العلامة الخطيب في خطبة الجمعة:مواثيق وقوانين الحضارة المادية المعاصرة حبر على ورق
الحوار نيوز
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “أن الحضارة المادية المعاصرة التي استبعدت القيم المعنوية من اجندتها وتعاملت مع البشر على أنهم مجرد أرقام يسهل عليها حذفها بشطحة قلم دون أن يرف لها جفن”.وقال إن “كل ما وضعته من مواثيق وقوانين ليست الا حبراً على ورق حين اقتضت مصالحها ذلك، وعلى رأسها الولايات المتحدة والأنظمة الغربية التي تتعاطى اليوم مع شعوبنا بالقهر والغلبة وبالاخص مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة الذي يتعرض للابادة الجماعية بحماية ودعم كاملين منها”.
وكان العلامة الخطيب أدى الصلاة في مسجد لبايا، بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي تناول فيها الفضائل التي نادى بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ودرج عليها أهل البيت وهي:
أولا ً، التزام منطق الصدق مع أنفسهم ومع غيرهم وهو مبدأ سلوكي في الحياة لا يتغير بتغير المصالح.
ثانياً:الاقتصاد في الملبس وهو نهج في التواضع وعدم الخضوع للمظاهر الخادعة كما هو حال المترفين.
ثالثا :عدم التكبر الذي يعبّر عنه المشي على هيئة معروفة تعبّر عن العجرفة والترفع على الآخرين من الفقراء وأصحاب الدخل المتواضع، وهو يعبّر عن النقص في الشخص الذي يحاول ان يسده عبر هذا السلوك الذي يفتقد الشخصية المتوازنة ويرى ان الكمال الانساني بما يمتلكه من معرفة وقيم واخلاق فيزداد تواضعا كلما استزاد منها.
رابعاً: غض البصر عما حرم الله النظر اليه، لان ارتكاب الحرام يبدأ بالاغراء الذي اول ما يكون بالاعجاب به عن طريق البصر، فالاغضاء عن الحرام صد للشيطان.
خامساً : السيطرة على السمع لانه الباب الذي يدخل منه الشيطان فلا يسمح له بالاشتغال في غير ما فيه خيره ، وهو العلم النافع الذي يرفع من معرفته ويجعل منه عنصرا يفيد المجتمع اما الاستماع إلى الدعوات الباطلة أو يجعل منه عنصرا يضيع وقته ويتلفه فيما لا ينفع .
يقول تعالى : [ ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ]، فالسمع والبصر طريق الفؤاد ، و طريق لنقل الحق والباطل من عقيدة حقة او باطلة، فلا تجعله طريقا للباطل وأدّه حقه وان من حقه ان تستخدمه فيما يؤدي الى الله تعالى.
سادساً: ان لا يؤثر عليه تقلب الأحوال ان لا تبطره نعمة ولا تيأسه نقمة، لا يشغلهم شيء عن رضا الله سبحانه فهم في شوق إلى الحياة الحقيقية كما هم على وجل وخوف من عقابه، لأنهم على يقين به وبوعده لذلك فهم بين الخوف والرجاء.
وخلص إلى القول: بهذه المواصفات أراد أهل البيت وعلى رأسهم أمير المؤمنين ع صناعة الانسان المؤمن والمتوازن والمستقر نفسياً، فلا يعيش الانحطاط النفسي والقلق من تقلبات الدهر لان همه الفوز الاخروي الذي يكون عبر استغلال الحياة بما يوصله الى الفلاح في الدنيا والاخرة ، الامر الذي يفتقده أولئك الذين لايمتلكون هذه الرؤية أو يمتلكونها ولكنهم لا يعيشونها سلوكاً وعملا ً، وهو ما ابتلى به الإنسان في المجتمعات المعاصرة حيث افتقد هذه العناصر من الفضائل واقتصر همه على إشباع غرائزه وتحقيق اطماعه، فافتقد الأمان والاستقرار واستبد به القلق والخوف وتملكه اليأس. هذا هو نتاج ما يسمى بالحضارة المادية المعاصرة التي استبعدت القيم المعنوية من اجندتها وتعاملت مع البشر على أنها مجرد أرقام يسهل عليها حذفها بشطحة قلم دون أن يرف لها جفن، وتبيّن ان كل ما وضعته من مواثيق وقوانين ليست الا حبراً على ورق حين اقتضت مصالحها ذلك وعلى رأسها الولايات المتحدة والأنظمة الغربية التي تتعاطى اليوم مع شعوبنا بالقهر والغلبة وبالاخص مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة الذي يتعرض للابادة الجماعية بحماية ودعم كاملين منها، وعلى الرغم من اقرار المنظمات الدولية وادانتها للكيان الصهيوني الغاصب ولكن منطق الحق على الرغم من كل ذلك سينتصر، وان اصرار الشعب الفلسطيني على انتزاع حقه بصبره وتضحياته وشجاعة المقاومة رغم اختلال موازين القوى وطبيعة الظروف القاسية والحصار المفروض عليه سيجبر العالم على الانصياع لارادته الصلبة في التحرر وبناء دولته على ارضه، ولن تنكسر. وان رهن بعض القوى الداخلية الحل للمشكلة اللبنانية بما ستؤول اليه المعركة في غزة رهان خاسر، فلن يفلح المشروع الغربي بإلابقاء على دولة الفصل العنصري في فلسطين ليتحقق حلم الساعين إلى دويلات مذهبية وطائفية في لبنان والمنطقة، فالحل لن يكون الا لبنانيا وبالاستجابة العاقلة للدعوة الى الحوار وإنتاج الحل وفقا لمصلحة لبنان ومقتضيات حمايته من العدوان الاسرائيلي العاجز عن حماية نفسه أمام المقاومة التي ستجبره على القبول بشروطها طال الزمن أو قصر.