الحوار نيوز – خاص
ليست حالة لبنان مع انقطاع الكهرباء حالة فريدة في الوطن العربي ،لكن الغريب أن دولتين عربيتين من أكبر منتجي النفط هما العراق وليبيا ،يعاني مواطنوها مما يعانيه اللبنانيون من انقطاع التيار الكهربائي،ما أدى الى احتجاجات صاخبة في الشارع.
والأكثر غرابة أن لبنان يسعى لاستيراد المحروقات من العراق لسد النقص الحاصل في التيار الكهربائي،فما هو المبرر لأزمة الكهرباء في بلاد الرافدين سوى تقصير الحكومات في تأمين التيار الكهربائي ،وكذلك الأمر في ليبيا ؟
فقد خرج العراقيون للتظاهر أمس الأربعاء في عدد من مدن البلاد، احتجاجا على أزمة الكهرباء المتزامنة مع موجة الحر الشديدة، بينما لجأ ناشطون آخرون إلى منصات التواصل الاجتماعي لانتقاد ما يعتبرونه تقصيرا من جانب الحكومة، خاصة مع مشاركة عدد كبير منهم صور أطفال رضع داخل ثلاجات.
وقد تحولت التظاهرات إلى اشتباكات مع القوى الأمنية في عدد من المدن في مختلف المحافظات العراقية، كبغداد والبصرة وذي قار وواسط، على خلفية تردي ساعات مد المواطنين بالكهرباء، وسط موجة حر شديدة تضرب البلاد منذ أيام.
وأصبح حديث نقص الكهرباء الحاد، وارتفاع الحرارة لما يزيد عن 50 درجة، شغل الشارع العراقي الشاغل وسط تحذيرات من قبل المراقبين، من حدوث انفجار مجتمعي عام، على خلفية أزمة الكهرباء التي استقال على إثرها وزير القطاع الثلاثاء.
وتتداول صفحات التواصل الاجتماعي مئات الصور والفيديوهات، التي توثق معاناة ملايين العراقيين في القيظ الملتهب، وهم محرومون من الطاقة الكهربائية.
ويدفع هذا الحر العراقيين إلى أن يهيموا على وجوههم خارج منازلهم، فيلجأون تارة إلى أماكن عامة توجد بها نوافير مياه لتبليل أجسادهم من شدة الحر، أو يتوجهون للسباحة في الأنهار.
ولعل أكثر ما يثير الأسى في المشاهد التي يتناقلها العراقيون، حول معاناتهم المريرة هذه مع انقطاع الكهرباء وانعدامها، تداول صور لمجموعة أطفال رضع اضطر ذووهم لوضعهم داخل رفوف الثلاجات والمنزلية.
وتنقل وسائل الاعلام عن مواطنين عراقيين قولهم: “كل اللوم يقع علينا كعراقيين وليس على السلطات، لأننا ارتضينا هذا الذل والهوان لأنفسنا طيلة عقود، فهل يمكن للإنسان العيش بلا كهرباء في حرارة تبلغ نحو 55 درجة وأكثر!، صمتنا ولا مبالاتنا وتعودنا على الظلم والحرمان هذه هي نتيجته”.
وتغص وسائط التواصل الاجتماعي العراقية، بحالة عارمة من الغضب والاستنكار لما يعانيه العراقيون، من جراء سوء الخدمات وترديها في بلد ثري يسبح على بحار من النفط والموارد الطبيعية.
..وفي ليبيا أيضا
ليبيا ليست أفضل حالا ،حيث شهدت بلدية العزيزية جنوبي العاصمة طرابلس، أولى الاحتجاجات المنددة باستمرار أزمة الكهرباء في ليبيا، حيث شكا الأهالي من انقطاع التيار لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميا، آملين في استجابة الحكومة للأزمة الممتدة منذ 12 سنة.
ورفع المحتجون لافتات تعبر عن معاناتهم، منها “مرضانا يعانون الأمرين”، و”درجة الحرارة 50 والكهرباء وين؟”، و”يكفينا معاناة يا ناس الكهرباء”.
وطالب المحتجون بعدالة توزيع طرح الأحمال على المدن، خاصة وأن مشكلة الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة انعكسا بالسلب على الإنتاج الزراعي والغذائي أيضا في بلدية العزيزية، بخلاف التأثير المعلوم على المستشفيات.
وبحسب تصريحات عدد من الليبيين الغاضبين ،فإن انقطاع الكهرباء في العاصمة طرابلس نفسها قد يستمر لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميا، وفي مدينة بنغازي قد يصل لمدة تزيد عن 5 ساعات يومية.
وتضاعف أزمة انقطاع الكهرباء، حسب المحتجين، من معاناة الليبيين في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام فرص استخدام أجهزة التكييف.
وتتعرض منشآت وزارة الكهرباء إلى هجمات وسرقات وعمليات تخريب من الميليشيات المسلحة وجماعات الفوضى التي انتشرت في البلاد منذ 2011، حتى طالت مقر وزارة الكهرباء نفسها.
وسبق أن أعلنت وزارة الكهرباء عام 2014 تعرض مقرها للسرقة والتخريب شملت أغلب مكاتبها وسيارات الخدمة.
وسعت الحكومة الليبية للاستعانة بالخبرات الخارجية، من بينها المصرية، لتجهيز وصيانة شبكة الكهرباء، منها اتفاقيات جرى توقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولى إلى طرابلس في نيسان الماضي.
وأنفقت الحكومة الليبية الجديدة- التي تولت مهامها آذار الماضي- أكثر من 900 مليون دينار على قطع غيار المحطات والوحدات المولدة للطاقة، وأبرمت عقودا من بعض الدول المجاورة لمدها بالكهرباء، إلا أن عمليات السرقة والهجمات المتتالية على المحطات فاقمت الوضع.
زر الذهاب إلى الأعلى