العلامة الخطيب في خطبة الجمعة:على خطى الإمام الصدر وقادة المجلس الشيعي لبناء الدولة القوية العادلة ..ولنا ثقة برئيس الجمهورية وسعيه لحفظ لبنان وسيادته
الحوارنيوز- محليات
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “على المهمة التي حملها المجلس بقيادة الامام السيد موسى الصدر وسائر قادة المجلس مع سائر اللبنانيين المخلصين لوطنهم، الذين تابعوا مسيرته وحملوا معه وبعده مهمة بناء الدولة القوية العادلة دولة المواطنة”.
وأعرب في خطبة الجمعة عن “الثقة بصدق فخامة رئيس الجمهورية ووطنيته في ما سمعناه، وارادته وسعيه لحفظ لبنان وسيادته ،وقد قال إنني لا استطيع فعل ذلك وحدي،وأن يدا واحدة لا تصفق”.
وكان العلامة الخطيب أدى الصلاة في مقر المجلس في الحازمية وألقى خطبة الجمعة وجاء فيها:
قال تعالى مخاطبا رسوله (ص): (فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ).
ايها الاخوة،
لقد سبقت هذه الآية المباركة آية اخرى توضح لنا ما أمر رسول الله (ص) بالدعاء اليه في قوله جلّ وعلا “ فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ “.. ثم أمره بالاستقامة..
هناك في الواقع نهجان ومسلكان اختلف الناس بينهما: فئة نهجت ما تدعو اليه الفطرة البشرية التي هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وفئة اخرى نهجت وفق ما مالت اليه الأهواء. وقد امر الله تعالى نبيه، ومن خلاله الناس، ان يأتمر بما يتوافق مع الفطرة . وفي الواقع ان الكثير من الناس تلتبس عليهم الأمور، فإلى من يستمع ومن هي المرجعية التي يجب ان يعود اليها عندما تتنازعه الاتجاهات، ويترتب على الاختيار بينها ربح كبير او خسارة كبيرة أيضاً، وخصوصا في القضايا الخطيرة التي يترتب عليها مصير امة او شعب، حين يكون في موقع مسؤولية خطيرة، ويوضع بين امرين كلاهما صعب، كالحرب والسلم على سبيل المثال، حيث يتعرض لضغوط كبيرة ويترتب على ذلك مصير أمة او بلد او عدد كبير من الناس وهو بين ان يختار الحق ويدفع الثمن من حياته او اهله اوأصدقائه، او يختار ما يجنبه دفع هذا الثمن ويحميه ومن يُحب، من تحمل تبعاته.
هنا يحدد الله سبحانه الميزان في الاختيار، وان من يجب اختياره هو ما يخالف الهوى. فالنفس تهوى الراحة من التبعات الثقيلة، وتختار اهون السبل واقل الاثقال، فلا يمكن اتخاذ هوى النفس ميزانا لتحديد الموقف الصحيح. وهنا تتنازع داخل النفس اي الامرين يختار، فمنهم من يختار ان يخضع لهوى النفس، وآخرون يتمتعون بقوة الارادة ويتمسكون بالقيمة الأخلاقية، ومع اختلاف المصالح وتعارضها، ويقع الاختلاف بين هذين الاتجاهين فتتدخل هذه الخلفية بين الاخلاقية واللا اخلاقية في السلوك الذي يتوافق مع التزام كل منهما، وعلى اساس هذه الخلفية يختلف تحديد مفاهيم كثيرة كالوطنية والعمالة والانتصار والهزيمة والحق والباطل والقوة والضعف والظلم والعدل، وما يجوز ارتكابه وما لا يجوز، فلا معنى لكل هذه المفاهيم لدى اصحاب هذا الاتجاه الذي سمي بالاتجاه المادي واتخذ الهوى والمصلحة مبدءاً له، على خلاف الاتجاه الآخر الذي اتخذ القيم الأخلاقية مبدءا له ومعيارا لما يجوز ارتكابه وما لا يجوز، وتكون للمفاهيم المعنوية قيمة لديه، كالعدالة والوطنية والخيانة والتضحية وغيرها من المفاهيم، معنى للوطنية والاختلاف بين اصحاب هذين الاتجاهين، ما يُفضي الى الصراع الحتمي بينهما،بين الملتزمين بالقيم الاخلاقية وبين القيم اللااخلاقية، وسيختلف النظر الى معنى الانتصار والهزيمة والعدل والظلم عند كل منهما. فالحسين استشهد ولكنه انتصر، ويزيد انهزم وخسر المعركة بمقياس القيم الأخلاقية، وان استطاع ان يقوم بالجريمة. هو قام بالجريمة ولا يستطيع أحد ان يدافع عن جريمته الا مجرم اتخذه إماماً له. هو سجّل نفسه مجرما تاريخيا، أما الحسين فقد سُجِّل في التاريخ انه سيد الشهداء الى يوم القيامة، وفي سجل الخالدين ومثالا يُحتذى للبشرية، وأحيا بشهادته قيم الحق ومعنى العدل والظلم ومعنى الاستشهاد والاستسلام والهزيمة، وبعث في الامة روح الرفض للظالمين والمواجهة، وهو حي طالما كانت هذه المعاني موجودة تحيي الامة وتبعثها من جديد، وكل قيم الحق والعدل والجمال والانسان يأخذ قيمته بما يحمله من هذه القيم. أما يزيد وان استطاع قتل الامام الحسين وان يشعر مؤقتاً بالانتصار، لكنه كان انتصاراً زائفاً ووهمياً، فقد استحق اللعن الى يوم القيامة.
ايها الاخوة،
ويحضر هذا الواقع في اولئك الذين يندفعون للوقوف الى صف العدو ويقاتلون المقاومة التي دافعت عن الوطن وأهلها وحررت ارضها، واعادت لهم الكرامة الوطنية. اما اولئك فيفرحون لخسارة لبنان ويحزنون ان ربح ويقلبون الحقائق.. ويُسمّون الخسارة للبنان ربحاً والربح خسارة، فماذا يمكن ان نسمي هذا؟.
لقد كان واضحاً ان هناك صفّان متقابلان: صفّ حلفاء العدو الاسرائيلي المسمى بالصهيونية العالمية وعلى رأسه الولايات المتحدة، وصف الحلف الوطني القومي القائم على اساس أخلاقي قيمي انساني. إنّ واقع ما نعايشه من ازمات في بلدنا هو ازمة قيمية واخلاقية، والازمات السياسية وغيرها نابعة من الازمة الأخلاقية.
والمعركة التي خضناها ونخوضها ليست مجرد معركة مادية من اجل استرجاع حق مادي وكفى، وليست معركة خسارة قطعة من الأرض، وانما هي مسألة الإنتصار للحق والشهادة له والانتصار على الذات.
إننا نعتبر ان كل من يخوض المعركة بخلفية قيم الحق والعدالة إنما إمامه علي ابن ابي طالب، وكل من يخوض المعركة بخلفية قيم يزيد فإمامه يزيد بن معاوية.
أيها الاخوة،
إنّ ما يجري في لبنان ليس مواجهات سياسية على أساس بناء دولة، بل مناكفات بعقلية جاهلية وقبلية تذكرنا بحروب “داحس والغبراء” وقيمها الجاهلية. فحروبهم داخلية في الزواريب على اساس المغانم الصغيرة وتنفيذ اجندة غريبة، وليس فيها مصالح وطنية.
اما المقاومة فحربها ليست داخلية، وانما تقوم على خلفية الحق والعدل وفي سبيل لبنان ومواجهة الاعتداءات والأطماع الصهيونية ونصرة قضايا الامة ومبادئها الكبرى، ولو على مستوى الالتزام، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
إن الصراع في فلسطين المحتلة مع العدو هو الفيصل بين هذين الحلفين، وهي معركة طويلة الأمد، لأنها معركة استعادة الامة لتخوض معركتها، وليس معركة اعدائها.. ولهذا لا بد من الصبر والحنكة لكشف هذا الفئة امام الجمهور من ابناء الامة التي تُستخدم، عبر إثارة الصراعات الطائفية والفتن المذهبية واثارة المخاوف بين فئاتها المختلفة واعطاء الصراع هذا البعد القذر.
نحن الآن وبعد هذه التجربة المريرة، لم يستطع العدو ان يحقق احلامه بالقضاء على المقاومة، ولكنه سجل نقطة خطيرة على الامة واستطاع خديعتها والاستقواء عليها واعطاء المعركة بُعداً مذهبياً قذراً، وبهذا فقد سجّل نقطة على الامة وليس على المقاومة. فلتكن استراحة محارب، ولنعطي لأنفسنا ولها المجال لإعادة الحسابات، وخصوصاً على المستوى الوطني، وإعادة التفكير في طريقة خوض هذه المعركة التي يقع في اولى اهتمامنا ان نربح انفسنا وامتنا. فماذا ينفع ان ربحنا معركة مع العدو ولم نربح انفسنا وامتنا وابناء وطننا، كما يقول السيد المسيح (ع) وكما ورد في إنجيل متى( 16: 26) … “لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟”.
