العدوان على غزة.. والهدف فيينا!(حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز- خاص
ينفذ العدو الاسرائيلي عدواناً مدروساً في توقيته والجهة الفلسطينية التي يستهدفها.
في التوقيت يمكن رصد ثلاثة استحقاقات كبرى:
الأول: الوضع الداخلي الاسرائيلي عشية الانتخابات والأوضاع الاقتصادية الداخلية وانعكاسها على المجتمع الاسرائيلي، حيث تشير الأوساط إلى تنامي الهجرة الداخلية إلى الخارج ( بلدان التوافد). ويقول خبراء إن شعور المستوطنين أن دولة الاحتلال تفقد قدرتها على حماية شعبها، على الرغم من النجاحات التي حققتها على صعيد التطبيع مع عدد من دول الخليج العربي.
الثاني: الانتخابات الأميركية. فالإدارة الإسرائيلية غير متحمسة للأكثرية الديمقراطية ورفضها لإدارة الرئيس جو بايدن لعدد من الملفات، لعل ابرزها الملف النووي الايراني، وهي من خلال العدوان ستسهم بإضعاف الحزب الديمقراطي لمصلحة الجمهوري.
الثالث: الملف النووي الايراني بذاته، حيث تتحدث المعلومات الجدية عن تقارب بين وجهتي النظر الأميركية والايرانية بتشجيع أوروبي، بهدف الوصول إلى اتفاق مع الجانب الايراني يضمن له حقه بإستخدام الطاقة النووية ويرفع عنه العقوبات مقابل اجراءات تضمن عدم بلوغ الجانب الايراني حدود صناعة القنبلة النووية.
دولة الاحتلال استهدفت القادة الميدانيين في حركة الجهاد الإسلامي( القريبة من ايران) في الوقت الذي كان قائد الحركة في زيارة إلى طهران.
لقد حدد العدو توقيته وهدفه بهدف استدراج الجهاد إلى معركة مرشحة لها أن تتوسع على أمل أن يتسبب ذلك بإنهيار مفاوضات فيينا.
ومن هنا، لا تستبعد اوساط متابعة أن تقدم اسرائيل على توسيع دائرة أهدافها تدريجاً، لتشمل اهدافاً أخرى داخل فلسطين وفي لبنان.
لعبة خطيرة أدخلت اسرائيل نفسها بها، وهي حتى الآن حققت نجاحاً في تصفية عدد من قادة الجهاد، ويبدو انها ستواصل عنوانها لإجهاض مفاوضات فيينا أو تجميده، في الحد الأدنى، إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.