سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب في خطبة الجمعة يدعو القوى السياسية والروحية إلى التلاقي “لأن تراشق الإتهامات لا يحل أزمة”

 

الحوار نيوز

 كرّر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “الدعوة في ظل الازمات الداخلية والاخطار الخارجية إلى ضرورة التلاقي بين القوى السياسية اللبنانية والروحية على كلمة سواء، فتراشق الاتهامات لا يحل أزمة ولا يدفع خطراً ولا بدّ من التواصل بين الجميع”.وفي هذا المجال ذكّ بمقولة الإمام الصدر

“بإنّ الوحدة الداخلية هي أفضل وجوه الانتصار على العدو” التي تتبناها المقاومة وبيئتها وتعمل على اساس منها.

 

وكان العلامة الخطيب قد أدى  الصلاة في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي تناول فيها ذكرى مولد الإمام المهدي في الخامس عشر من شهر شعبان ،وقال إن “الامامة عهد وتولية من الله دون غيره واستتاره عنا لا ينقص من واجبنا في توليه ورعاية الحق وأداء الواجب ومراعاة الأحكام الشرعية والتبرؤ من الظالمين والمعتدين والتمسّك بالقيم الدينية والوقوف الى جانب المظلومين والمستضعفين ومراعاة الأخوة الايمانية وأداء حقوق الله والناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة الفساد وعدم الاثرة والوقوف عند الشبهة والاحسان إلى الناس والابتعاد عن الإساءة .

وأضاف:أما اليوم حيث يتعرّض أهلنا في جبل عامل والجنوب إلى العدوان الغاشم من قبل العصابات الصهيونية الارهابية والمتوحشة مما اضطرهم إلى النزوح عن قراهم ومزارعهم وبيوتهم وأعمالهم ومصالحهم، كل ذلك يمتحن إيماننا وصبرنا وديننا، ونحن تحت نظر ربّنا جل شأنه ونبيّنا وأئمتنا وصاحب الزمان (عج)  فلا نَكونَنّ مع الظالمين لهم والمقصرّين بحقهم، فهؤلاء المقاومون إنما يدفعون ثمن الدفاع عن لبنان ويستحقون بل من واجب كل لبناني أياً كان انتماؤه السياسي والديني والمذهبي أن يقف إلى جانبهم، فهو واجب وطني وديني وإنساني وبالأخصّ على الدولة أن تقوم بكل ما أمكن في هذا الشأن ومطالبة المنظمات الدولية بالقيام بواجبها في هذا المجال وعدم التعاطي مع هذه المسألة بخلفيات غير وطنية سياسية وطائفية ومذهبية.

والحريُّ بالقوى السياسية في هذه الظروف الخطيرة أن تُظهِر وحدة الموقف الوطني حيال العدوان الصهيوني وتهديداته وعدم استغلال ما يقوم به العدو في السياسة في توجيه الاتهام للمقاومة بخلفيات طائفية ومذهبية فيما يخدم العدو ويبرّر عدوانه على لبنان، فالمقاومة ملتزمة مصلحة لبنان ومراعية لها وما تقوم به تلتزم حدود ردع العدو أن يتمادى في رعونته وتهديداته للبنان مع التأييد المطلق لحق الشعب الفلسطيني في دفع الظلم والعدوان وتحرير الارض من العدو الغاصب والمتوحش والقاتل. وواجب العرب والمسلمين وكلُّ حرٍ في هذا العالم أن يقوم بواجبه في العمل على إيقاف هذا العدو عن الاستمرار في القتل والذبح والتجويع للشعب الفلسطيني وتهديم البيوت على رؤوس الاطفال والنساء وملاحقتهم في العراء ومحاولات تهجيرهم القسري الى الدول المجاورة وتعريضهم لنكبة جديدة، وإيصال المساعدات الانسانية لهم هو من أبسط واجبات المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي بالأخصّ حيث بدا واضحاً تآمر المجتمع الدولي وتَنكُرِه للمواثيق والمعاهدات الدولية التي يدّعي الدفاع عنها .

وهنا أكرّر الدعوة في ظل الازمات الداخلية والاخطار الخارجية إلى ضرورة التلاقي بين القوى السياسية اللبنانية والروحية على كلمة سواء، فتراشق الاتهامات لا يحل أزمة ولا يدفع خطراً ولا بدّ من التواصل بين الجميع، ففي التواصل سوف يُرى أن هناك أسواراً بنتها الأوهام سرعان ما تزول عند التواصل إذا ما أُريد حقاً بناء وطن.

نسألُ الله تعالى أن يلهم الجميع العمل لما فيه حفظ لبنان واللبنانيين وما فيه كرامتهم وامنهم واستقرارهم، كما نتضرّع إليه سبحانه وتعالى أن يكون عوناً للمقاومة في دفع شرّ العدو وأن يعين الشعب الفلسطيني ومقاومته في الانتصار لقضيته العادلة والمحقّة التي أظهرت تآمر المجتمع الدولي ونفاقه وتواطئه مع العدو الصهيوني في العدوان على الشعب الفلسطيني وتأييده العملي لما يقوم به من المجازر الرهيبة، في الوقت الذي يتحدّث فيه زوراً وكذباً عن مواعيد  لوقف القتال يتبادل فيه الغرب الادوار لمنح العدو الفرصة تلو الاخرى ممتنعين عن إصدار قرار عن مجلس الامن لوقف القتال وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية التي يُشكّك رئيسها بارتكاب العدو الصهيوني للمجازر بشكل فاضح وبوضح النهار لإفساح المجال للعدو بتهجير الفلسطينيين وتحقيق صورة نصر لن تسمح المقاومة بتحققها بإذن الله . ولو كان الرئيس الأمريكي صادقاً لما اقتضى منه الامر سوى التهديد بوقف إمداد العدو بالسلاح والذخيرة .

إنّنا نوجّه التحية للشهداء وأهاليهم الذين أخلصوا لقضيتهم المحقّة ونأمل من الله أن يرفع الضيم عنهم.

الرحمة للشهداء والصبر والأجر لأهلهم والشفاء للجرحى والنصر للشعب اللبناني والفلسطيني المظلوم والصابر والمضحي.

كما نحيي المقاومة اللبنانية التي أخلصت لوطنها لبنان وشعبها بكل تنوّعاته فليس يضحي في سبيل وطنه وشعبه الا من يحمل في قلبه المحبة والاخلاص. والتحية لأبنائنا وأهلنا الذين اضطرهم العدو إلى النزوح عن ديارهم التي سيعودون إليها حاملين راية النصر كما حملوها بل أفضل من بعد التحرير عام ألفين وبعد هزيمة العدو المخزية عام الفين وستة والذي لن يكتمل الا بوحدة اللبنانيين على كلمة سواء بإذن الله تعالى .

ونكرر مقولة الامام الصدر الشهيرة أعاده الله واخويه: “إنّ الوحدة الداخلية أفضل وجوه الانتصار على العدو” التي تتبناها المقاومة وبيئتها وتعمل على اساس منها.

  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى