سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: اللبنانيون دخلوا عطلة الأضحى ولا تضحية!

 

الحوارنيوز – خاص

دخل لبنان حيز عطلة عيد الأضحى، وهو في الأساس معلق والحياة العامة فيه مجمدة بإنتظار عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الذي حاذر الدخول في الوحول اللبنانية، وخلص الى أن فريقا من اللبنانيين لا يرغب بالتضحية في سبيل لبنان.

  • صحيفة الأخبار عنونت: رحلة لودريان: حذرٌ من الوحول اللـبنانية

وكتب تحت هذا العنوان نقولا ناصيف يقول: لن يطول الوقت كي ينسى اللبنانيون الاهتمام الزائد المعطى لزيارة جان ايف لودريان لبيروت، وان وعد برحلة ثانية. ليس ما سمعه من القيادات هو المحتوى كله. بل ايضاً الكثير من الخيبات التي لمسها من محدثيه غير المستعدين في الوقت الحاضر لأي تسوية

خلّفت مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، غير المنتهية بعد، الكثير من اسباب طرح علامات استفهام وملاحظات حيال ما يُنتظر من جولتها المقبلة. ليست مشكلتها في الجدية الموصوف بها الزائر مقدار النتائج المتوخاة بعد انتهاء الفصول التالية. في نهاية المطاف اتى وغادر كأن شيئاً لم يحدث:

اولى علامات الاستفهام تلك سبقت وصول لودريان الى بيروت، هي توزّع الدوائر الفرنسية المكلفة ملف الرئاسة اللبنانية على أربع جهات رسمية على الاقل: الاليزيه والخارجية والاستخبارات والسفارة في بيروت. لكل من هذه – وان تقاطعت لديها المعلومات والتحليلات حيال مأزق الاستحقاق – مقاربتها المختلفة عن الاخرى مرتبطة بأسلوب عملها من جهة، وبتقديرها المختلف ما بينها لمكامن المصلحة الفرنسية في قيادة مبادرة انتخاب الرئيس اللبناني من جهة اخرى. ليس مشهوداً لباريس مهارتها وحرفيتها، كالاميركيين على الاقل، في ادارة انتخابات الرئاسة اللبنانية مرة. تكاد المرة الوحيدة رامت التدخل فيها كانت عام 2007 قبيل انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود وغداتها من خلال وزير خارجيتها برنار كوشنير، وتوزع المهمات بينه وقصر الاليزيه برجليْه النافذين لدى الرئيس نيكولا ساركوزي كلود غيان وجان دافيد ليفيت، لاحقاً انضم اليهما السفير جان كلود كوسران. انتهى المطاف بمبادرة 2007 الى اخفاقها واحراج البطريرك الماروني الراحل مارنصرالله بطرس صفير بوضع لائحة بمرشحين موارنة قفز من فوقها الفريق الآخر ولم يسع باريس انقاذها. لم يُنتخب الرئيس عام 2008 الا بعدما كُسر توازن القوى القائم وقتذاك بين فريقيْ 8 و14 آذار على اثر احداث 7 ايار.
على نحو غير بعيد يُعيد لودريان بعث الروح في دور كوشنير الذي تنقل حينذاك بين القيادات وعاد الى بلاده بخفي حنين.
ثانيها، لم يكن خافياً على مسؤولين وقيادات لبنانية ان يسمعوا من لودريان اهتماماً بحوار وطني لم تتحمس له السفيرة آن غريو كلما فوتحت به قبل مجيئه خصوصاً. تحدثت أكثر من مرة عن عدم رغبة بلادها في الغرق في «الوحول» اللبنانية، في اشارة صريحة الى الانقسامات الداخلية العميقة. فضّلت أكثر من مرة ايضاً – إذا كان لا بد من حوار اولي – ان لا يتناول برنامجاً سياسياً تفصيلياً يُرغَم الرئيس على تنفيذه او يقترحه هو لقاء انتخابه. اظهرت لمَن تحدث اليها المامها بالنطاق المحدود للصلاحيات الدستورية للرئيس اللبناني بما لا يمكنه من وضع برنامج وفرض تطبيقه. لكنها قالت بأن المستحسن «خريطة طريق لأربعة او خمسة عناوين عريضة يتوافر الاتفاق عليها». فرّقت بين البرنامج وخريطة الطريق، ولاحظت ان الآليات الدستورية تسهّل الثانية وتعرقل الاول.
ما اثار اهتمام غريو قولها امام محدّثيها ان مشكلة الحوار الوطني تكمن في مشكلات ثلاث متلازمة: جدول اعماله يصعب توحيده عند الافرقاء جميعاً وكلٌ يدير ظهره للآخر، لا مرجع موثوقاً به يدير الحوار بعدما نأى الرئيس نبيه برّي ثم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بنفسيهما عن قيادته كلٌ لأسباب مختلفة. قالت غريو ان المكان الطبيعي المفترض للحوار هو مجلس النواب «الا ان رئيسه يعدّ نفسه طرفاً ولا يستطيع ان يكون حكماً فيه». ثالثة الاثافي التي تحول دون التئام طاولة الحوار تقيم، في حسبان السفيرة، في ان اللبنانيين «غير قادرين» – في معرض تأكيد انهم «غير صالحين» – على الحوار.
خلال جولاته على القيادات قال لودريان كلاماً مشابهاً: «الاستقطاب الحالي يمنع حصول الحوار».
ثالثها، لم تبُن تماماً المعايير التي اعتمدها الموفد الفرنسي في لقاءاته القيادات المسيحية ما خلا البطريرك الماروني: ان يستقبل النائب السابق سليمان فرنجية في قصر الصنوبر ويتغديا معاً، ويزور رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البياضة ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وقائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، ويدعو رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى قصر الصنوبر وكذلك نواباً ومرشحين. ان يخرج كلٌ من هؤلاء بانطباعات وتأويلات لا تماثل الآخر. ان يعدّ بينهم زيارة اليرزة الاهم والحاسمة كأنها كرّست قائد الجيش مرشحاً اول اكثر من ذي قبل، او يفصح مرشحون عن ارتياحهم الى ما سمعوه عزز ثقتهم بأنفسهم وبحظوظ التوصل في وقت ما الى مرشح ثالث، او تتباين ردود الفعل حيال الموقف الفرنسي من دعم ترشيح فرنجية.
لم يسمع اي من هؤلاء تزكية لودريان – ولا هي مهمته – اي مرشح، بيد ان بين الخارجين من اللقاءات مَن لم يلمس تخلي فرنسا عن فرنجية، ولا التعبير في المقابل عن حماستها العلنية على نحو موقفها المعروف. بعض هؤلاء لفتته عبارة لودريان، وهو يصف جلسة 14 حزيران، بأن التصويت كأنه استفزاز للمبادرة الفرنسية واستهدافها، على ان ما حدث – في استنتاج هؤلاء – ليس كافياً لإطفائها، والمقصود بذلك التراجع عن تأييد فرنجية.


رابعها، صحة ما قيل انه كان في صلب حوار لودريان مع رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد. بعض ما تردد قول رعد ان الاستحقاق الرئاسي ليس مجرد اتفاق على اسم او انتخاب الرئيس. ينظر حزب الله اليه، وهو يتمسك بفرنجية ولا يرى لنفسه بديلاً منه، على انه مرتبط بمصير السلطات اللبنانية كلها في العهد المقبل. وجود رئيس جمهورية حليف للحزب غير كاف كي يطمئن الى موقعه في المعادلة من دون ان يكون شريكاً فعلياً في الحكم، ومن دون ان يُستشم من الموقف هذا سعي حزب الله الى اعادة النظر في اتفاق الطائف. على نحو مكمل لما اعتاد ان يدلي به برّي في أحاديثه الدائمة في استحقاقات الرئاسة بربط العهد الجديد بسلة تفاهمات، يقارب حزب الله الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية مع سلسلة اجراءات في بناء السلطات الجديدة بما يكفل مشاركته الفعلية من داخلها.

  • صحيفة اللواء عنونت: البلاد تدخل إجازة العيد: أفراح يتيمة ودعوات فارغة قبل عودة لودريان

وكتبت تقول: يضع اللبنانيون بدءاً من اليوم، وحتى مطلع الاسبوع المقبل في 3 تموز هموم الرئاسة والتعاسة والكياسة جانباً، ويتفرغون لتمضية أيام عيد الأضحى المبارك الممتدة على خمسة أيام موصولة بعطلة «الويك أند»، بما تيسر من مشتريات وحلوى وألعاب كان ينتظرها الكبار قبل الاطفال من عام لعام، على الرغم من المنغصات، فيما يمضي الأطراف المعنيون إلى المعايدات، وكيل النصائح ورسم خرائط الخروج من المأزق، التي وضعها خبير التطبيق، إما مباشرة أو بالواسطة الموفد الخاص للرئيس ايمانويل ماكرون الوزير الأسبق جان ايف لودريان، وهو يتأمل فنجان الانتخابات الرئاسية اللبنانية المملوء بالمؤشرات إلى الشيء ونقيضه في الوقت نفسه، قبل عودته المنتظرة بعد العاشر من تموز، ومعه لآليء الحل وكنوز الافراج عن الرئيس، الذي خاض ضده أو لأجله حرب وان كانت باردة، حتى ولو دام الشغور الرئاسي إلى ما شاء الله.

وحسب ما رشح، من المتوقع أن يلتقي لودريان المرشح الرئاسي الوزير السابق جهاد ازعور في باريس، مع الاشارة إلى أنه لم يستبعد عن اللقاءات، بل حال عدم وجوده في لبنان من عدم لقائه في بيروت بالموفد الرئاسية الفرنسي الذي طلب من السفيرة آن غاريو ترتيب موعد فاتصلت به ليعتذر بسبب تواجده في الخارج.

إذاً يدخل لبنان اعتباراً من اليوم مدار عطلة عيد الاضحى المبارك، ما يعني تعطيل الحياة العامة بشكل كامل والسياسية الى حد كبير حتى يوم الاثنين المقبل، حيث وصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أمس الى مدينة مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. بينما اصيبت الحركة السياسية بحالة من الشلل التام فلا لقاءات ولا تواصل، حيث بقيت حلول ازمة الشغور الرئاسي مؤجلة حتى إشعار آخر يطول او يقصر بإنتظار ظهور مؤشرات او نتائج مشاورات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع الدول الخمس المعنية بالوضع اللبناني اضافة الى ايران.

وظهر ان جولة لودريان على القوى السياسية اسهمت في تهدئة الوضع السياسي، بعد دعوته الجميع بشكل غير مباشر الى الحوار والتوافق والتفاهم، مستبعداً حسب المعلومات اي طرح حالياً حول تغيير النظام السياسي، لا سيما بعد المواقف الرافضة للمس باتفاق الطائف ودستوره. لكن ظهرت ايضاً دعوات لأن تشمل الاتصالات والتوافقات ان حصلت ليس انتخاب الرئيس فقط انما كل الملفات المتصلة بها من تشكيل الحكومة وبرنامج الرئيس والحكومة والقضايا الكبرى المختلف عليها، وهو امر مؤجل الى ما بعد التوافق على اسم الرئيس التوافقي اولاً.

لكن يبدو ان لغة الحوار بدأت تطفو على السطح بشكل ظاهر اكثر بعد اقتناع اغلب القوى السياسية بما فيها بعض قوى المعارضة، بأن لا حل لأزمة الشغور الرئاسي سوى بالتوافق على قواسم مشتركة، وهوما كرره امس، نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر» بالقول: ثمانية أشهر من التمترس والمواجهة كافية لإثبات عدم جدوى هذا المسار لانتخاب الرئيس. ولم يعد من سبيل إلَّا الحوار للتفاهم والتوافق، والقواسم المشتركة مع تغليب المصلحة الوطنية ليست معدومة وهي أفضل من التقاطع الموقت المسدود الأفق.

وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة عين بوسوار: من يأبى ان يحاورنا لنصل الى رئيس نتفاهم عليه، يقول لا نحاوركم حتى تسحبوا مرشحكم، لماذا نسحب مرشحنا؟ تعالوا نتحاور فإما تقنعوننا بأنه لا يصلح لهذه المرحلة وإما نقنعكم بضرورته في هذه المرحلة. نحن لا نفرض احدا عليكم فترشيح سليمان فرنجية ووصوله الى الرئاسة يمر بصندوق الاقتراع في مجلس النواب. انتم تستطيعون انتخاب الرئيس الذي تريدونه، ونحن نقول لكم تعالوا الى التفاهم ولنأت بالرئيس الذي نتفاهم عليه.

وقال المكتب السياسي لحركة «أمل» بعد اجتماعه الدوري: أن عمليات إطلاق النار السياسي الذي يستهدف المبادرات الدولية والمناخات الاقليمية والدعوات الداخلية للحوار الوطني، لإنجاز عملية إنتخاب رئيس للجمهورية، يكون قادراً على جبه التحديات التي تهدد لبنان كياناً ووجوداً، لن توظف إلا في مشروع إسقاط الدولة وتفكيكها. وعليه نرى أنه مهما أبدع المعترضون في سياسات التسويف وهدر الوقت، ليس أمام اللبنانيين إلا خيار الحوار والتوافق.

كذلك أعلن عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور «أننا وصلنا بعد جلسة الأربعاء الرئاسية إلى خلاصة مفادها أن التفاهم على الرئيس هو الحل الوحيد. وقال: لبنان يعيش اليوم حالة انعدام وزن في الملف الرئاسي في ظل انعدام المبادرات الداخلية، والمرحلة تتطلب سكينة وطنية للوصول إلى بر الأمان، وهي مرحلة حقوق الأفراد وليس المجموعات.

دريان: للتعاون والاتفاق

من جهته، حضّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان «الأطياف السياسية المعنية بالانتخاب على التعاون والتآلف ونشر روح التسامح والمحبة، ونبذ الفرقة»، مؤكدا ان «لا وطن من دون انتخاب رئيس للجمهورية المؤتمن على مصالحه، واستمرار الشغور الرئاسي هو عدم الاستقرار وتجاوز لكل المفاهيم التي نص عليها اتفاق الطائف».

  • صحيفة الديار عنونت: المقاومة تثّبّت قواعد الردع جواً: إسقاط مُسيّرة «إسرائيليّة» مُتطوّرة بـ«كمين جوي»
    مُقترح فرنسي بضمّ طهران الى «الخماسيّة»… ولودريان يُحاول تفكيك «لغمين» داخليين
    قلق من حوار على «الساخن»… ورهان على دخول واشنطن في لعبة «المقايضة»؟

وكتب إبراهيم ناصر الدين تحت هذا العنوان يقول: نجحت المقاومة بالأمس، بتعزيز قوة الردع الجوية عبر «كمين جوي محكم» لإحدى المسيّرات «الاسرائيلية» المتطورة التي اخترقت الاجواء اللبنانية.

سياسيا، جاءت عطلة عيد الاضحى في توقيت أكثر من مناسب لمختلف القوى السياسية، كي تستخدمها «شماعة» لتبرير الجمود رئاسيا، فيما يدرك الجميع ان ما بعد عطلة العيد ستكون كما قبلها، بانتظار ان يجد الجانب الفرنسي «الترياق» لحالة الاستعصاء السياسي، دون آمال كبيرة بحصول التقدم المأمول سريعا، لأسباب خارجية أكثر منها داخلية، بعدما ثبت ان التقدم في حل الملفات العالقة بين السعودية وايران يتم بهدوء ودون استعجال، سواء في اليمن او العراق وحتى في سوريا، ولهذا لن يكون لبنان استثناء.

وحتى ذلك الحين، فان الحل لهذا الانسداد في الواقع الداخلي المتعثر سياسيا ورئاسيا واقتصاديا، سيبقى رهنا بالظروف والتطورات التي قد تستجد في الخارج، فأما يأتي جان ايف لودريان بكلمة السر عبر تسوية اقليمية- ودولية، او تفرض وقائع من خارج السياق على الارض موازين قوى مغايرة، يمكن من خلالها فرض امر واقع جديد، يخشاه الفرنسيون، وعندها يصبح الحديث عن رئيس الجمهورية تفصيلا صغيرا، في حال باتت الازمة اكثر عمقا وتتعلق بأزمة نظام، كما حذر حزب الله بالأمس، وهي قد تفضي الى نتائج غير مرضية لجميع الاطراف في حال تمت التسوية على «الحامي» وليس على «البارد».

«خمسة زائد واحد»؟

ولهذا سمع بعض المسؤولين اللبنانيين كلاما واضحا عبر قنوات ديبلوماسية اقليمية تنصح بعدم الركون للمواعيد التي يضربها البعض للتسوية، لأنها مجرد تكهنات «وابر مورفين» لا تتسق مع اي معطيات جدية. وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لا يملك اي تصور جاهز لكيفية الخروج من المأزق الراهن، وتقريره المفترض للرئاسة الفرنسية يوصف طبيعة الخلافات غير المفاجئة والمعروفة سلفا داخليا، لكن الجديد تبلور قناعة فرنسية بان اي حوار داخلي جدي يحتاج الى رعاية اقليمية ودولية، بغض النظر عن شكله ومكانه، ولهذا ستكون ضمن اقتراحاته ضم ايران الى «طاولة» «الخماسية» عبر صيغة 5 زائد واحد، لتجنب صعوبة جمع واشنطن وطهران على طاولة واحدة، حيث تلعب باريس دور المنسق في هذه الصيغة، وهذا يمنح كافة اطراف النزاع في لبنان الضمانات التي تحتاجها في اي عملية تسوية مقبلة، كما تمنح دول «الخماسية» ما تحتاجه من ضمانات، على اعتبار ان اي اتفاق مفترض يحظى بدعم ايراني رسمي مباشر على عبر قناة ثالثة ممثلة بحزب الله.

مضمون الحوار

هذا الاقتراح سيكون على بساط البحث في الايام المقبلة فرنسيا مع دول الخماسية وطهران، حيث ستعمل باريس على «جس نبض» تلك الدول قبل الانطلاق في صياغة شكل ومضمون الحوار المفترض، وإذا حصل توافق على الصيغة الجديدة التي يرى الفرنسيون انها ستمنح الحوار فرصة أكبر للنجاح، سيحمل لودريان في جولته المقبلة ما هو ابعد من الازمة الرئاسية، وسيحاول طرح مقترحات تتعلق بحل جذري لمعضلة الاستعصاء اللبناني عبر ايجاد صياغة جديدة لتجنب المشاكل الدستورية الحالية من داخل النظام الحالي، وليس عبر الانقلاب عليه.

رهانات فرنسية

واذا كانت باريس تدرك جيدا حدود تأثيرها على القوى اللبنانية، فهي تأمل بحصول تقدم اكبر في مسار العلاقات السعودية –الايرانية، كي يستفيد لبنان من المناخات الايجابية، لكن الفرنسيين لم يخفوا قلقهم من تاريخ مقلق لحل النزاعات اللبنانية التي لم تحصل الا على «الساخن»، فلا الطائف جاء بحوار بارد ولا الدوحة، ولهذا فهم قلقون من عامل الوقت، وسيبذلون جهودا مضاعفة كي يتم اسقاط التوافق الخارجي على الافرقاء اللبنانيين، قبل ان «يحدث شيء ما» من خارج السياق يؤدي الى تعديل الموازين الداخلية، ويكون حينها التفاهم بأثمان كبيرة. ولهذا باتت القناعة جلية وواضحة لدى لودريان، ان التسوية لن تحصل الا بواحدة من اثنتين، ضغط خارجي جدي من القوى الفاعلة على القوى اللبنانية يكسر الجمود الحالي، ويكون اتفاقا على تسوية شاملة باتت تعرف «بالسلة»، وتشمل الرئاسة الاولى والحكومة ورئيسها، وقيادة الجيش، وحاكمية مصرف لبنان، او بحدث ما يغير قواعد اللعبة داخليا، وهو حل محفوف بمخاطر كبيرة تعمل باريس على تجنبها.

تفكيك «لغمين»

ووفقا لأوساط مطلعة، سيكون امام لودريان حل معضلتين جوهريتين قبل عودته المقبلة، وهما بمثابة «لغمين» سيطيّرا جهوده إذا لم ينجح في فكفكتهما، وهي ستكون مدار بحث مع الرئاسة الفرنسية اولا، ولاحقا مع مجموعة خمسة زائد واحد، على اعتبار ان باريس لن تغيّب طهران عن الحدث اللبناني سواء رضيت باقي الاطراف، او رفضت انضمامها رسميا الى المحادثات:

– المعضلة الاولى: سلبية المعارضة اللبنانية في طروحاتها لجهة رفضها الحوار مع «الثنائي»، وعدم تقديم بدائل واضحة وجدية للتفاوض، مشترطة تراجع الطرف الآخر عن دعمه لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية قبل اي نقاش، وهو شرط لاغ لاي حوار.

– المعضلة الثانية: تتعلق بإصرار «الثنائي» وخصوصا حزب الله على حوار يتجاوز مسألة ترشيح فرنجية الذي هو ثابتة ولا تتزحزح، وما يعرضه الحزب يتعلق بحوار حول الضمانات التي يمكن ان يمنحها فرنجية للأطراف الاخرى لتسهيل وصوله الى بعبدا…

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى