سياسةعاشوراء

العلامة الخطيب في احتفال العاملية بعاشوراء: ليس من واجبنا ان نتحمل وحدنا تبعات مواجهة العدو الإسرائيلي

 

الحوارنيوز – عاشوراء

 

أحيت الجمعيـة الخيريـة الإسلاميـة العامليـة، ذكـرى العاشر من المحـرم في باحة الكلية العاملية في رأس النبع، حضرها ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب محمد خواجة، ممثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحاج حسن، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، النائب ملحم خلف، الوزيران السابقان فوزي صلوخ ورشيد درباس، مفتي بلاد جبيل وكسروان العلامة الشيخ عبد الأمير شمس الدين،  وحشد ما الشخصيات  

كما حضـر الإحتفـال عـدد من المديرين العاميـن وكبـار العسكريين والقضـاة وشخصيـات سيـاسية وفكـريـة وإعلاميـة وأساتذة جامعـات وهيئـات شبـابيـة وأهليـة وثقـافية وجمـع من المؤمنين .

إستقبـل الحضـور وأشرف علـى الترتيبـات رئيـس الجمعيـة يـوسف محمد بيضون وأعضاء مجلس أمناء الجمعية والموظفـون الإداريـون وفـرقـة من جـوالـة الكشـاف العـاملـي . وتـولى التعريف وقـدم الخطباء مديـر مكتب الجمعيـة محمـد موسـى حمـادة. وتـلا القارىء الشيـخ بلال صلاح يموت آيـات بينـات من القـرآن الكـريـم.

 

الخطيب

وألقىالعلامة الخطيب كلمة قال فيها: “في هذا اليوم المهيب العاشر من المحرم الذي اعتاد المسلمون الشيعة الاحتفال به تعظيماً لصاحب الذكرى الذي هو سبط رسول الله وإمام من أئمة المسلمين  ولهول الفاجعة وفظاعة ما ارتُكب بحقّ رسول الله وأهل بيته وبحق الامة وطالما كان لصاحب المناسبة هذه المنزلة التي لا يدانيها منزلةً. وهل كان للإمام الحسين ان يقوم بهذه التضحيات الهائلة بنفسه الشريفة وبأهل بيته الا ان يكون مصير الرسالة قد بلغ هذا الحد من الخطورة بأن تكون أولا تكون، أي  لامس خطر الوجود وان يتوقف انقاذها على استشهاده”.

أضاف: “إن الثورة الحسينية هي ثورة من أجل الحفاظ على القيم الانسانية والالهية وهي ليست ثورة ذات أهداف مذهبية ولا سلطوية وانما دفاع عن الامة ورسالتها في الحياة التي تنتهي بانتهائها، ونحن إذ نُجدّد في كل عام ذكراها فإنما لنجدد ارتباطنا بهذا النهج وبالقيم التي استشهد الامام الحسين من اجلها ولنعيش كربلاء بأحداثها وخصوصياتها كأننا نشارك فيها مواجهة الظلم والانحراف والفساد نتعرف على عظمة الحسين ونعي أهمية معانيها وأهدافها، فعاشوراء مدرسة متجددة ثقافية واجتماعية وسياسية تحمل أهدافاً إنسانية، وهي ليست ثورة مذهبية ومن أجل أهداف مذهبية أو لتسجيل موقف مذهبي أو طائفي كما يحلو لبعض السذج أو لبعض المغرضين من الابواق المعادية التي تريد القضاء على كل مقومات المواجهة للطامعين بتاريخ امتنا وثرواتها واستعادة مكانتها والمعادين لها والمتضررين منها والخائفين من هذه الثقافة على مصالحهم من الداخل والخارج الذين باعوا أنفسهم للشيطان وبرعوا في إثارة الفتن بين أبناء الأمة تحقيقاً لمشاريع الأعداء”.

ولقت الى إنّ “المقاومة التي تمثل اليوم وجهاً من وجوه الامة وليست وجهاً مذهبياً، وإنما هي تعبير للثقافة الاسلامية الأصيلة للامة في الاجتماع السياسي الذي ينخرط فيه المسلمون كأمة واحدة دون الخصوصيات المذهبية، ويهمني أن أؤكد هنا أنه في الاجتماع السياسي المسلمون الشيعة لا يحملون مشروعاً سياسياً خاصاً، وإنما هم في ذلك شأنهم وسائر المسلمين واحد في الدفاع عن وحدة الأمة ومصالحها الاستراتيجية وفي مواجهة اعدائها والطامعين بها”.

