الشيوعي ينعى حسام الصباح
الحوارنيوز – خاص
نعى الحزب الشيوعي اللبناني واللجنة الثقافية الفنية “الفنان المخضرم المبدع حسام الصباح، الذي غادرنا اليوم متأثراً بإصابته في حادث سير، وهو في عزّ العطاء والتألق، بعدما أغنى حياتنا الثقافية والفنية في لبنان والعالم العربي بعشرات الأعمال المتنوعة، من المسرح إلى السينما والتلفزيون وفي الكثير من المحطّات الوطنية التي كان يقف فيها إلى جانب رفاقه من العمال والفلاحين وأبناء جلدته من الفقراء والمسحوقين، وكذلك زملائه الفنانين.
واضاف بيان الشيوعي: ” لقد عرفت الساحات النضالية فقيدنا حسام الصباح مثلما عرفه المسرح والتمثيل والإخراج والتأليف وكتابة الحوارات وغيرها من الشخصيّات التي جسّدها على المسرح وعلى شاشات السينما والتلفزيون؛ إذ بقي “أبو نبيل” يتذكّر أهله وأبناء وطنه، لا سيما في الوقفات الوطنية والتظاهرات والمواقف الشجاعة، كيف لا وهو الذي اختار نهجه العلماني اليساري منذ نعومة أظفاره وناضل في سبيل حقوق الناس وفي صفوف المسرح الشعبي ومع اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني وفي الخبز والعيش الكريم وفي المساواة وفي وقف الهدر الحاصل في المال العام ونهج المحاصصة والفساد المستشري في هيكل الدولة من أعلاها إلى أسفلها، وقد برزت مواقفه هذه واضحة في مجمل أعماله التي أشرف عليها كتابة وإخراجاً وتمثيلاً.
لقد خسرت الحياة الفنية والثقافية والاجتماعية في لبنان ركنا من أركانها الخلّص، ومبدعاً تألق أنّى حلّ أو كان، وهو برحيله سيترك فراغاً كبيراً لن يعوّض، فهو خيّال عصامي من منبت الأرض الجنوبية، النبطية، يتحدّر من عائلة معروفة بتواضعها وانصرافها إلى الشأن العام بمختلف ميادينه. وينبثق في الوقت عينه من معين ثقافي لعب حسام الصباح دوراً ناجعاً في صقله وبلورته ورفده بالعلم والكفاح والاطلاع، مع استناده طبعاً إلى موهبة فطرية اكتشفها باكراً أبناء مدينته، ثم البيئة المحيطة وأنديتها الثقافية، لا سيما نادي الشقيف، فالمنتديات المسرحية والتلفزيونية الأوسع في لبنان والعالم العربي.
وقد قال عنه الباحث البروفسور سليم سعد في نقده وتحليله لمسرحية “حلم رجل مضحك” من تأليف دستوى يفسكي وإعداد وإخراج الدكتور طلال درجاني: “بالإضافة إلى كون الممثل حسام الصباح قديراً، متعلماً وجريئاً، ظهرت نتائج العمل الدؤوب الذي قام به، إذ قام بنقل الرؤيةِ الإخراجيةِ المميزة لطلال درجاني والنصِّ العميقِ والدقيق لدستوى يفسكي، بالشكل الأرقى والأكثر تعبيراً في عصرنا المسرحي الحالي. وبهذا أحرز بعمله هذا نقلةً نوعية في المسرح الكلاسيكي العالمي على أرض لبنان، المسرحِ الذي راح يتجنبه كثيرون من الممثلين والمخرجين بسبب الدقة والتشدد ليلجأوا إلى المسرح الحرِّ المركب، أو إلى غيره من الأنواع الحديثة الأكثر حريةً وسهولة. فهو الممثل والحكواتي الكلاسيكي والشخصية الرئيسية المعبرة لهذا العمل، إلى جانب ظهوره كإنسان واقعي الوجود وخيالي التفكير في آن بالإضافة إلى الحس الفلسفي المتألق”.
وإذ تنعي اللجنة الثقافية في الحزب الشيوعي اللبناني الفنان الفقيد حسام الصباح تتقدم من عائلته الصغيرة، وكذلك من عائلته الأوسع في النبطية وجنوب لبنان وفي أرجاء الوطن، بخالص آيات العزاء، راجية لهم الصبر والسلوان ولروح الفقيد الرحمة والسلام.