سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب في رسالة الجمعة:المرحلة صراع إرادات وعض أصابع..والمطلوب قليل من الصبر رغم الألم

 

الحوارنيوز – محليات

 

رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “ان المرحلة هي مرحلة صراع الارادات وعض الأصابع، وان كنا نألم والمقاومة وبيئتها اكثر من يألم،  فليس المطلوب الا القليل من الصبر”.وقال “إن المسؤولية الأهم هي مسؤولية الدولة في إدارة وضع النزوح ورعاية النازحين والحفاظ على كرامتهم، وهذا حق لهم” . 

جاء ذلك في رسالة الجمعة التي وجهها العلامة الخطيب من مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وفيها:

 

ان ما يفعله الغرب عبر ربيبته إسرائيل ومجرمها نتنياهو اليوم في فلسطين وشعبها المظلوم وفي لبنان، من قتل ودمار وتخريب يضاهي ما فعله الطواغيت عبر التاريخ. واذا كان الدعم الغربي اللامتناهي لكيانه العنصري المجرم يجعله اكثر صلفا واجراما وتعديا لكل ما هو إنساني تحت حمايته القانونية ومظلته الاعلامية التي تقلب الحقائق والمفاهيم، والتي لم تعد تجديه نفعا بعد ان ظل ينعق بشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وحقه في تقرير مصيره تضليلا للشعوب، فقد كشفت المقاومة زيف شعاراته وقد حققت بذلك أولى الانتصارات التي تستكملها في الميدان بمواجهة جنوده الجبناء على الحدود، حيث يذل ويخزى بإفشاله عن تحقيق اي من أهدافه  العدوانية في تدمير المقاومة، كما يزعم بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من حربه المجرمة، سوى انه يقتل المدنيين ويدمر البنيان حقدا وانتقاما وحسدا لهذا البلد، والذي فعل كل شيء من أجل سرقة دوره وتهديم صيغة التعايش بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين كرسالة حضارية تناقض عنصريته وخساسته وانغلاقه وتخلفه الإنساني والحضاري، حيث لا يرى لنفسه جذورا في هذه المنطقة ترسخ وجوده وتجعل من وجوده حقيقة ثابتة، لأنه ليس سوى لص تسرّب في ليل مظلم الى الدار، مدعيا انها ملك له، ولن يفلح مهما حاول ومهما بدت ادواته الارهابية مخيفة، طالما ان في هذه المنطقة مقاومة، قادتها شهداء وبيئتها تملك العزيمة والشكيمة والصبر على التضحيات  وقوة الارادة والحكمة والوعي والإصرار على النصر، مهما كانت التضحيات وغلت الاثمان. وهو وان تظاهر بالقوة وعربد بالاجرام في ما يقوم به في ليالي بيروت والضاحية، فليس الا لجبنه في الميدان، وليخسأ ان يستطيع من خلال ذلك أن ننحني أو نستسلم لارادته أونخضع لشروطه، وسيأتي الوقت قريبا، كما في عدوانه الهمجي في تموز،ليكون ذليلا مطأطئ الرأس، خاضعا لمطلب لبنان ومقاومته بوقف اطلاق النار.

ايها الاخوة المتألمون، وخطابي للاخوة النازحين، خصوصا ان المرحلة هي مرحلة صراع الارادات وعض الأصابع، وان كنا نألم والمقاومة وبيئتها اكثر من يألم،  فليس المطلوب الا القليل من الصبر. فالنصر صبر ساعة، وان كنا نألم فإنه يألم ونرجو من الله ما لا يرجوه العدو، وان استطاع ان يحطم الابنية ولكن إرادتنا عصية على الكسر، ونحن من سيكسر جبروته  وارادته.

 

ليس أمامنا ايها الكرام الا الصبر، لأن الخيار الذي يطرحه البعض المتربص والمتماهي مع ما يطرحه العدو، هو اخراجنا من لبنان، حيث استعجلوا النتائج بأن المقاومة قد خسرت المعركة،

وهم اضعف من ان يضعونا بين السِلة والذِلة، فلن يكون لنا الا “هيهات منا الذلة”، والتمسك بالوحدة الوطنية التي تجلّت بأبهى صورها في هذه الظروف.

والنصر قاب قوسين أو ادنى . فالنصر نصرنا جميعا وقد تحقق، والهزيمة لا سمح الله هزيمتنا جميعا، وهذا ما  لن يتحقق بإذن الله، والمراهنون لن يحصدوا سوى الخيبة. واذا كان شعبنا الأبي والصابر يعض على الجراح، فعلى المتمكنين من ابنائنا ان يبادروا إلى القيام بما عليهم من واجب المساندة لأهلهم الذين يعانون، ولكنهم لا يئنون، تعففا وكرامة، وهم يحتاجون الى كل شيء، فلا تفوتنكم هذه الفرصة التاريخية في مشاركة أهلكم واخوانكم ومن يقدمون أنفسهم وابناءهم دفاعا عن كرامتكم. 

 

الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)

 

وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا

تعملون خبير.

 

وتبقى المسؤولية الأهم هي مسؤولية الدولة في إدارة وضع النزوح ورعاية النازحين والحفاظ على كرامتهم، وهذا حق لهم . 

 

تحية للشهداء واهل الشهداء، وتحية لاهلنا الصابرين والمضحين. ونتوجه للعالم الذي يرى كيف يعتدي العدو على الجيش اللبناني فيسقط له الشهداء، في الوقت الذي يطالبنا العالم بإدخال الجيش اللبناني إلى الجنوب، ومن يمنع الجيش من الدخول إلى الجنوب، ومن يمنعه من القيام بواجبه في حماية لبنان، غير الذين يمنعون عنه التسليح بما يمكّنه من إيقاف العدوان على ارضه وسيادته فليكفوا عن التضليل. الجيش بالأمس تعرض للعدوان، وكذلك قوات اليونيفل أمام انظاركم، فهل صدر منكم إدانة للعدو على هذا العدوان.. كفى كذبا واتهاما للمقاومة، فلن يُعطى الجيش السلاح ونحن لا نثق بكم وبقراراتكم، بل بسواعد أبنائنا.

وختم العلامة الخطيب موجها التعازي بشهداء الجيش اللبناني وشهداء الصحافة الذين سقطوا فجر اليوم في حاصبيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى