سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب في خطبة الجمعة يدعو السلطة اللبنانية لتصحيح سياستها: السلم والاستقرار لا يتحققان بالفرض والكسر والعزل

 

الحوارنيوز – محليات

دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب السلطة اللبنانية الى تصحيح سياستها،وقال في خطبة الجمعة “ان السلم والاستقرار لا يتحققان بالفرض والكسر والعزل ،بل بالحوار الهادئ والتفاعل البناء”. 

أمّ العلامة الخطيب المصلين اليوم في في مقر المجلس على طريق المطار ،والقى خطبة الجمعة التي استهلها بما ورد في نهج البلاغة عن الإمام علي عليه السلام لجهة التأكيد الكبير على أهمية “الاتعاظ” (اخذ العبرة والتعلم من التجارب) “وغفلة الناس عنه، وهي تأتي في التنبه للامور التي يترتب عليها نتائج اكثر خطورة اذا فاتته لن يتمكن من جبرانها والتعويض عنها، وهي الامور التي يترتب عليها مصيره الأخروي التي هي اما نعيم دائم أو عذاب مقيم”

 

وسال: ما الفائدة لو ربح الانسان الدنيا وخسر الآخرة؟ وما الضرر فيما لو خسر الدنيا ولكنه ربح الاخرة؟ فالعبرة في النتائج، لأن الربح والخسارة الدنيوية زائلة. فالدنيا متصرمة ولا دوام فيها لألم ولا بقاء فيها  لراحة. ولذلك صح ان تجارب الحياة كلها عِبر للانسان لانها زائلة وغير دائمة، فلا يفرط في الاخرة، وليكن عمله لما يدوم لا لما ينتهي ويزول، وحقا لو لم يكن هناك آخرة لما كان للحياة قيمة اومعنى.. فعن علي (عليه السلام): الدنيا لا تصفوا لشارب ولا تفي لصاحب وانه قد خلط صفوها بكدرها. وقد حذر س من الغفلة والإعراض عن المواعظ والعبر الموجودة في الحياة، وشدد على أهمية النظر إلى الأموات والاعتبار بمصائرهم لانه الأخطر والاهم.

 قال س:

  • أوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه، وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم، وطمعكم فيمن ليس يمهلكم!” 
  • وقال: كفى بالموت واعظا ..  فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة، وأن تؤديه أيامه إلى الشقوة!” 
  • فمن الطبيعي ان تكون الحسرة والندامة هي مآل من ضيع ولم يعتبر  والنتيجة هي الخسران المبين 
  • وعن السبب في هذا التضييع وعدم الاتعاظ هو الغفلة والانشغال بالدنيا عن الاخرة والاغترار بها وعدم اخذه هذا المصير بالحسبان 
  • قال س:
  • بينكم وبين الموعظة حجاب من الغفلة والغرة” 
  • وفي كلام آخر له (المغرور من غرته )
  • “إن العاقل نصفه احتمال، ونصفه تغافل” 

  ولذلك يقول محذرا من نتائج  هذا التغافل فيأتيه اجله ويفوت عليه فرصة العود والتوبة:

  • “ألا مستيقظ من غفلته قبل نفاد مدته؟!” 
  • “إن من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد” 
  • ولذلك فإن “الاعتبار منذر ناصح، من تفكّر اعتبر

وكما ان هذه العوامل تمنع الناس عن الاعتبار بالتجارب  لتذكر الاخرة من الغفلة والغرور، كذلك تمنعهم ايضا من الاعتبار حتى للدنيا اذا ما اضفنا لها عوامل الحقد والكراهية والاعتداد بالقوة وحب التغلب والانتقام التي تصم الآذان وتعمي القلوب عن ادراك الحقائق والانصياع لصوت العقل، كما عليه حال البعض من بعض القوى في مجتمعاتنا التي يضيق افقها عن ادراك الحقائق  والمصالح العامة ، منطلقة من المصالح الآنية والذاتية والمحدودة فتضيع الطريق وتختلط عليها المفاهيم ،فلا تميز بين الصديق والعدو ،وبين ان تكون السلطة في خدمة الدولة او الدولة في خدمة السلطة، وان تكون السلطة اداة تستخدمها الدولة لتحقيق مصالحها، اوسلطة تستخدم الدولة لتنفيذ سياسات  دول معادية او معتدية، كما نرى السلطة اليوم في لبنان، التي لا ترى مشكلة فيه الا  المقاومة وسلاحها، ولا ترى مشكلة الا مع شعبها، بينما تتغافل عن مشكلة الاحتلال والعدوان الصهيوني المستمر على سيادة لبنان وشعبه وتطبيق القرار الدولي ١٧٠١ الذي الزم العدو بالانسحاب من الاراضي المحتلة ونشر الجيش اللبناني على الحدود المعترف بها دوليا  ووقف العدوان واعادة الاعمار.

تتغافل عن كل ذلك وتتجاوزه الى افتعال مشكلة مع اهل الجنوب والتضييق على ابناء طائفة بأمها وابيها، وافتعال مشكلة مع المسافرين من أبنائها، مستخدمة التعمية في محاولة تبرير ذلك، بأن الامر ينسحب على جميع القادمين عبر مطار بيروت، بينما الامر يقتصر على ابناء الطائفة دون سواهم، ثم يقال بشكل صريح ان الاعمار مربوط بنزع السلاح، فمصالح من تحققون واوامر من تنفذون وعن اي ميليشيات تتحدثون حينما تتحدثون عن انجازاتكم بسحب سلاحها؟؟

 فللذين لا يفقهون التمييز بين الميليشيا والمقاومة او يقولونها كما هو الصحيح ارضاء لاسيادهم،  هل سيصدق اسيادكم ان هذا انجاز لكم، ام انهم يعلمون انكم اعجز عن تحقيق ذلك؟  انما  المقاومة ارادت الاستجابة لارادة الشعب اللبناني وتجنيب اللبنانيين ويلات الحرب، فلا تعطوا انفسكم بطولات لستم اهلا لها ..نحن ندعوكم الى التواضع بدلا عن هذه الادعاءات الفارغة وعدم استخدام ما قدمته المقاومة طوعا للدولة اللبنانية، وليس هذا انجازا  للسلطة التي تمثلونها للاسف وبهذه الذهنية.

صححوا سياساتكم المسيئة لكم قبل ان تسيء للشعب وللدولة، وليرى الشعب اللبناني انجازا حقيقيا لصالحه على الصعيد الاقتصادي وتحرير الارض واعادة الاعمار، ولا تغطوا على عجزكم ببطولات فارغة، وليكن خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية خارطة الطريق للحل. فالسلم الذي تنشدون، والإستقرار الذي تطلبون ،لا يتحقق بالفرض والكسر والعزل ،بل بالحوار الهادئ والتفاعل البناء ،ولكم في تاريخ هذا البلد عبرة لمن يريد أن يعتبر ..والسلام على من اتبع الهدى. 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى