العلامة الخطيب في رسالة الجمعة:على الدولة الجهد لتحرير المناطق المحتلة وإيجاد حل للنازحين العالقين في العراق
الحوارنيوز – محليات
دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الدولة والقوى السياسية للقيام “بالجهد اللازم والضغط لتحرير المناطق التي احتلها العدو، وخصوصا تلك التي عجز عن احتلالها في الحرب، واستغل اتفاق وقف طلاق النار ليدخلها ويُفرغ فيها كل حقده ،ولتطبق لجنة تنفيذ الاتفاق ما تعهدت به دولها المشاركة فيها”.
وراى العلامة الخطيب في رسالة الجمعة أن “على الدولة تحمل مسؤولياتها امام النازحين في دولة العراق الشقيق الذي لم يقصر في استضافة اهلنا واخواننا، ممن اضطرتهم ظروف الحرب الى السفر. لذلك نريد ان تقوم الحكومة بمسؤولياتها تجاههم وحل مشكلتهم.. وان تجد السبيل الى ذلك بالتفاهم مع الحكومة العراقية او مع قطر الشقيقة او عبر تركيا، او بالتعاون بين الدول الثلاث، ونحن لدينا الثقة ان دولة الرئيس نجيب ميقاتي لن يعدم الوسيلة، تأمينا لحق النازحين على دولتهم بحل هذه القضية”.
وجاء في الرسالة:
قال تعالى :
وَلَا تَلْبِسُوا۟ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُوا۟ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ
هذه الآية المباركة خطاب لبني إسرائيل.
فبعد أن نهى القرآن الكريم بني إسرائيل عن الكفر والضلال ، عقب ذلك بنهيهم عن أن يعملوا لإِضلال غيرهم ، فقال – ( وَلاَ تَلْبِسُواْ الحق بالباطل وَتَكْتُمُواْ الحق وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .
اللبس – بفتح اللام – هو الخلط ،
وهو من التلاعب بالمفاهيم والباس الباطل لبوس الحق وصرف الحق عن ظاهره وتصويره بغير صورته.
وهذا من الطرق التي تميز بها اليهود واتقنوا صناعته منذ القدم، في معاداتهم للحق ومواجهته التي اقتضتها طبيعتهم العنصرية، ان يكون التميز الدائم على الآخرين لهم، الرافضة ان يكون ذلك لاحد من غيرهم، ولذلك ومع انطباق المواصفات الموجودة لديهم على رسول الله محمد (ص) وعلمهم بذلك انكروا نبوته وألّبوا المشركين في جزيرة العرب عليه، وحاولوا اللعب وخلط الامور على الناس حين ووجهوا بالحقيقة، صرفا للناس عن الاعتقاد بأنه الرسول وانه المقصود والنبي الموعود التي تحدثت عنه اخبارهم.
وهذه الاساليب في التعمية للناس عن الحق وقلب الحقائق. هم ( الاساتذة المبدعون ) ممن برعوا في هذا الفن، وما فتئوا في استخدامه والعمل على اشاعته في كل الازمان وحتى يومنا هذا، ونجحوا في السيطرة على عقول الناس بهذه الاساليب الخبيثة ايما نجاح، حتى اصبح اليوم هذا النهج ثقافة عالمية واحدى الوسائل المتبعة في السياسات الدولية للسيطرة، لها مروجوها والحاملون لها من ابناء الامم المغلوبة على امرها، والعاملون كأداة تخريب وحرب من الداخل، تخوضها هذه الادوات ضد مصالح بلدانها وشعوبها، وهي من اخطر الوسائل التي بات الغرب يستخدمها ويهيء لها كل الوسائل التي سخّرها لتحقيق هذه المهمة، من تقنيات ووسائل اعلام واعلان وميديا ووسائل تواصل إجتماعي، واستطاع ان يجنّد لهذه المهمة كتابا واعلاميين وفنانين، وسهلت له وسائل التواصل الاجتماعي الترويج لما ينتجه المختصون في صناعة الرأي العام، بحيث اصبح كل من لديه وسيلة اتصال ان يكون مجنّدا من دون ثمن لترويج هذه البضاعة الفاسدة والخطيرة، لتحقيق اهداف العدو حتى من دون قصد او معرفة بها .
فهي عملية غسل دماغ على الناعم واحدى اساليب الحرب الناعمة التي يخوضها العدو بأيدي نفس الشعوب المستهدفة بتاريخها وثقافتها وثرواتها ومعرفتها، وتحسين معنى الاستسلام والعمالة وتسخيف المعاني الوطنية والمقاومة، واعطائها معنى الإرهاب، وهو اخطر ما تشهده امتنا واوطاننا. انه تبديل لكل المفاهيم والقيم الانسانية والوطنية، واعطاؤها معان عكسية في عملية خلط للمفاهيم، ومهمتنا فيها ليس اننا من ينتج هذه القيم، وانما دورنا كدور الببغاء التي تردد ما يقال لها.
لقد كان الدور الذي قمنا به في الماضي هو تعطيل الفكر والابداع في صناعة الحياة، سواء في انتاج احتياجات اسواقنا الداخلية في الصناعة والزراعة وتحسينها ونموها وزيادتها، وحولنا بلادنا الى سوق لاستهلاك ما ينتجه الآخرون، واصبحنا رهائن لإرادته. فهو وحده من يمتلك ان يحدد لنا ما يجب ان نمتلكه وما لا يجب ان نمتلكه، واصبح امننا الغذائي وهو الاخطر بيد اعدائنا، هذا فضلا عما نحتاجه من وسائل حربية وعسكرية ندافع بها عن امننا ونواجه بها الاخطار التي تتهدد استقلالنا ووجودنا. ولكننا الان تجاوزنا كثيرا هذا الواقع حيث اصبحنا رهائن لما ينتجه اعداؤنا لنا في انتاج الفكر، فليس لنا الحق ان تكون لنا مناهج في التفكير والرؤى، وان علينا ايضا ان نكون مستهلكين فقط، والا كنا إرهابيين لا نستحق الحياة وأن نُسحق. ومن المؤسف ان يكون من يروج لهذه السياسة ويتبناها ويتحول الى عصى غليظة للعدو، هم من بني جلدتنا وابناء وطننا، ويعيشونا بين ظهرانينا، وممن نحرص عليهم وندافع عنهم وندفع الاثمان الغالية من لحمنا ودمنا، فضلا عن جهدنا وعرقنا والمنا وامننا، وهم بدلا من ان يشعروا بالتقصير في حماية بلدهم وكرامتهم الوطنية يساهمون مع العدو ويخوضون الى جانبه حربا اعلامية تضليلية ليست هي حربهم، بل حرب عدو الوطن والتاريخ والجغرافيا.
لقد وقعوا في فخ العدو من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، ويريدون اقناع اللبنانيين بانهم خسروا الرهان على المقاومة وان الامر انتهى لمصلحة العدو، وان علينا ان نسلّم بالهزيمة وان يتعاملوا معنا كمهزومين، ولكن اقول من باب النصيحة لهم ان شعبنا الذي وقف في وجه العدو كمنتصر، وافشل اهدافه ابناؤنا المقاومون على الجبهة الامامية، لن يستطيع الواهمون بحروبهم النفسية اليوم هذه، ان يحققوا ما فشل العدو في تحقيقه في الميدان.
ومن المؤسف ان يكون التعاطي معنا اليوم بهذه النفسية، التي لا تمت بصلة الى تعاطي من يدعي الحرص على بناء الدولة القوية العادلة السيدة المستقلة في شيء، وان هذا المنطق هو استعادة للمنطق السابق، ولم يأخذ العبرة من كل التجارب الماضية،ومن منطق الانتحار الذي لن يستفيد منه الا العدو.
فلماذا يرى البعض ان انتصار فريق لبناني وافشاله لاهداف العدو خطرا عليه، ولم يحصل ان تُرجم هذا الانجاز الى استثمار سياسي داخلي، وانما دفعا للعدوان حفاظا على سيادة الوطن وكرامة بنيه. نعم انها العقلية الطائفية المتحكمة والمتجذرة التي تميز بين المواطنين.
اننا متمسكون بلبنان وطنا نهائيا لبنيه وببناء دولة قوية قادرة وعادلة يدافع عنها جيشنا الوطني، ليأمن شعبه من عدو غاشم لا تحكمه قوانين دولية ولا اعتبارات انسانية ولا احترام للقرارات الدولية، وقد جربه اللبنانيون جميعا، وها هو اليوم بعد اتفاق وقف اطلاق النار ما زال يعربد ويمارس عدوانه على لبنان وعلى قراه الجنوبية مع وجود لجنة الاشراف على تنفيذ الاتفاق، وبمرأى منها وبمسمع، دون ان تلزمه بوقف الانتهاكات من ممارسة القصف والقتل وتفجير القرى التي ما زال سكانها في النزوح، ينتظرون الدولة ويريدون ان يصدقوا انها رجعت اليهم بعد كل هذا الغياب الذي اضطرهم ان يحملوا السلاح دفاعا عن ارضهم وابنائهم وكرامتهم.. فلتثبت الدولة لهم انها ستعيدهم الى قراهم وتحقق لهم الامن وتمنع العدو عن معاودة اجرامه في انتهاك السيادة الوطنية، وليخجل من نفسه من يحيّي العدو على تفجيره البيوت السكنية لمن يدعي السيادة والوطنية ان كان صادقا.
ايها اللبنانيون
ان من يدعي انه يريد الدولة لا ينطق بالكفر في محاولة لكسر ارادة مواطنيه، ولا يطمئنهم ان من يتشفى او يتمنى انتصار العدو او يبذل كل جهده السياسي والاعلامي في سبيل اقناعه بالهزيمة او التعامل معه كمهزوم، وهذا طبعا وهم، فيما هو يعتمد على آماله الخائبة وعلى عدو بلده ان كان يعتبر لبنان وطنا له وليس على امكاناته الذاتية. فلطالما راهن على الخارج في مشاريع الخيال الخائب.
ان البديل هو المراهنة على شعب لبنان الواحد الموحد وهو خير للجميع ، اما الرهان على نصر موهوم لعدو لبنان وشعبه فهو الخسران المبين.
لذلك فاننا نأمل ان تنجز الكتل النيابية الاستحقاق الرئاسي في التاسع من ك ٢، كبداية لاعادة انتظام المؤسسات الدستورية واعادة البلد الى الحياة من جديد.
ايها الاخوة
من واجب الدولة والقوى السياسية ان تقوم بالجهد اللازم والضغط لتحرير المناطق التي احتلها العدو، وخصوصا تلك التي عجز عن احتلالها في الحرب، واستغل اتفاق وقف طلاق النار ليدخلها ويُفرغ فيها كل حقده ، ويقدم فيها انجازه الموهوم امام مستوطنيه.. ولتطبق لجنة تنفيذ الاتفاق ما تعهدت به دولها المشاركة فيها.
ثانيا على الدولة تحمل مسؤولياتها امام النازحين في دولة العراق الشقيق الذي لم يقصر في استضافة اهلنا واخواننا، ممن اضطرتهم ظروف الحرب الى السفر. لذلك نريد ان تقوم الحكومة بمسؤولياتها تجاههم وحل مشكلتهم.. اما كيف؟.. فعلى الحكومة اللبنانية ان تجد السبيل الى ذلك بالتفاهم مع الحكومة العراقية او مع قطر الشقيقة او عبر تركيا، او بالتعاون بين الدول الثلاث، ونحن لدينا الثقة ان دولة الرئيس نجيب ميقاتي لن يعدم الوسيلة، تأمينا لحق النازحين على دولتهم بحل هذه القضية.
زيارات
وكان العلامة الخطيب زار امس مفتي مرجعيون الجعفري الشيخ عبد الحسين العبد الله في حارة صيدا ،معزيا بالشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوني .
كما زار العلامة الخطيب عضو الهيئة الشرعية للمجلس الاسلامي الشيعي الشيخ علي ياسين في مدينة صور معزيا ايضا باستشهاد نجله وافراد من عائلته.
وجرى خلال الزيارتين التداول في التطورات الراهنة وآفاق المرحلة المقبلة .