
الحوارنيوز – خاص
علمت “الحوارنيوز” من مصادر مطلعة أن العراق يفعّل إتصالاته مع كل من لبنان وسوريا لإعادة تصدير النفط عبر خط الأنابيب الذي يصل العراق بكل من لبنان وسوريا،وذلك بعد تأهيل هذ الخط.
وأوضحت المصادر أن العراق الذي ينتج نحو أربعة ملايين ونصف المليون برميل من النفط يوميا ،يلاقي صعوبات في تيسير هذه الكمية من البصرة عبر الخليج إلى دول العالم ،فضلا عن طول مسافة الخط البحري وكلفته ،بحيث تضطر البواخر للوصول إلى البحر المتوسط وأوروبا سلوك الخليج نحو مضيق هرمز إلى بحر العرب فمضيق باب المندب إلى البحر الأحمر فقناة السويس التي تتطلب رسوم مرور .

وتضيف المصادر ن خط الأنابيب بين العراق ولبنان وسوريا يسهل هذه العملية ويوفر الكثير من الوقت والكلفة ،في حين يمكن تزويد لبنان وسوريا بالنفط العراقي مباشرة وتشغيل مصافي طرابلس والزهراني وبانياس ،فضلا عن تصدير البترول من هذه المدن إلى الدول الأوروبية وغيرها بسهولة.
وأشارت المصادر إلى أن رفع العقوبات عن سوريا جعل هذه العملية ميسّرة، بحيث بات في الإمكان تشغيل خط الأنابيب عبر الأراضي السورية إلى البحر المتوسط ممكنا.ورأت المصادر أن مثل هذه الخطوة سوف تسهم في انتعاش الإقتصادين اللبناني والسوري،فضلا عن تحسين المداخيل العراقية وتوفير الوقت والكلفة على الدول المستوردة أيضا .
وكشفت المصادر أن الإجتماعات سوف تتكثف خلال المرحلة المقبلة بين العراق ولبنان وسوريا، لإنجاز هذه العملية وتوقيع الإتفاقات اللازمة لذلك.
وكان العراق قد أرسل وفدًا رسميا رفيع المستوى في شهر نيسان الماضي إلى سوريا لدراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لإعادة تأهيل وتشغيل خط أنابيب كركوك-بانياس، وهو أحد أقدم مسارات تصدير النفط في منطقة الشرق الأوسط.وتأتي الخطوة في إطار سعي حكومة العراق لتنويع منافذه التصديرية للنفط وتأمين بدائل مستدامة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
كما جرى البحث في هذا الموضوع مع لبنان مؤخرا خلال الزيارة التي قام بها وزير المالية ياسين جابر على رأس وفد من الخبراء إلى العاصمة العراقية في شهر أيار الماضي.

ويذكر أن خط النفط العراقي- اللبناني، المعروف أيضًا بخط أنابيب التابلاين (TAPLINE)، هو خط أنابيب لنقل النفط الخام يمتد من حقول النفط في العراق إلى ميناء الزهراني في جنوب لبنان. وقد بدأ تشغيل هذا الخط في عام 1934 لنقل النفط من كركوك في العراق إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط في لبنان.

ويبدأ خط الأنابيب من حقول النفط في كركوك بالعراق، ويمر عبر سوريا والأردن قبل أن يصل إلى لبنان.وكان الهدف من إنشاء هذا الخط ، توفير وسيلة لنقل النفط العراقي إلى الأسواق العالمية عبر موانئ البحر الأبيض المتوسط، ما يقلل من الاعتماد على نقل النفط عبر قناة السويس.
وكان خط الأنابيب في يوم من الأيام أكبر خط أنابيب نفطي في العالم، وقد لعب دورًا مهمًا في تاريخ النفط في المنطقة.لكنه توقف عن الضخ عبر الخط في عام 1972 بعد تأميم شركة نفط العراق، على الرغم من استئناف الضخ لفترة قصيرة بين عامي 1981 و 1982.
وكان لبنان يحصل على إيرادات من خلال رسوم مرور النفط عبر أراضيه، ما ساهم في دعم الاقتصاد اللبناني. كما وفر وسيلة لاستيراد النفط لتلبية احتياجات لبنان من الطاقة، ما ساهم في استقرار إمدادات الطاقة في البلاد. وكان لبنان أيضا يستفيد من تكرير النفط في مصفاة طرابلس، ما يوفر فرص عمل ويساهم في الصناعة المحلية.
وعلى الرغم من أهميته التاريخية، توقف الخط عن العمل بشكل دائم في عام 1982 بسبب عدة عوامل، بما في ذلك التوترات السياسية والأمنية في المنطقة، وتأميم شركة نفط العراق.
وتشمل الخطة العراقية إعادة تأهيل خط الأنابيب أيضا بين جنوب العراق ولبنان وسوريا ،باعتبار أن أكبر حقول النفط في العراق والعالم تتواجد في الجنوب العراقي.