فهناك التباس كبير يجب حلّه ويتوقف على تهدئة الساحة الداخلية سواءً على المستوى الوطني أو العربي أو الإسلامي.اما على المستوى الوطني كما يقال فليست المستأجرة كالثكلى، فنحن ام الصبي وقد دفعنا أثماناً غاليةً جداً وحملنا حملاً لا يحمله احد. كل ذلك من اجل لبنان، حمايةً له من عدو طامع يريد استخدام شعبه لتحقيق اهدافه في المنطقة. ولذلك فإن ما يهمنا هو حماية لبنان وشعبه بتنوعاته المختلفة التي يرتبط وجودها، بعضها بالبعض الاخر، واي واحد منها يتعرض وجوده للخطر فلن تكون المكوّنات الاخرى بمنأى عنه. فلا بد اولا من الحفاظ على لبنان ووحدته الداخلية كما سائر البلاد العربية والاسلامية التي هي اليوم في قلب الخطر. فالاولوية هي للحفاظ على هذا الوجود وسيتعزز مع الوقت عند الشعب اللبناني والامة هذا الشعور، لأن طبيعة العدو هي طبيعة عدوانية توسعية، وسيكتشف المخدوعون بالحماية الدولية ان لا حماية الا للعدو الصهيوني، وان الذين يعادون المقاومة قد نصبوا للبنانيين وابناء امتنا فخاً خطيراً ، وسيتخلون عنهم لحظة الحقيقة كما فعل رأس النفاق في المدينة المنورة عبدالله بن أبي سلول مع اليهود، وهو قياس مع الفارق، اذ بعد أن حرّضهم على نقض المعاهدة مع رسول الله (ص) ومقاتلته ووعدهم بالوقوف الى جانبهم ونصرهم حتى اذا وقعت الحرب خذلهم ولم يقف الى جانبهم، ووجدوا انفسهم يخوضون المعركة وحدهم مخذولين حتى قضي عليهم.
لذلك أيها الأخوة، نؤكد على المهمة التي حملها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بقيادة الامام السيد موسى الصدر وسائر قادة المجلس مع سائر اللبنانيين المخلصين لوطنهم، الذين تابعوا مسيرته وحملوا معه وبعده مهمة بناء الدولة القوية العادلة دولة المواطنة، وسنكمل هذه المسيرة بإذن الله تعالى، ولن نتخلى عنها وان العملية ستكون سلة واحدة مع الاصلاح الذي سيكون مدخلاً الى حل موضوع السلاح. وأًكرّر هنا ان السلاح ليس مقدساً، بل كانت للسلاح غاية فُرضت على حامليه عندما احتل العدو أرضنا واستباح سماءنا وغابت الدولة التي يفترض أن تحمي أهلها وناسها. فنحن من يريد ان تتحمل الدولة مسؤولية حماية لبنان وشعبه من العدوان الإسرائيلي، وان يتحمل اللبنانيون جميعاً هذه المسؤولية التي أبت هذه القوى بناءها وتحمّل هذه المسؤولية، ونفضت يدها منها.. كان هذا موقفنا وسيبقى وعلى الاخرين ان يشاركونا هذه المسؤولية، وسوف نتابع هذا الموضوع بكل جدية الى جانب الاحرار من ابناء هذا البلد، وهذا متوقف على خلق الثقة عند المواطنين إنْ الدولة خطت الخطوات اللازمة والجدية التي تمكنها من ردع العدوان وتحقيق الامن والاستقرار.
وينبغي ان يكون هذا هو اول اولويات الحكومة المدرجة على جدول اعمالها لتسير الامور كما ينبغي، والا فإن الذين يحددون لها عنوان المرحلة بعنوان حكومة نزع السلاح، فإنهم يريدون لها ان تحقق اهداف العدو ليخلو له طريق احتلال لبنان وتمكينه من الحاق جنوبه بالجليل وزرعه بالبؤر الاستيطانية. فنحن من طالبنا بالدولة وتمكين الجيش الوطني من مواجهة العدو وحماية ارضه وشعبه وبناء الدولة القوية العادلة، دولة المواطنة، ولا بد من بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها ببناء القدرة الذاتية للجيش التي تمكّنه من ردع العدو، ووجود الارادة الحقيقية لدى الحكام والمسؤولين بذلك، لا مجرد وعود او الاكتفاء بالتعويل على المقررات الدولية التي طالما أطنّوا آذاننا بهذه المقولة السخيفة، فلم يمنعوا احتلالاً ولم يحرروا أرضا، وانما كان همهم الاول كيفية الانتصار على خصمهم الداخلي.
ولا شكّ ان لدينا ثقة بصدق فخامة رئيس الجمهورية ووطنيته في ما سمعناه، وارادته وسعيه لحفظ لبنان وسيادته، وقد قال إنني لا استطيع فعل ذلك وحدي، وأن يداً واحدةً لا تصفق. وانا أكرّر القول ان السلاح ليس مقدساً لدينا، ولكن المقدس هو كرامتنا التي ان لم تقم الدولة بحفظها ولن نفرط بها، وتطبيق القرار ١٧٠١ هو في جنوب الليطاني، وقد التزمنا واثبتت المقاومة التزامها بها الى حين انقضاء الستين يوماً رغم خرق العدو هذا الاتفاق بشكل فاضح، واعتدائه على الجيش اللبناني وقيامه بالتدمير الوحشي للقرى وعمليات القصف براً وجواً وقتل المواطنين، ولم تقم الدول التي ضمنت تطبيق الاتفاق والمشرفة عليه، الولايات المتحدة وفرنسا، بالايفاء بالتزاماتها وردع العدو عن الاستمرار بخرق وقف اطلاق النار وتطبيق الاتفاق.
نحن نعلم ان الجيش الوطني لديه الارادة والشجاعة في الدفاع عن حياض الوطن، ولكن الجيش اللبناني يحتاج الى وقت ليبني قدراته ويهيء عديده ليستطيع القيام بمهماته، لذلك فإن الامور يجب ان تسير وفق مسار منطقي وخطوة بخطوة كما ذكرنا، لتأخذ الدولة مهماتها في الدفاع عن الوطن. فالمقاومة بديل اضطراري وقد وجدت حين لم يكن هناك دولة، فلتُبنى الدولة لتقوم بمهمة الدفاع عن الوطن والشعب. ومع ذلك نكرر قناعتنا وثقتنا بفخامة الرئيس وبرؤيته ووعوده في بناء الدولة القوية العادلة.
ايها الاخوة،
نحن ما زلنا كما في كل الفترة السابقة على مواقفنا الى جانب المقاومة لم نغادرها، وخصوصاً في كل فترة العدوان منذ خمسة عشر شهراً، وبالأخص في العدوان البربري الوحشي في الخمس والستين يوماً حيث استشهد القادة من ابطال المقاومة، وكان امتحان للبنانيين للتمييز بين الصادقين والمزايدين، نطلق مواقفنا دون خوف او وجل. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً وصمد رجال المقاومة وقلبوا الموازين التي اختلت لبرهة قصيرة، ظنَّ بعض هؤلاء بالله الظنونا، وكان الله الى جانب المقاومين فأفشل على ايديهم اهداف العدو ولم يستطع تحقيق اي من أهدافه، لا في لبنان ولا في غزة، فما زالت للمقاومة، سواء في غزة او لبنان، بأسها الذي يحسب لها العدو الف حساب، ولو لم يكن لها هذا البأس لما اضطر مُرغماً على توقيع الاتفاق معها في لبنان الذي اتبعه بالرضوخ الى مطالب مقاومة اهل التضحيات والصبر في غزه الابطال، بالتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار دون تحقيق اي من اهداف الحرب الهمجية والابادة التي اشعلها. فلا هو قضى على المقاومة ولا استطاع اقتلاع اهل غزة من ارضهم. فتحية الى غزة واهل غزة الابطال والشرفاء الذين تمسكوا بارضهم ولم يتخلوا عن مقاومتهم واجبروا العدو على الرضوخ لمطلبهم، وإعادة أسرى العدو وفق شروط المقاومة، اي عبر التفاوض رغم كل الدعم الذي تلقاه من المحور الصهيوني الدولي، وعمليات المذابح في ابشع جريمة إنسانية، على الاقل في التاريخ المعاصر، فلا تشبهها جريمة الا ربما جريمة البوسنة التي ستبقى تلطخ جباههم ووجوههم طوال التاريخ، أولئك الذين يرفعون شعار حقوق البشر والحقوق الإنسانية.