رأي
العالَم.. بين القدسيّة والنفاق (إبراهيم سكيكي)
بقلم إبراهيم سكيكي
عندما كانت المنظمات الإرهابية من أمثال وأشكال داعش وأخواتها التي هي من صناعة ورعاية أمريكية تضرب كنائس المسيحيين الأقباط في مصر في الأعوام القليلة الماضية ،كانت تصدر في لبنان مباشرة مواقف مستنكرة وشاجبة لهذه الاعتداءات المشينة والإجرامية من قبل علماء ومرجعيات المسلمين من السنة والشيعة، والأحزاب الإسلامية والوطنية.
ما حصل في الأسبوع الماضي من حرق للمصحف الشريف من قبل مواطن مجرم وحاقد في السويد، فإن هذه الأنظمة الأوروبية للأسف ، بدل أن تستنكر وتشجُب وتحاسب من يقوم بهذه الأعمال الشنيعة، فهي تحمي المجرم ولا تُراعي مشاعر مليار ونصف مليار من المسلمين الذين يُشكل لهم القرآن أهم مقدس. ولو اتحدت هذه الأنظمة الإسلامية بمقاطعة منتوجات أي دولة لا تُحاسب مواطنيها الذين يقومون بهكذا أعمال مسيئة لأفلست شركاتها المنتجة والمصدرة لأسواق المسلمين.
لقد صدرت تصريحات مُستنكرة وشاجبة من قبل كافة المرجعيات الإسلامية والعلماء المسلمين والأحزاب الإسلامية الوطنية وبعض الرئاسات ،ويُقدّر موقف الرابطة المارونية المستنكرة لهذا العمل المسيء لمشاعر المسلمين.
لكن كان لافتاً عدم إستنكار ذلك من قبل البطريرك الراعي والمطران عودة في قداس الأحد مع أن هذه المنابر تحولت إلى منابر سياسية بامتياز.
ولو قامت مرجعية من مراجع المسلمين بإصدار فتوى إقامة الحد على من يقوم بهذا العمل لهاجت دول الغرب خاصة ،والإعلام الكاذب والمنافق في العالم، استنكاراً لهذه الفتوى، ويتناسى العمل الشنيع المسبب لها ،بل يعتبرونه حرية تعبير لأنهم لا يقيمون وزناً للمقدسات ولا توجد لديهم قيم لاحترام الإنسان والإنسانية.
أمام هذا الواقع، للأسف، إن لم يتّحد المسلمون في موقف موحد وحازم تجاه من يقوم بهكذا أعمال ستبقى مقدساتهم سائبة أمام عالم مُستكبر ومتوحش مدعوم من إعلام على شاكلته.
