الضاحية الجنوبية تعود إلى الحياة تدريجياً
الحوارنيوز – صحافة
كتب تمجيد قبيسي في صحيفة الأخبار:
تتواصل العودة التدريجية بوتيرة تصاعدية لأهالي الضاحية الجنوبية إلى منازلهم، مع عودة مظاهر الحياة ليلاً ونهاراً، خصوصاً في الشياح والغبيري والطيونة وحي ماضي ومعوض وحي السلم والأوزاعي والجناح وبئر حسن وأوتستراد السيد هادي وطريق صيدا القديمة. إذ تشهد هذه المناطق الأقل تضرراً من العدوان حركة كثيفةً واكتظاظاً سكانياً، بعدما انتقل إليها بعض أهالي المناطق المجاورة وآخرون من الجنوب والبقاع ممن دُمرت منازلهم. في المقابل، يسيطر مشهد الحرب على حارة حريك وبرج البراجنة وبئر العبد والليلكي والمريجة والكفاءات والرويس والقائم والجاموس وصفير والسان تيريز التي نالت النصيب الأوفر من التدمير. ويطغى الظلام الدامس عليها مع حلول المساء، فيما لا تزال حركة العائدين إليها خجولة بانتظار توفر الخدمات الأساسية. لكن، رغم ذلك، أعيد افتتاح عدد كبير من المحال التجارية والصالونات والمقاهي التي لحقت بها أضرار طفيفة بعدما أزال أصحابها الركام المحيط بها، واستعاضوا عن انقطاع الكهرباء والمياه والستالايت وشبكة الاتصالات والإنترنت بالمولدات الصغيرة والـ Ups لتسيير أمورهم.
أما نهاراً، فتشهد كل مناطق الضاحية حركة طبيعيةً وزحمة السير المعتادة، مع انهماك أصحاب المنازل التي لا تزال صالحة للسكان في إنهاء أعمال التصليح والصيانة (الزجاج، الألمنيوم، الأبواب والنوافذ…) والتنظيف، وفتحت معظم التعاونيات ومحطات الوقود التي خرجت عن العمل خلال الحرب أبوابها، إضافةً إلى جميع فروع «تعاونية السَّجاد» التابعة لحزب الله.
وقالت مصادر بلدية لـ«الأخبار» إن خطة وُضعت بالتعاون بين اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية والعمل البلدي في حزب الله وكشافة الإمام المهدي، للتنسيق مع الوزارات المختصة (الطاقة والمياه، الاتصالات، الأشغال العامة والنقل…) في أعمال الصيانة المتعلقة بعمل كل وزارة، فيما تستمر الجولات الميدانية لفرق من البلديات ومؤسسة جهاد البناء للكشف على المنازل والمباني المتضررة. وأشارت إلى درس تلزيم شركات تعمل في تجارة المعادن والخردة لجرف الردم والمعادن من الطرقات، فيما يبقى موضوع ركام المباني بانتظار مقررات الحكومة لناحية تلزيم الشركات واختيار المكان الذي سيتم نقل الردم إليه.
وبعد فتح معظم شوارع الضاحية، أكد رئيس بلدية الغبيري معن الخليل لـ«الأخبار» أن البلدية انتقلت إلى الخطوة الثانية التي سيتم خلالها توسعة الطرقات وإنارتها وتشحيل الوسطيات وصيانة إشارات السير على التقاطعات، فيما لا تزال بلدية برج البراجنة المعروفة بأحيائها الضيقة تعمل على فتح الطرقات التي يفترض أن ينتهي العمل بها قريباً جداً وفقاً لرئيس بلديتها عاطف منصور.
وألحق العدوان أضراراً جسيمة بسنترالات الهاتف الثلاثة التابعة لـ«أوجيرو» في الضاحية. وقال وزير الاتصالات جوني القرم، الذي جال الأسبوع الماضي في الضاحية، لـ«الأخبار» إن أعمال الصيانة انتهت في سنترالي أليسار والعمروسية، فيما «هناك مشكلة كبيرة في سنترال المريجة الذي يحتاج إصلاحه حوالى شهرين. ونعمل بالتنسيق مع شركتي ALFA وMTC على تركيب Fix Wireless Solution (هوائي)، كبديل مؤقت ريثما يتم علاج السنترال الرئيسي». وعن خدمة الإنترنت وشبكة الاتصال الخليوي، أشار القرم إلى أن 7 محطات تابعة لشركة MTC (الحدث، السان تيريز، صفير، مار مخايل، المشرفية، و2 في بئر العبد) من أصل 58 تضررت ويجري العمل على صيانتها، فيما عادت 19 محطة متضررة (من أصل 50) تابعة لشركة ALFA إلى العمل، ولا تزال هناك 8 محطات معطلة، 3 منها سيستغرق إصلاحها أسبوعاً كحد أقصى، و4 مدمرة سيحتاج تركيب بديل لها حوالى 3 أسابيع، وواحدة مدمرة جزئياً سيُعمل على صيانتها هذا الأسبوع».
وفي ما يتعلق بصيانة المياه، قال مستشار وزير الطاقة والمياه خالد نخلة لـ«الأخبار» إن الوزارة «تعمل على مسح الشبكات المتضررة بالتعاون مع البلديات، وسينتهي المسح خلال أسبوع، على أن تبدأ التصليحات مع انتهاء أعمال جرف الطرقات»، مؤكداً أن حجم الأضرار كبير مقارنةً بالجنوب والبقاع.
وفي ملف الكهرباء، تم الانتهاء من صيانة محطة توزيع حارة حريك التي تؤمّن التغذية لمناطق حارة حريك وبرج البراجنة، وتقتصر الأعطال حالياً على الكابلات والأعمدة، وقد تم تأمين الكابلات الضرورية لتغطية المنطقتين من قبل شركة كهرباء لبنان، إضافةً إلى زرع أعمدة جديدة. أما في نطاق بلدية الغبيري التي تستمد الكهرباء من محطة الحرش، فتقتصر الأضرار على شبكات الإمداد، بينما تُعد مناطق بلديتي المريجة والحدث (الليلكي) المتضرر الأكبر من ناحية خطوط الإمداد والكابلات.
وأنجز عدد من أصحاب المولدات والساتلايت الأسبوع الماضي إعادة وصل الكابلات التي يُمكن وصلها، فيما يستغرق إعادة تمديد كابلات جديدة حوالى 10 أيام، و«الأمر مرهون بانتهاء أعمال الجرف التي تحتاج أياماً قليلة» وفقاً لمصادر متابعة.