العلامة الخطيب في خطبة الجمعة:الإعتداءات الإسرائيلية من دون مبرر لا تبشر بالخير..ونخشى أن تؤدي إلى انفجار البلد

الحوارنيوز- محليات
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن “ما تشهده الساحة اللبنانية من صلف إسرائيلي في ظل الإعتداءات المتواصلة من دون رادع ،لا يبشر بالخير والإستقرار ،وأخشى ما نخشاه أن يؤدي ذلك إلى إنفجار داخلي نتيجة تماهي بعض القوى السياسية مع العدوان الصهيوني ،وفي ظل عجز السلطة عن لجم هذا العدوان،في وقت يعتمل الغضب والإحتقان في نفوس شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يشعرون بالعزلة والتخلي عنهم” .
وحذر “من هذه السياسات التي قد تعيد البلد إلى مستنقع الحروب الأهلية والإنفجارات ،ونرى أن الأولوية الأولى في هذه المرحلة هي لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية وتأمين الأجواء الملائمة لعودة أهالي الجنوب إلى أرضهم وبلداتهم آمنين مطمئنين والبدء بإعمار ما تهدم ،وبعد ذلك يُفتح باب الحوار الداخلي لمعالجة القضايا المطروحة”.
وكان العلامة الخطيب أدى الصلاة في مقر المجلس في حارة حريك في ظل العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب، وألقى خطبة الجمعة التي ركز في مستهلها على نهاية شهر رمضان ومعاني الصوم ويوم القدس،وخلص إلى القول:
في هذه الظروف بالذات بعد العدوان الغربي الوحشي على يد الغدر الصهيوني،ثمة التزام اتجاه الشهداء وعوائلهم وايتامهم، اتجاه التضامن والوحدة في مواجهة الحرب التي ما زالت مستمرة على اهلنا وقرانا بالحصار المفروض، ومنع اعادة الاعمار والضغط السياسي لفرض التطبيع.. هذه كلها تفرض التزامات وطنية لمواجهتها ومنع العدو من تحقيق اغراضه. فلا يجوز التعاطي مع الاسرائيلي وداعميه على اساس اننا مهزومون، وان نفرط بحقوقنا السيادية ونستسلم لارادة العدو ونعطيه ما لم يستطع تحقيقه في الميدان.
نحن جرحنا وسقط لنا قادة وشهداء ودُمرت قرانا، ولكن هذا لا يعني اننا هُزمنا .هذه مقاييس يقبل بها المهزومون الجبناء من الاساس الذين تعاملوا مع العدو منذ زمن بعيد بروحية الاستسلام، وليس حالة جديدة ،وما هكذا تتصرف الامم امام الغزاة والعدوان، وانما بإعادة الحسابات وترميم الصفوف لجولة اخرى مع العدو الذي لا يتعاطى معنا على اساس انه المنتصر واننا المهزومون، بل على العكس من ذلك وان تصرفاته تدل على خوفه ومآزقه الداخلية والخارجية وحسابات المستقبل القادم ..هذا على اساس الحسابات المادية، اما على مستوى الحسابات العقائدية فالنصر لنا وعد الهي محتوم ، والهزيمة مكتوبة بين عينيه وان اظهر عتوّا وصلفا، وان يوم القدس الذي اعلنه الامام الخميني قدس في آخر يوم جمعة من شهر رمضان لم يكن عبثا، وانما ايمان بالوعد الالهي المحتوم ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)
تحية للامام الخميني الراحل وللجمهورية الاسلامية قيادة وشعبا الذين لم يخذلوا لبنان وفلسطين ويدفعون ثمن التزامهم بنصرة القدس والأمة، تلبية للنداء الالهي وللامام موسى الصدر الذي خاطب ابا عماربالقول: اعلم يا ابا عمار ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين.
وتحية الى شهداء فلسطين والى شهداء لبنان والمقاومة، قادة ومقاومين ،استشهدوا ليبقى يوم القدس حيا في قلوب وعقول شعبنا وامتنا، وسلاما لاهلنا الصابرين المرابطين الواقفين كالجبال الشم، لم ولن تزعزعهم العواصف او تثني عزمهم الجراحات. طبتم وطاب جبل عامل الأشم، وغزة الأبية الصابرة، والضفة وكل فلسطين، والرحمة للشهداء والشفاء للمرضى والعزاء لأهل الشهداء، والتحية لكل شعوبنا التي وقفت وما زالت تلتزم نصرة فلسطين وقضيتها العادلة والمحقة .
أيها الأخوة
إن ما تشهده الساحة اللبنانية من صلف إسرائيلي في ظل الإعتداءات المتواصلة من دون رادع ،لا يبشر بالخير والإستقرار ،وأخشى ما نخشاه أن يؤدي ذلك إلى إنفجار داخلي نتيجة تماهي بعض القوى السياسية مع العدوان الصهيوني ،وفي ظل عجز السلطة عن لجم هذا العدوان،في وقت يعتمل الغضب والإحتقان في نفوس شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يشعرون بالعزلة والتخلي عنهم .
لقد قلنا ونكرر إننا نضع ثقتنا ورهاننا على الدولة اللبنانية العادلة لتحقيق الضمانات لكل اللبنانيين ،كمدخل إلى الأمن والإستقرار،لكننا ،حتى الآن لا نرى ما يطمئن في هذا المجال أبعد من التمنيات ،فيما يوغل العدو المحتل قتلا وتدميرا واغتيالا في فئة بعينها للضغط على لبنان كله من أجل الرضوخ لأهداف العدو ومن خلفه الراعي الأميركي،للدخول في مفاوضات مباشرة للتطبيع مع الكيان الغاصب.
وإننا إذ ننوه بموقف العهد والحكومة لجهة رفض التطبيع ،ونثمن المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية، فإن ثمة من يدفع الثمن يوميا من دمه وممتلكاته ومصيره ،بينما يذهب البعض إلى تشجيع العدو بصورة سافرة للمضي في هذا التوجه ومن دون خجل ،وينظر إلى الأمور بعين واحدة ،وفي وقت أخذت تنشأ كيانات سياسية جديدة تنادي بالتقسيم والفدرلة وغير ذلك من إشارات التباعد بين الشرائح اللبنانية.
لذلك فإننا نرفع الصوت عاليا ،محذرين من هذه السياسات التي قد تعيد البلد إلى مستنقع الحروب الأهلية والإنفجارات ،ونرى أن الأولوية الأولى في هذه المرحلة هي لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية وتأمين الأجواء الملائمة لعودة أهالي الجنوب إلى أرضهم وبلداتهم آمنين مطمئنين والبدء بإعمار ما تهدم ،وبعد ذلك يُفتح باب الحوار الداخلي لمعالجة القضايا المطروحة.