وقال الخطيب: “من هذا المنطلق نقف الى جانب إخوتنا واهلنا وأبنائنا في غزة التزاما بقول نبينا: “(مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر  والحمى)، أُكرّر بهذه المناسبة الاليمة ما قلته وأقوله دائما لنخرج من هواجسنا الطائفية والمذهبية التي لم تؤد بنا سوى إلى مزيد من الضعف والتخلف التي كانت دائما في خدمة مصالح بعض الانظمة والإعداء وهي نفس السياسة المتبعة اليوم على الصعيد الوطني من بث للمخاوف الطائفية بين الطوائف خدمة لمصالح سياسية ضيقة للبعض وليست خدمة لبعض الطوائف. اننا نريد أحزاباً تحمل أهدافاً وطنية لا طائفية، ونريد وطناً لجميع اللبنانيين لا لبعض اللبنانيين ونريد دولة تحمي اللبنانيين لا بعض اللبنانيين وتحافظ على سيادة لبنان كل لبنان لا على جزء منه دون آخر، فالسيادة لا تتجزأ يا سادة، نحن وأتكلم الآن مضطراً كشيعة ليس من واجبنا ان نتحمل وحدنا تبعات مواجهة العدو الاسرائيلي الطامع والمعتدي، فالجنوب والبقاع جزء لا يتجزأ من لبنان وعلى اللبنانيين جميعاً تحمل أعباء الدفاع عنه، ولا تخاطبونا باللغة الممجوجة مناطقنا ومناطقكم، فمن يتحدث بالسيادة لا يتحدث بهذه اللغة المرفوضة، اذا كنتم تؤمنون بالدولة وسيادة الدولة فلماذا تجزّئون وتقسمون وتضربون وتطرحون  تكلموا بلغة تُشبه ما تدعون من انكم متحضّرون، فهذه ليست لغة المتحضرين نحن نؤمن بلبنان الواحد الذي يغتني بتعدد طوائف ومذاهبه ونؤمن بأن لبنان رسالة كما قال جناب البابا بنيدكتوس، وبالمناسبة احيي مجمع الاكليروس في الفاتيكان الذي أصدر في نهاية اجتماعه برئاسة جناب البابا في اعلان تاريخي للفاتيكان”.

وختم: “اننا إذ نحيي هذا الموقف التاريخي للفاتيكان نعتبر هذا انتصاراً لجهاد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وثمرة من ثمار  تضحياته وانتصاراً للدم البريء والمسفوك ظلماً لأطفال ونساء الشعب الفلسطيني وهي بمثابة الاعلان عن انتصاره الذي سيجبر العدو قريبا بإذن الله الى الاعتراف الرسمي بهزيمة التاريخية المدوية. إنّ هذه الخطوة المباركة من الفاتيكان لتؤكد على الشراكة الايمانية وعلاقة المحبة التي تربط المسلمين والمسيحيين التي هي في بلادنا تؤكد ما نؤمن به من علاقة وحدة مصير لا تنفك يُبنى عليها الأمل في حل العقد السياسية الداخلية والاسلام والمسيحية منها براء”.

بيضون

وتحدث رئيـس الجمعيـة الخيريـة الإسلاميـة العامليـة فقال: “ما كان الامام الحسين شيعياً ولا سنيّاً، بل كان مسلماً حنيفاً، تربّى في بيت النبوة والإمامة والتقى، فكان امام الحق والعدل ورفض الظلم يدعو الى كلمة سواء منادياً بالإصلاح آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر حيث قال:(ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي…)، هذا هو النهج الذي اعتمده الامام الحسين في نهضته بعيداً عن منفعة خاصة به، بل همّه الوحيد ان ينبّه الامة الى مساوئ الحكم والفساد المستشري بعد تولّي يزيد إمارة المؤمنين، وكانت واقعة كربلاء في العاشر من المحرّم الحرام التي جسّدت أعظم امثولة في التضحية والفداء ليستقيم دين محمد، وقضية كربلاء حدث مفصلي في تاريخ الإسلام، لقد سطّر الامام الحسين وأهل بيته واصحابه بدمائهم أروع ملحمة خالدة على مرّ العصور مؤكدين مقولة انتصار الدم على السيف، وانّ للباطل جولةً إن الباطل كان زهوقا”.

وأضاف: “من هنا نطلّ هذا العام على عاشوراء بأبعادها ومندرجاتها وتداعياتها لنقف على حقيقة ما يدور حولنا وعندنا من حربٍ ضروس ما أبقت على البشر ولا الحجر وخير مثالٍ حرب غزّة وصمود أهلها ومعاناتهم اليومية جرّاء الحصار المُحكم واقفال المعابر، ولو قدّر للعدو الإسرائيلي أن يمنع الهواء عن أهلها لفعل، كذلك الإعتداءات اليومية على جنوبنا الصامد وسقوط الشهداء وتدمير ممنهج للقرى الأمامية”.

وتابع: “مما لا شك فيه أن قرار الامام الحسين في خروجه من المدينة قاصداً العراق تلبية لدعوة أهل الكوفة هو واجب شرعي ملزم له. أمّا تخلي من راسلوه العَجَل العَجَل يا ابن بنت رسول الله، سيلعنهم التاريخ وتلعنهم الامة ويلعنهم الله، وسيعلم الذين انقلبوا عليه أية نهاية ينتظرون، والعاملية التي دأبت على إحياء هذه المناسبة الشريفة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مستمرة على نهجها ومسيرتها الوطنية متوشحة وشاح الاعتدال وقبول الآخر من خلال انفتاحها على محيطها الوطني وعائلاته المتعددة على اختلاف مشاربهم فالوطن فسيح يتّسع لجميع أبنائه.  وهنا في هذه المناسبة نفتقد حضور والدنا المرحوم أبو يوسف الذي أعطى العاملية ونهضتها كل جهد وعناية في أحلك الظروف وأشدّها قساوة، رحمك الله أيها الأب العطوف ونسأله تعالى أن يحشرك مع المؤمنين الأبرار”.

وختم كلمته بشكر الخطباء والقوى الأمنية ووسائل الإعلام والحضور .

درباس

ثـم ألقى الوزير السابق درباس كلمة قال فيها: “في ذكرى عاشوراء أستشهد بعباس محمود العقاد الذي رأى أن مشكلة الحياة الكبرى لم تتغير منذ الف وثلاثمائة سنة، ولم تزل الحرب على اشدها بين خدام أنفسهم وخدام العقائد والأمثلة العليا، ولم يزل الشهداء يصلونها ناراً حامية من عبيد البطون والاكباد وفي هذا لم يزل داؤنا عياءً كما قال أبو العلاء. في عاشوراء نلعن الفتنة بأشكالها ونستمسك بأن المؤمنين نصحة لا غششة، ونقاوم الاجرام المتوارث منذ قابيل، والذي يتخذ أشكالاً متطورة تعجز حتماً عن إبادة الخصوم، فقد ذهب يزيد الى اللعنات، وبقي الحسين مثلا للمسلمين والمؤمنين، والمظلومين المضطهدين في اصقاع الدنيا، منذ كربلائه حتى إسرائيل التي ما زالت على وهمها بأنها قادرة على إفراغ فلسطين من أهلها، في معزوفة عدمية كنشاذ الموت، تزدهي بإزدحام الاصفار خلف ارقام الشهداء، فإذا بها تفاجأ بأن كل جيلٍ يركب حفره صاعداً لسكنى القمم، وكل روحٍ يسل من جسد يجسد فيلقاً من أعند الهمم”.

وتابع: “كدم الحسين الذي لا يجف، يتناسل الفلسطنيون فيتفوقون عدداً، ويشتدون عناداً، ليبقى الصهاينة على قلق التقلص وأرق عداد الاحصاء. أما ما يجري في جنوبنا، فلا يحده الليطاني ولا القرارات الدولية بل هو تدمير ممنهج، يقوم على التجريف والاغتيال والتهجير، وعلى الفتنة بالدرجة الاولى كي يصبح كل لبناني منشغلاً بنفسه معادياً لنفسه واخيه فما زالت الانفجارات الكلامية تعلو فوق دوي الطائرات والخُلف مزدحماً، والتهديد بالحرب الشاملة يعيش فيس حيرة الكبار ولعب الصغار فيما يأخذ الإنقسام أعتى الأشكال وأكثرها فظاظة”.

وختم: “ذهب الحسين وهو يعلم تماماً إختلال الميزان، لكنه آمن أن الدم يهزم السيف، فلم يكن ساعياً لملك او إرث بل أراد ان يكتب بالدم على صفحات النهر الذي منع عنه ماءه، حروفاً تنبض على مر الحياة والشعور كأنها الينابيع التي تتدفق في العطش الذي أذاقوه إياه مع اهله وصحبه ونموذجاً يترسم المستقبل في كل جيل، طابعاً على التاريخ إنجازاً ممزوجاً بعاطفة الولاء وعودة الروح في حزمة الذكريات”.

وكانت قصيدة للشاعر فرنسيس قصيدة من وحي المناسبة، ثم تلى سيـرة استشهاد الإمام الحسين الشيخ الدكتور عبـــاس فتوني. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى