سياسةشرق أوسط

الصراع السعودي الايراني مع تركيا :هل يعيد التاريخ نفسه؟(نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 تتنافس الدول الثلاث ،إيران والسعودية وتركيا، على حجز الموقع الريادي على مستوى المنطقة كقوة إقليمية وعلى زعامة العالم الاسلامي  بمذهبيه “السني والشيعي”، حيث تتنافس تركيا والسعودية على مرجعيه العالم الإسلامي “السنّي” ، بالتوازي مع زعامة ايران للإسلام السياسي الشيعي.

 ويبدو ان التاريخ سيعيد نفسه في الصراع الإيراني-التركي بالمعطى المذهبي وتأمين المصالح ،كما حصل بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية من معارك طاحنة انتهت بإنتصار العثمانيين على الصفويين في معركة “جالديرين” قبل 400 عام، واستعادت تركيا العراق من الدولة الصفوية، وتعود الآن لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا وبلاد الشام. وقد سجّلت اولى انتصاراتها بطرد ايران من سوريا وضمها للقرار السياسي والاقتصادي التركي.

أما بالنسبة للصراع السعودي-التركي، فجذوره مذهبية أيضاً، عندما أيّدت الدولة السعودية الأولى الدعوة الوهابية بزعامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، التي شنّت الحملات المتكرّرة على الجيوش العثمانية واستطاعت في احدى الحملات الوصول الى حوران وأبواب دمشق ،ما اقلق الدولة العثمانية، وبادر الخليفة العثماني لتجهيز حمله ضد السعوديين والوهابيين وانتهت بالقضاء على الدولة السعودية واسر ملكها “عبد الله بن سعود” ونقله الى “الأستانة” حيث تم إعدامه بقطع الرأس وتعليقه على عمود في الساحة العامة في العام 1818.

عادت الحرب التركية-الإيرانية بصيغتها المعاصرة، ويبدو ان المصالح الاقتصادية لم تستطع تقييد او منع الحرب بينهما ،بالواسطة وبشكل غير مباشر، ويمكن ان نصل للحظة ،للحرب المباشرة بينهما بدون قفازات، واولى المعارك كانت في العراق عبر غزوة” داعش”، وانتصرت ايران مع العراقيين على الحملة التركية –الداعشية، والمعركة الثانية كانت في سوريا واستمرت 13 عاماً وانتهت بإنتصار تركيا على ايران  والدولة السورية بالضربة القاضية. وبالتلازم مع الخسارة الإيرانية لساحة العراق وسوريا ،خسرت السعودية أيضاً ساحة العراق وسوريا، وكانت قد خسرت قبل ذلك الساحة المصرية بعد فوز “الأخوان المسلمين” بالحكم. ويشتعل الان التنافس والصراع على الساحة اللبنانية بين تركيا والسعودية وإيران، ولكل دولة حضورها المذهبي في لبنان من المقيمين والنازحين واللاجئين.

تستطيع تركيا توسيع نفوذها في لبنان  بشكل مباشر في منطقتي الشمال وطرابلس ومنطقة مجدل عنجر والبقاع الغربي، وبشكل مباشر مع بعض المجموعات الإسلامية في المخيمات والمناطق ،أما السعودية فإن حضورها يقتصر على الطائفة السنيّة من المعتدلين والتي اصيبت بضربة كبيرة بعد حلّ تيار “المستقبل” وعزل الرئيس سعد الحريري، مع حضور سعودي  معنوي وازن على مستوى السياسة في لبنان. أما إيران فان حضورها الوازن هو عبر الشيعة في لبنان وبعض الحضور السنّي الخجول والخائف.

هل ستكون الساحة اللبنانية ساحة صراع بين هذه الدول الثلاث، ويمكن ان تجمع المصالح السعودية وإيران لمواجهة النفوذ التركي الذي يتحالف ويتعاون مع اسرائيل بشكل مباشر ميدانيا وسياسياً واقتصادياً، والذي يملك من نقاط القوة ما يؤهله لربح الساحة اللبنانية أيضاً.

ان خسارة السعودية للساحة اللبنانية خسارة كبيره وصفعة للسياسة الخارجية السعودية ،لأن خسارتها للبنان خسارة معنوية ومادية ،خلافاً لخسارتها كل الساحات العربية، وكذلك إيرانفإن خسارتها للبنان يعني خروجها من آخر دولة عربية بشكل مؤثر، وبقاء وجودها عند العرب على مستوى البعثات الدبلوماسية او بعض التجار والسياح.

هل تبادر السعودية لإعادة إحياء تيار المستقبل والعفو عن الرئيس سعد الحريري، لمواجهة  التقدم التركي ومنع سقوط الطائفة السنيّة في دائرة الجماعات التكفيرية المتطرفة ؟

 هل تطور إيران والسعودية التفاهمات والتعاون بينهما لمواجهة التقدم التركي، والذي يمكن ان تنضم اليه مصر في وقت لاحق لحماية نفسها؟

هل يقتصر التنافس والخلاف السعودي-التركي والإيراني-التركي في لبنان سياسياً ،أم أنه سينزلق الى الشارع والصدام الساخن؟

أولى المعارك في انتخابات رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة..  

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى