العدوان على غزة وانتصار كسر الوعي (علي يوسف)
كتب علي يوسف – الحوار نيوز
لابد بعد وقف اطلاق النار بين العدو الاسرائيلي وبين غزة من تسجيل عدد من المعطيات والنتائج الاولية المهمة التي رافقت مجريات العدوان ،وصولا الى وقفه بعد قبول العدو بشروط” الجهاد الاسلامي “او بالشروط الفلسطينية …
١-لا شك بأن هدف العدوان كان له علاقة بملفين :
-ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان الذي يرغب العدو بتأجيله في مناورة لفرض امر واقع مستفيدا من ان الجانب اللبناني ،وان كان حزب الله قادرا على تهديد الاستخراج الاسرائيلي ،لا يقوم بأية خطوة في موضوع اجراءات التنقيب والاستخراج، بحيث يفقد أهليته للمنافسة ويُقصر دوره على التعطيل ..وهو امر ليس مقنعا ويصعب تبريره على مختلف المستويات المحلية والاقليمية والدولية …
-ملف اعادة الثقة بالقوة الاسرائيلية لدى الجمهور الاسرائيلي تحسبا لاحتمال المواجهة مع المقاومة اللبنانية ..بحيث تكون الحرب على غزة بديلا للحرب مع لبنان ،أو على الأقل لإحداث تردد في اتخاذ قرار ضرب منصات الغاز الاسرائيلية والاستفادة من ذلك في تكريس امر واقع يُحوّل موقف المقاومة في لبنان من موقف مواجهة الى موقف مُطالبة بالحقوق كما كان يحصل طوال الفترة السابقة، وبالتالي تكريس الموقع الدفاعي للبنان بدل الموقف الهجومي الذي تخشاه حكومة الكيان وشعبها وملحقاتهما في المنطقة …وهو لذلك كان يضرب في غزة ويوجه تهديده للبنان……
٢- حاول العدو حصر المعركة مع ” الجهاد الاسلامي ” معتقدا واهما ان بإمكانه تحقيق انتصار ساحق، والافادة من عدم استفزاز قطر وتركيا في حال توسيع المعركة لتشمل ” حماس”، كما اعتبار ان المعركة مع “الجهاد الاسلامي “تحظى بتأييد خليجي نظرا لعلاقة الجهاد الاسلامي المميزة مع ايران وحزب الله …
٣-قرر محور المقاومة استخدام محاولة العدو ولعب اللعبة نفسها ،وانما للوصول الى نتائج عكسية تزيد من فداحة الهزيمة الاسرائيلية .. وبرغم وجود ومتابعة غرفة العمليات المشتركة لسير العمليات فقد حصرت المواجهة ب”الجهاد الاسلامي ” وجلست تنتظر الاستغاثة الاسرائيلية بعد ان انهالت الصواريخ على كل المستوطنات المحيطة والبعيدة وعلى عاصمة العدو، بحيث ظهر وكأنه ليس هناك من مكان آمن في ظل عجز وفشل القبة الحديدية من جهة، والخوف من اي هجوم بري وعجز وارباك وتشتت في القرار السياسي وفي المواقف ..
٤- لقد انهار هدف استعادة الثقة بالقوة الاسرائيلية وتحول الى تأكيد انهيار الثقة بجيش العدوان …
٥-كما انهار على مستوى بعض العرب الترويج للقوة الاسرائيلية المستعادة بفعل المناورات العديدة التي نفذتها قوات العدو طوال الفترة الماضية “تحضيرا للمعركة الكبرى “، فتبين ان كل هذه المناورات لم تمكن جيش العدوان من كسب جزء من معركة صغرى استخدم فيها تنظيم واحد ومُحاصر ،الجزء القليل من القوة التي يملكها ..وهكذا سقطت كل مبررات التطبيع التي يتم الترويج لها لتبرير فعل الطاعة للارادة الاميركية ..
٦-منذ تفاهم نيسان ثم حرب تموز ثم حروب غزة والعدو يحاول في كل عدوان استعادة صورة الجيش الذي لا يقهر، والتي كانت انظمة عربية تستعملها لتبرير خسارتها سلفا للمعارك مع العدو من دون خوضها … وقد جاءت خسارته لمعركته مع”الجهاد الاسلامي”واستغاثته لوقف النار والطلب الى مصر ضمان قبوله بالشروط الفلسطينية ،لتؤكد مرة جديد ان هذا العدو”أوهن من بيت العنكبوت ”
في الخلاصة لقد نجحت معركة غزة في ان تحقق نصرا بكسر الوعي الاسرائيلي، حيث عرف الاسرائيليون جيدا انهم باتوا يفقدون الاستقرار الامني، وان يد المقاومة باتت هي اليد الطولى وانه بات عليهم ان يخسروا المعارك قبل خوضها ….. وان نهاية هذا الكيان باتت قريبة وقريبة جدا ….