرح الديني، على رأسه المونسنيور  جوزيف القزي، رئيس بلدية جدرا، الذي هو عنوانٌ للوحدة، والسبّاقُ دائما لاحتضان هذه الانشطة الثقافية الجامعة بين اللبنانيين، وتحتَ رعاية سيادة المطران مارون العمار راعي ابرشية صيدا المارونية، وهو امتدادٌ لاباء هذه الكنيسة، الذين كانوا الملاذ الآمن لابناء هذه المنطقة من دون تمييز او تفرقة ..”

 

اضافت :”هذا الاقليمُ جمعَ في طيّاته شجاعةَ الرئيس كميل شمعون، وحكمةَ الزعيم كمال جنبلاط، ومحبةَ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنطلقَ الامام الصدر في عمله لرفع الحرمان عن اهل الجنوب والوطن من منزل الحاج ابو  رضا  الذي كرّسَ حياتَهُ لخدمة اهله، والمصالحةِ التاريخية التي ارساها البطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير مع الزعيم وليد جنبلاط في لقاء الجبل.. وفي زمن نفتقدُ فيهِ هؤلاء الرجال جسدا، الا أنّ ارثَهُم الثقافي والانساني الجامع، لا يزالُ يصدحُ بكلمةِ الحق في الدفاع عن الوطن وحقوق اهله، ونبذِ كل اصوات التمييز والتطرف التي تُطالعنُا هذه الأيام لغاياتٍ سياسيةٍ للأسف، بعيدا عن مصلحة اللبنانيين، ليطلَّ علينا صوت الحكمة والعقل المتجذّر في نفوسنا، فلبنانُ بنظره لن يكونَ الا بلد التعايش والاخوّة، وفق ما يؤكد سماحة العلاّمة الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، الذي تستضيفَهُ اليومَ جمعيةُ الشوف للتنمية، في افتتاحِ سلسلةِ محاضراتِهَا بعنوان ” رجال الله”.

 

المطران العمّار

من جهته، رحب المطران مارون العمار بالحضور وبالعلامة الخطيب، وأعرب عن سروره بهذا اللقاء الجامع الذي يذكره بلقاء الإمام موسى الصدر مع المطران الخوري في بلدته الحجة، حيث كانت الدعوة إلى التسامح ومحبة الله والعيش بكرامة وبكل ما يرضي الله في تعاليمه ويرضي الإنسان في حياته على هذه الأرض.

ولفت الى “ان حضور العلامة الخطيب في هذا الصرح الديني اليوم يؤكد على أهمية الحضور معا والعودة إلى الله، سيما وأن الكتاب المقدس والقرآن الكريم يدعوان إلى العيش معا بأمان وسلام. واخوة، فكلنا نفكر من أجل الخير والعدالة والسلام  .”

 

العلامة الخطيب

ثم تحدث العلامة الخطيب، فإستهل محاضرته بشكر جمعية الشوف على تنظيم هذا اللقاء، لافتا الى أن الشوف وإقليم الخروب يشكلان نموذجا عن لبنان الواحد الموحد، لبنان الإنسان والإنسانية،   وأن التعدد والتنوع الطائفي والمذهبي والديني، لم يكن عامل تفريق بين الناس وإنما عامل جمع.”

وأشار سماحته الى” ان الانسان هو قيمة في الحياة، والتعدد الديني لا ينبغي أن يتحول إلى مشكلة ،فالمسلم إنسان والمسيحي إنسان والذي يفرق بينهما او بين المذاهب والاديان هو من يستغل الدين ويشوهه ويحوله إلى عقليات قبلية مخالفة للدين.

وأكد الخطيب أن تعدد المرجعيات الروحية لا يعني أنها رؤساء قبائل، فالمسيحية هي رؤية وفكرة وقيم وكذلك الإسلام، مشددا على أن الاختلاف الديني يحب إلا يكون سببا للخلاف والتباعد بين الناس ومن يعمل عكس ذلك يزوّر التاريخ، كما أن التمايز الديني لا يوجب التمايز في الحقوق والواجبات.

 

   وأشار الى انه في واقعنا اللبناني فان الخلاف السياسي ينقلب الى خلاف مذهبي وديني وطائفي لأغراض ومصالح معينة، لافتا الى أنه لم يكن هناك مشكلة اسلامية -مسيحية في الشرق فهم إخوان في الإيمان، أما المشكلة في لبنان فهي مفتعلة بين الطوائف لمصلحة الطبقة السياسية المستفيدة من امتيازات النظام الطائفي الذي تسبب بازمات ومشاكل لبنان السياسية بين الفينة والأخرى.

وقال: نحن  ننتمي إلى الإسلام والمسيحية في هذا البلد الذي له حق علينا بأن نحفظه ونحفظ ابناءه، ومن يفتعل المشكلة هو منتفع منها ومستعد لتخريب البلد وبث الفتنة بين اللبنانيين خدمة لمصالحه.

وأضاف ان وظيفة الدين في لبنان هي المحافظة على القيم الانسانية والمعنوية وتمتين اللحمة الوطنية التي تشكل القيم المعنوية والاخلاقية والدينية احد اهم دعائمها لانها قيم مشتركة بين جميع المكونات.

وختم بالقول: نحن مصرون على الوحدة الوطنية،ومتمسكون بها ونعمل على تحصينها بتعزيز التعاون والتشاور بين اللبنانيين. وتذليل كل العقبات التي تحول دون لقائهم، ونطالب ونعمل على أن تكون هناك دولة قادرة ترسخ الانتماء الوطني لدى المواطن وتوفر الرعاية الصحيحة لكل ابنائها دون تفرقة وتمييز ، وكمجلس اسلامي شيعي اعلى في لبنان طالبنا ونطالب بالعدالة الاجتماعية والإصلاح لاننا نريد قيام دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين امام القانون في الحقوق والواجبات .  

  بعدها كانت مداخلات  .

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى