الصفقة تشمل لبنان والرئيس المتوازن في ٩ كانون الثاني(رضون الذيب)
الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتب رضوان الذيب في صحيفة الديار يقول:
بوتين سهّل الانقلاب الأبيض على الأسد ووضعه بتفاصيله قبل ١٠ أيام؟
أنقرة قدّمت الجولاني “بالكرافات” و”الجينز” ومرحلة انتقالية لإجراء انتخابات رئاسيّة
قبل سقوط النظام السوري كلام، وبعده كلام وادبيات جديدة، ويبقى السؤال الاساسي، هل تشمل الصفقة الدولية والإقليمية الكبرى التي اطاحت بالنظام السوري لبنان، يجزم اكثر من متابع بالتأكيد، ويشير الى ان البلاد ستشهد ولادة رئيس جديد للجمهورية في ٩ كانون الثاني على مسافة من كل الاطراف السياسية والطائفية والاقليمية والدولية، لايستفز احدا، رجل متوازن قادر على قيادة المرحلة الانتقالية بـ “ميزان الذهب”، وهناك اسماء لافتة كقائد الجيش جوزف عون، جورج خوري، ابراهيم كنعان، ناجي البستاني وسمير عساف وغيرهم، على ان يقود الرئيس الجديد مرحلة الاعمار وبناء الدولة مع حكومة أكاديميين وبيان وزاري جديد يراعي هواجس الجميع عبر مصطلحات لغوية ترضي كل الاطراف ولاتشكل نقزة لاي فريق وخصوصا للشيعة، مع نفضة إدارية شاملة في كل المواقع الاولى بعد اجراء الانتخابات البلدية وربما تقديم موعد الانتخابات النيابية في ظل الكم الهائل من الاسئلة حول المجلس الحالي والطبقة السياسية وممارساتها، لكن “الشياطين تكمن في التفاصيل” وعامل الوقت قد يلعب الدور الأول في الانتقال إلى المرحلة الجديدة او تمديد المرحلة الحالية .
وحسب المتابعين للتطورات، حزب الله وافق على وقف النار وقدم للحكومة كل التسهيلات وشكر كل القوى السياسية يمينا ويسارا على ما قدموه للنازحين وفتح يده للجميع، لذلك المطلوب خطاب سياسي داخلي هادئ بعيدا عن التشنجات التي لن تغير شيئا في اللوحة المستقبلية، لان ما كتب قد كتب.
وحسب المتابعين ايضا، فان ما حصل في سوريا كان نتيجة تفاهم اميركي ـ روسي ـ اوروبي ـ عربي ـ تركي، وبوتين قاد الانقلاب الابيض على الرئيس الاسد واقتنع بضرورة مغادرته منذ سنة، وبدأ التنفيذ مع زيارة الوفد الروسي الى اسرائيل اواخر شهر اب، ونقل الوفد رسائل من اسرائيل الى الاسد رفضها بالمطلق، وقبل ١٠ ايام زار الرئيس الاسد موسكو سرا والتقى بوتين الذي وضعه في صورة التطورات الإقليمية والدولية وعدم قدرة روسيا على تأمين الغطاء الجوي للقوات السورية، وضرورة مراعاة المصالح التركية وسنة الشيشان وعلاقاتهم مع الاخوان المسلمين، بالاضافة الى صعوبة الاوضاع العسكرية في سوريا والحذر الروسي من تكرار سيناريو الجيش الاحمر السوفياتي في افغانستان اذا تم التورط بريا، والحاجة الروسية الى العلاقات المتوازنة مع دول المنطقة، وترك بوتين القرار لبشار الاسد بالتنحي او الدخول في حرب طاحنة غير مضمونة النتائج ولايمكن لروسيا المشاركة فيها، وحسب ما نقل، فان بوتين قال للاسد، “اذا صمدتم من الممكن أن نتدخل وتؤمن الغطاء الجوي، لكن الأمور صعبة مع قوة المسلحين وإلغطاء التركي والاسلحة الحديثة التي بحوزتهم وحجم المسيرات ومشاركة كل الفصائل المسلحة بالقتال مع التقنيات التركية والغربية”، علما ان الصفقة تعطي روسيا كل ما تريده لانهاء الحرب الاوكرانية وصولا الى تنحي زيلنسكي، ومن التسريبات التي عممها الروس، ان “الإيرانيين لم يكونوا معارضين لاشراك الاخوان المسلمين في اي حكومة سورية جديدة حتى لو بقي بشار الاسد في الحكم”.
وفي المعلومات، ان القيادة الروسية شرحت للعديدين من حلفائها في المنطقة، كيف رفض الاسد كل النصائح الروسية لعقد المصالحة مع اردوغان الذي ابدى كل التنازلات لفتح صفحة جديدة مع النظام والوصول الى حل سياسي بمشاركة القوى الخاضعة للسيطرة التركية، وفي المعلومات، ان التباينات الإيرانية الروسية بعد وصول ترامب لعبت دورا اساسيا في الخلاف حول سوريا. وتفاقمت على مسألة دخول تركيا عضوا اساسيا في منظومة البريكس ورفض طهران للامر، هذا بالاضافة الى ان الروس “اسرائيليو الهوى” في المنطقة وليسوا مع الدعم الايراني المطلق لحماس وحزب الله ومع ترتيب العلاقات بين سوريا واسرائيل باي ثمن وهذا مارفضه الاسد، وكانت اسرائيل تبلغ روسيا عن الغارات الاسرائيلية قبل ١٠ دقائق من تنفيذها في سوريا.
وحسب متابعين سياسيين، روسيا خرجت من المنطقة ولن تعود، نتيجة قيادتها الانقلاب الابيض ضد سوريا، و حلم اكبر القياصرة الروس كاترين الثاني بالوصول الى المياه الدافئة في الساحل السوري وقولها “سوريا مفتاح بيتي” تبخر مع بوتين الذي شرح للاسد ما يعانيه في اوكرانيا وعجز جيشه عن احداث اي تبدلات ميدانية والحاجة الى التسوية مع ترامب، وطلب العون من كوريا الشمالية، وفي هذه الحالة ،كيف يمكن ان يساعد النظام السوري؟ وحسب المعلومات، ان الروس لن يبقى لهم أي وجود مسلح وسيتم تفكيك قاعدة حميميم بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة .
وفي المعلومات ايضا، ان الاسد بعد العودة من موسكو قرر التنحي، وخلافا لما يروج، وضع كل المقربين والقيادات العسكرية في اجواء القرار، وفي المعلومات، ان البعض عارض القرار واقترح القتال في دمشق وتمسك بذلك، لكنه تبين ان الروس يملكون مفاتيح اساسية في الجيش السوري، وسربوا للإعلام عن تباينات في قيادة الجيش، وهذا ما جعل الاسد يتمسك بقرار التنحي تجنبا للانقسامات.
وفي المعلومات، ان الحكومة السورية الجديدة برئاسة محمد البشير ستدير المرحلة الانتقالية لتامين انتخابات رئاسية بعد فترة وليحكم من يحكم، هذا الاتفاق رعت أنقرة تنفيذه في الدوحة بحضور روسيا وايران والعراق وطلب الاسد شخصيا حضور السعودية والامارات ولم تعرف الأسباب، وصدر القرار برحيل الاسد الذي ابلغ به بواسطة الروس، فغادرت طائرته الى موسكو، فيما نجحت تركيا بتقديم وتسويق الجولاني للاميركيين “بالكرافات” “والجينز” بدلا من “تاريخه الارهابي” والتعهد بنهج حزب العدالة والتنمية في الحكم في سوريا عبر دستور جديد يضمن كل مكونات الشعب السوري وحدود الدول المجاورة وحفظ الامن وتطبيق القانون على الجميع وعدم اراقة الدماء ومنع التعديات والتشفي، واذا نجح الجولاني في هذه الخطوات فان الرئاسة السورية محسومة له والا دخلت في الفلتان والتقسيم، وبالتالي فان الحكم على المرحلة الجديدة مرهون بالممارسات خلال الفترة الانتقالية.
وفي المعلومات، ان كبار اركان النظام السوري غابوا عن السمع منذ ١٠ ايام تقريبا وتم تسليم هيئة الاركان بشكل سلمي، كما جرى تسليم حماة وحلب وحمص دون اي قتال، وابلغت قيادة الجيش السوري الحلفاء اللبنانيين والعراقيين والايرانيين ضرورة مغادرة حمص قبل ٤ ساعات من تسليمها من قبل الجيش السوري الى المسلحين دون اي رصاصة، وفي المعلومات المؤكدة. وتدخل الطيران الروسي في وقف الهجوم الواسع للمسلحين في ريف اللاذقية عندما حاولوا التقدم باعداد كبيرة وضخمة، توازي أضعاف الذين شاركوا بالهجوم على محاور حلب، وذكرت المعلومات، ان مشاركة الطيران الروسي كانت الاعلى والاعنف منذ ٢٠١٥ مما ادى الى وقف الهجوم وضربه كليا على ريف اللاذقية .
والسؤال، هل تلفح رياح”الاخونجية” مصر والاردن في ظل التحولات الكبيرة؟ هل تعود التحركات الى الموصل وسنة العراق؟ اين أيران في ظل الحرب العالمية عليها؟ وهل بات حكما عليها القتال داخل طهران بعد خسارة سوريا والحرب العالمية على حماس وحزب الله وحاجتهما لسنوات لترتيب اوضاعهما؟