الصديق الدكتور وجيه فانوس … وداعاً(محمد قجّة)
محمد قجّة – الحوارنيوز
تتوالى الأنباء الصادمة حول رحيل المفكرين والأدباء العرب.
تعود معرفتي بالصديق الدكتور وجيه فانوس إلى عشرين عاما، حينما التقينا في مؤتمر ثقافي في مدينة تونس العاصمة، وكان مؤتمراً رفيعاً بإهتمام رئيس الجمهورية التونسية، وشارك فيه عدد واسع من الباحثين العرب، وكان موضوع المؤتمر :
( صور من التسامح والتكافل في التراث العربي والحضارة الإسلامية )
ومنذ اللحظة الأولى أحسست اني اعرف الدكتور وجيه منذ زمن بعيد ، رغم أننا التقينا في تونس .
*****
وجه وضيء، وابتسامة دائمة، وحديث عذب لماح، وثقافة موسوعية، وانتماء صريح إلى الثقافة العربية.
قلت له :
هناك المقولة المعروفة: “لكل إنسان من اسمه نصيب، وانت لك نصيبان: انت الرجل الوجيه، وانت فانوس الأدب والفكر .
*****
وتجدد لقاؤنا في مؤتمرات أخرى في بلاد عربية وغير عربية، وكنت حريصا على زيارته حينما أكون في بيروت التي لي فيها اصدقاء من المثقفين والشعراء والفنانين، وكان في طليعتهم الدكتور نقولا زيادة، رحمه الله، كما دعوت الدكتور وجيه إلى حلب بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 ، وكانت محاضرته عن ” الاسلاموفوبيا “.
*****
لن أقدم هنا سيرة ذاتية للصديق المرحوم الدكتور وجيه، ولكن لا بد من لمحة في هذا المجال :
1- ولد في بيروت 1948 ، وفيها استكمل تعليمه حتى تخرجه من الجامعة اللبنانية في كلية الآداب.
2 – حصل على الدكتوراه في النقد المقارن من جامعة ” اوكسفورد “1980 ” انكلترا “
3 – أستاذ في الجامعة اللبنانية ، وأستاذ زائر في كثير من الجامعات .
4 – رئيس المركز الثقافي الإسلامي في لبنان
5 – رئيس ندوة العمل الوطني .
6 – الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين حتى 2019 , ونائب الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب .
7 – له أكثر من عشرين كتابا في النقد والأدب والحضارات ، ومئات المحاضرات والمقالات
8 – استمر شعلة من الحيوية والنشاط والعمل الدؤوب حتى وفاته المفاجئة عن عمر 74 عاما ، وكان الاتصال بيننا يوميا تقريبا على صفحات التواصل الاجتماعي، مراسلة وتعليقا وتحية عابرة .
رحل عنا ويبقى ذكره الطيب في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والانسانية
* باحث ومؤرخ – سورية