بقلم د.أحمد عياش
لن يتغيّر شيء في الانتخابات النيابية المقبلة، سيقفون صفوفا للادلاء بأصواتهم، كل طائفة نكاية بالطائفة الاخرى ستمنح اصواتها لصقور احزابها الطائفية .
لن يتغير المشهد لاسباب بسيطة مختصرة بغياب قادة منافسين حقيقيين، وبغياب القدرة المالية وبغياب ماكينات انتخابية مقتدرة لها تجربتها الطويلة مع مفاتيح الشارع والحارات، والذين يعرفون تماما كيف يخاطبون عقول البعض وكيف يملأون جيوب وامعاء البعض الآخر.
لن يتغير المشهد باستثناء نسبة الاقتراع الضعيف والذي سيقتصر على دائرة جماهير الاحزاب الضيقة.
اغلب الناس لن تخرج من منازلها وستكتفي بمشاهدة التلفاز ولصبّ اللعنة على الجميع.
ستكون نسبة الاقتراع ضئيلة حتى لو ابتكروا خطابات طائفية حماسية متطورة .
اقتراع النكاية بين الطوائف واقتراع ردة الفعل على استفزاز مفتعل وربما متفق عليه سرّا مع الخصم.
لغاية الآن و رغم سقوط الاحزاب الحاكمة الفاشلة واشتداد قهر الناس ، لا يوجد معارضة شعبية قادرة على المنافسة وقادرة على القيادة وقادرة على ايجاد حلول لديون مستعصية على دول وعلى أمم.
وكأنّ المعارضين اللاطائفيين يوحى اليهم بعدم الاستيقاظ والنهضة.
رغم سوء ادارة الصراع مع الاحداث كافة ،سيتمكن حزب الله من اعادة نوابه المتكررين، إنما بنسبة اقتراع اقل. كما ستلاقي حركة امل صعوبة في اقناع الناس بالخروج من بيوتها الى صناديق الاقتراع.
سيخسر التيار الوطني الحر عددا من نوابه لصالح مستقلين ولأسماء من بيوت سياسية قديمة غير حزبية، بينما ستزيد القوات نوابا جددا الى حساباتها بحجة مقارعة هيمنة حزب الله على قرار البلد.
سيلاقي تيار المستقبل صعوبة كبرى لابقاء عدد النواب نفسه لافتقاره لاي خطاب تحريضي ضد الآخرين، بعدما دخل بتسويات سياسية كبرى وصغرى مع القريب والبعيد.
سينجح الحزب التقدمي باعادة رموزه النيابية بعدما افل نجوم المنافسين له واستنفذوا شعبيا، لقلة امكانات الخدمات لديهم ولغياب الكاريزما القيادية الدرزية المنافسة.
لن يصل احد من كل الذين صرخوا وتألموا وكافحوا وفضحوا بنية الحكم واصحابه الفاسدين.
الناس تصفق للشجعان ،انما تؤيد من تعتقده يمثل مصالحها الفردية .
لم يتحول شخص واحد من الحراك او من انتفاضة الخريف لقائد اصلاحي او ثوري، وذلك لغياب الفكر الاستراتيجي ولهيمنة العقل المتردد والحذر والخائف الى حد الجبن بدل تقدم عقل المقامر-المغامر-الثوري-الثوري الناضج.
ناهبوا البلاد مرتاحون على وضعهم، ليس لأنهم دهاة، بل لأن الساحة خالية من منافسين لامعين قادرين على تشكيل جبهة عريضة في طول وعرض البلاد.
قادة المعارضة الافتراضية لا يحبون ويشككون ببعضهم البعض.
ستكون نسبة الاقتراع ضئيلة، لن تتعدى 30%، ما يكفي لتورث الطبقة السياسية ابناءها زمام الأمور، والذين سيعيدون نفس الحكاية انما بوسامة وبأجساد رياضية شابة.
المأساة ستطول لغياب صدمة نفسية شعبية جماعية تنتج قادة ثوريين، تتعلق بهم القلوب والعقول والآمال لقيادة البلاد نحو الامام.
عذاب الدنيا صار اشدّ من عذاب القبر والجحيم، وجماهير الطائفيين ما زالت تعتقد وتؤمن بالنجاة.
للاسف الشديد، يضيع الشرفاء فرصة تاريخية لتقديم قادة جدد من زفت الشارع وغباره ،وفي مشهد هوليودي نضالي حقيقي و واقعي تحبه للناس .
المضحك ان كل الاحزاب الحاكمة الفاشلة ستتراجع بقوة ورغم ذلك لن يتقدم ولن يفوز احد من المعارضين لسياساتهم.
الطبقة السياسية تتحالف بالخفاء لتبقى.
اسابيع قليلة جدا ويخسر الوطنيون فرصتهم في قلب الطاولة على الرؤوس الحاكمة، وفي فرض قادة جدد على الساحة لانتهاء الزمن الصح ولاختفاء المكان المناسب.
مولخا مولخا لك المجد وللشرفاء حكومة ثورية.
زر الذهاب إلى الأعلى