سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب في خطبة الجمعة: الحرب لم ولن تنتهي لأنها معركة حضارية مع الغرب..ولا تخص طائفة معينة لأن المشروع على مدى الأمة

الحوارنيوز- محليات

رأى نائب رئس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب ان الحرب لم ولن تنتهي لانها معركة حضارية مع الغرب .وتوجه الى اللبنانيين قائلا “إن هذه المعركة لا تخص طائفة وفئة من اللبنانين، وإنما المشروع هو أكبر من طائفة وأكبر من بقعة جغرافية، هو مشروع على مدى العالم العربي ولبنان جزء من هذا المشروع”. 

 

أدى العلامة  الخطيب الصلاة في مقر المجلس بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي جاء فيها: 

ان العدو الإسرائيلي حين احتل فلسطين المحتلة وأراضٍ إسلامية للأمة بعد ان طرد منها أهلها وأصحابها وارتكب المجازر ، لم يكن ينفذ مشروعاً محلياً وإنما هو مشروع دولي كبير يقف وراءه الغرب، وللأسف الأمة استسلمت نتيجة حروب إعتمدت فيها نفس الأساليب التي تعتمدها جيوش العالم، ولأن العالم عربي متخلف ليس لديه صناعات وليس لديه قدرات علمية و كفاءات، وبالتالي حدثت هناك اخفاقات متعددة خاضها مع العدو الإسرائيلي كان المقصود في الواقع  إيصال الأمة إلى مرحلة من الإستسلام لأنه لا تستطيع أن تواجه العدو الإسرائيلي المدعوم من الغرب والشرق ، إذاً كان لا بد أن نخضع لهذه المعادلة ولهذه التوازنات وأن نعترف بالعدو الإسرائيلي وأن نغض الطرف عن كل ما حصل في فلسطين، وهكذا حدث. 

واكد سماحته ان المقاومة هي صناعة الأمة وليست صناعة النظام وليست صناعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة وكنظام وانما كمرجعية، فالإمام الخميني كان يحكم كمرجع للأمة وليس كحاكم، فهو مرجع وليس كحاكم دولة أو كرئيس دولة، وهو اطلق المقاومة ضد الهيمنة الدولية قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، والأمة التي تجاوبت مع هذا النهج المقاوم الذي أسسه في لبنان الإمام السيد موسى الصدر لم يخضع لمعادلة القوة وتوازن القوى في العالم، ومع وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب هذه المقاومة استطاعت الأمة المتمثلة في هذه المقاومة أن تنتصر على إسرائيل وأن تحقق انتصارها الأول الذي كان معجزة، كل الناس لم يكونوا أصلاً يصدقون أنه في يوم الأيام ستستطيع هذه المقاومة أن تنتصر وأن تطرد العدو الإسرائيلي الذي احتل لبنان واحتل عاصمته، كان الناس في يأس والمقاومة استردت هذه الحالة المعنوية وانتصرت في عامل 2000 وطردت العدو الاسرائيلي من جنوب لبنان ، وفي العام 2006 حينما أراد العدو الاسرائيلي أن ينتقم لهذا الانتصار شن الحرب ولكن المقاومة بأسلحتها البسيطة والمتواضعة استطاعت أن تنتصر في هذه المعركة وأن تفشل العدو الإسرائيلي، وهكذا كانت هذه الانتصارات تكبر شيئاً فشيئاً ككرة الثلج حتى استطاعت أن تفرض على العدو الاسرائيلي موازين قوى جديدة وتشكل عملية ردع لعدوانه.

واضاف : في عدوان تموز عام 2006 لم تكن الناس تصدق ان المقاومة يمكن ان تنتصر على العدوان الاسرائيلي بهذه القوة الهائلة المندفعة لتدمير لبنان لتدمير بيئة المقاومة وانهاء المقاومة، كان هناك حالة اليأس عند الكثيرين الذين خرجت صيحاتهم في وجه المقاومة وقالوا الى اين تأخذنا هذه المقاومة، حالة اليأس كانت تقريباً كبيرة جداً عند اللبنانيين وعند بعض الانظمة العربية التي اشتركت في التآمر على المقاومة ولكن المقاومة سجلت انتصار 2006 وكان نصرها مدوياً. واليوم هذه الحرب لم تنته ولن تنتهي لأنها معركة حضارية مع الغرب، لذلك لا يفكرنّ احد بأن هناك نهاية لهذه المعركة مع هذا العدو الذي يسعى لتحقيق اهداف كبيرة  يصرح عنها قادته ، في حين ان هذه المقاومة هي عامل توعية للأمة وإعادة احياء لها، لتعود هذه الأمة وبالتالي لتُصدّق ان لديها قدرات كبيرة وهي قادرة على مواجهة الغرب رغم ما يمتلكه من قدرات ورغم ما في هذه الأمة من مشاكل ومن عورات، ولكن حالة الوعي تكبر شيئاً فشيئاً وبالتالي مصالح الغرب  في هذه المنطقة هي مهددة ومستقبل العالم الغربي ومستقبل الولايات المتحدة الأمريكية ، ولقد اعلنوا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ان العدو الأول لهم هو الإسلام، ولهذا بدأوا يعملون على هذا فاختلقوا الفتن واختلقوا قوى للأسف تتكلم باسم الإسلام وأستخدموا بعض القوى الإسلامية التي غرروها بالموضوع الطائفي، العورة الأساسية التي تحكم نفوس المسلمين للأسف اليوم هي الموضوع الطائفي الذي يستخدم في هذه المعركة التي قادتها داعش في العراق و سوريا والمنطقة العربية والاسلامية، ومن أجل هذا كله كان الاعداد لضرب العالم العربي والعالم الإسلامي ولضرب هذه حالة الوعي التي أنجزتها المقاومة بانتصار 14 آب وإيجاد وضع جديد.

وراى سماحته أن الغرب يستهدف في مؤامراته منطقتنا العربية والإسلامية التي يعتبرها في خلفيات مواقفه وقراراته في أنها يوماً ما كانت تقاتله في البلقان، ودقّت أبواب سويسرا وأوروبا، وكان البحر المتوسط بحيرة اسلامية لا يستطيع اي قارب أن يمر فيه دون أن يأخذ إذناً من الدولة الإسلامية في هذه المنطقة التي تحوي الثروات الطبيعية من الغاز والبترول والمواد الأولية وتشتمل على الممرات المهمة في العالم، لذلك لا يتصور الغرب سقوط هذه المنطقة وخروجها من تحت قيادته، ومن هنا هو مستعد لأن يدمر هذه المنطقة وأن لا تخرج عن سلطته، لذلك نحن اليوم نخوض هذا الصراع ولكن ليس على حساب موازين القوى التي يفترضها وأنه الأقدر وأنه يمتلك الأسلحة المدمرة، لقد جرب ذلك والأمور طبعا نسبية، لقد جرب ذلك في 1982 وما بعد 1982 وجرب ذلك في سنة 2006 والآن في هذه المعركة الكبيرة التي تخاض، هي معركة متقدمة وتقدمنا فيها وانتصرنا فيها، المقاومة كانت في حال صعود إلى أن وصلت إلى المرحلة الحالية، إذا هو في هذه المعركة التي يخوضها من أجل إيقاف هذه المقاومة عند هذا الحد، لذلك هي معركة قاسية معركة قوية ويستخدم فيها كل الأدوات وكل الأساليب التي يمكن أن يخدعنا بها لنتراجع إلى الوراء، ونحن نقول لا تراجع الى الوراء، التراجع إلى الوراء يعني نهاية كل شيء. 

 

من هنا كما ذكرت يستخدم كل الأسلحة ومن جملة الأسلحة الخداع، ان الولايات المتحدة الامريكية تدعي اليوم انها وسيط بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين، في حين هي تقدم كل الأسلحة المتقدمة والفتاكة والمدمرة للعدو الإسرائيلي، بل تشاركه أيضا بحربه على أرض غزة في التخطيط  والتنفيذ، و في دعمه بالسلاح وفي نفس الوقت تأتي وتقول أنها وسيط في هذه الحرب. 

وتساءل سماحته: لماذا يأتي المبعوثون الدوليون ومن جملتهم المبعوث الأمريكي إلى لبنان، ما هي الغاية؟ هل هي الوساطة حقيقة، وانهم  يريدون أن لا تتوسع الحرب ؟ هذا غير صحيح، هم يأتون إلى لبنان لهدف واحد فقط هو الضغط على المقاومة وأن تتراجع المقاومة وأن تستسلم المقاومة للإرادة الإسرائيلية والإرادة الأمريكية والإرادة الغربية التي يُقصد منها فيما بعد إكمال المشروع وهو ضرب المقاومة وضرب أي حالة وعي في هذه المنطقة ، ومن هنا الاصرار الإسرائيلي على الإستمرار في المعركة لأن العدو والغرب من ورائه يرون بأنه إما أن يقضى في هذه المعركة على هذه المقاومة ، وإما أنهم لن يستطيعوا في المستقبل ولذلك كما لم تستطع تهديداتهم في الماضي أن توقف هذا المد وهذه المقاومة وهذه الانتصارات فهم لن يستطيعوا في المستقبل كذلك إن شاء الله. وبإذن الله سبحانه وتعالى كل هذه المحاولات والخداع التي يقوم بها الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية في خداعنا والقول بأن العدو الإسرائيلي يريد إيقاف الحرب ، فهذا خداع لن ينطلي علينا و لن ينطلي على المقاومة، لسنا ضد أن تكون هناك كما في الماضي وقف لإطلاق النار، إذا كانوا يريدون الوساطة فعلاً فليذهبوا إلى الإسرائيلي وليوقفوا أسلحتهم وليوقفوا مد الإسرائيلي بهذه الأسلحة، لماذا يأتون إلينا ونحن المعتدى علينا؟  

واكد سماحته ان العدو الصهيوني هو الذي يهدد بالخراب وهو الذي يهدد بالتدمير ويهدد بإرجاعنا إلى العصر الحجري، وهذا كلام فارغ وكلام غير صحيح انما هو لخداعنا، ولكنه في الواقع سيستمر في هذه المعركة بشكل أو بآخر، نحن مع وقف الحرب على شعب غزة ومع وقف تهديم وتخريب بيوتنا في جنوب لبنان، ان المقاومة وبيئة المقاومة بصبرها وبثقتها بالله سبحانه وتعالى وثقتها بقدرة المقاومة التي أثبتت دائما أنها على قدر المسؤولية وأنها قادرة على مواجهة هذا العدو الإسرائيلي وأنها تخطط بذكاء وتتصرف بذكاء وبحكمة أنها قادرة على الوقوف في وجه هذا العدو الإسرائيلي، وكل هذه التهديدات لم تخف هذه البيئة وستبقى هذه البيئة إلى جانب المقاومة حتى تحقيق النصر بإذن الله سبحانه وتعالى.

واردف: خطابنا إلى اللبنانين جميعاً أن هذه المعركة لا تخص طائفة وفئة من اللبنانين وإنما المشروع هو أكبر من طائفة وأكبر من بقعة جغرافية، هو مشروع على مدى العالم العربي ولبنان جزء من هذا المشروع، لذلك هناك محاولات لتقسيم لبنان بالقول ان المقصود الطائفة الشيعية وأن الطوائف الأخرى ستكون بمعزل عن هذه الحرب، فهذا غير صحيح، أنتم ترون أن لبنان بجميع أبنائه وفئاته بشكل أو بآخر حينما يستهدفون الطائفة الشيعية يريدون عزل الطوائف الآخرى عن الوقوف في وجه العدو الإسرائيلي والدفاع عن لبنان وعن مصالحه، لبنان كله يتأثر، أليس وجود الفلسطينيين في لبنان الذين هجروا من ديارهم وارضهم إلى لبنان، ألم يؤثر على لبنان؟ أليس وجود السوريين في لبنان يشكل خطراً على كل اللبنانيين وعلى الصيغة اللبنانية؟ اذاً لن يكون احد بمعزل عن تداعيات هذه الحرب، الجميع هم في عين العاصفة، ولذلك المطلوب اليوم من اللبنانيين أن يكونوا على قدر المسؤولية، وان يقفوا جميعاً  جنبا إلى جنب  بالتعاون في ما بينهم لمواجهة تداعيات هذه الحرب ولمواجهة هذه الحرب. وألا يخوض بعضهم حرب اسرائيل على المقاومة، وألا يكون شريكا لاسرائيل بهذه الجريمة التي لا ترتكب فقط في غزة وانما ترتكب أيضا في لبنان، وبالتالي علينا جميعاً ان نتضامن خلف هذه المقاومة لتكون هذه المقاومة حينئذن أقوى وأقدر وأكثر راحة في مواجهة هذا العدو، و المقاومة كفيلة إن شاء الله بدفع هذا العدو، أسأل الله سبحانه وتعالى النصر للمقاومة و أن يتنبه اللبنانيون وأن يكونوا أكثر وعياً لمسؤولياتهم في هذه المرحلة الخطيرة، وكما انتصرنا إن شاء الله في 2006 سننتصر في هذه المعركة بحول الله وقوته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى