الصفعة:رسالة الى السيد على هامش خطابه
استمعت لخطابكم، كنتم كعادتكم واضحين، قريبين الى العقل اكثر من قربكم للقلب، ولا ضير ان ناشدتكم الناس التدخل فإنّها كما قلتم تثق بكم شخصيا، وحسنا فعلتم ان شرحتم اسباب عدم قدرتكم على النزول الى الشارع. وبالمناسبة فإننا نهنئكم انكم لم تروا في المتظاهرين عملاء اميركيين ،لأنهم وبأغلبهم قد قاتل أباؤهم اسرائيل وهم انفسهم يقدسون المقاومة .
شرحتم الاحداث بدقة و شخصتم الداء بمهارة ،الا انكم لم تصفوا العلاج المناسب للأحداث "للصفعة"، لأن الدواء ليس بإعطاء الفرص لمن فوّت كل الفرص ،وليس بإفساح المجال للتفكير لمن سرق البلد، وليس بترسيخ فكرة دفع ضرائب من فقير ومن محتاج ومن ميسور على قدّ الحال ،بل بإستعادة الأموال المنهوبة من المال العام من سارقيها الأحياء والأموات، من استعادة المال الحلال من الذين تعرفهم كل الناس، إلا من القضاء ومن التفتيش المركزي و من ديوان المحاسبة ومن الاعلام الموجه بحجة توازن مافيا الطوائف.
ايها القائد،
تعلم ان جماهير حزب الله بحالة مادية محرجة، وتعلم انهم يقولون في الخفاء ما يردده المتظاهرون في الشارع ،وتدري ان المتظاهرين البارحة وقبل البارحة كانوا هم من يدافعون عن مصلحة جماهيركم المعيشية، لأن القاء القبض على اللصوص ليس مطلبا لمتظاهر عفوي فقط بل مطلب لكل الناس .
ايها القائد،
شتمت الناس السيد حسن فضل الله ليس كرها به، بل لأنه ورّط نفسه وورطكم معه بفتحه ملف فساد تبين انه اصغر منه بكثير ،صدقته الناس وانتظرت حتى نفذ صبرها ،الى ان قال السيد محمد رعد ان ما مضى قد فات ،وانتم تدرون ان ما ضاع مطلب من خلفه مطالب ، فمن ورّط قيادتكم بملف فساد يطال حلفاء لبنانيين وسوريين ؟
المتظاهرون مسالمون، كان الاب والام مع اولادهم الجامعيين في الشارع، كان الاب والام مع اولادهم العاطلين عن العمل ومع القهر ومع الفقر ومع العوز، بينما اللصوص يتنافسون على البذخ في افراح ابنائهم من امول الشعب المسروقة.
لا ليست "الواتس أب" ابدا، انه تراكم غضب سنين وتراكم قهر و وصول سكين العوز الى الرقبة للذبح ،وان نجحت السكين بالذبح فجماهير المقاومة اوّل المذبوحين.
ايها القائد ،
للمرة الاولى تعبّر الجماهير بوعي عن لا وعيها، وللمرة الاولى اسمع لاوعي، لأن الجماعة بهذا الوضوح وبهذه الصراحة وكل ما يوصله لك المستشارون غير ذلك ليس صحيحا…
هل تعلم من هم المتظاهرون، انهم المهزومون، انهم بقايا شرفاء حالمون، انهم فوضى مهذبة ، انهم الصدفة ، انهم التقاء اتجاهات الآلام مع خطوط الآهات مع سهام رياح الاقدار.
نحن بأقلامنا مستشاروك الخلص والاوفياء وصديقك من صدقك…
اننا لصادقون.