الشيوعي وطعن الخناجر ورئاسة الجمهورية (حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
جند الحزب الشيوعي ماكينته الانتخابية في الانتخابات النيابية السابقة لمصلحة اللوائح التغييرية، ونجح في اختراق “لائحة قوى السلطة” في دائرة الجنوب الثالثة بمقعدين لمصلحة الياس جرادة وفراس حمدان.
انتهت الانتخابات وانتهت الصلة الوثيقة بين الشيوعي وكل من جرادة وحمدان.استمرت العلاقة في الشكل مع حمدان، فيما علاقة جرادة بدأت متقلبة لكنها تماهت في المحطات الرئيسية مع الرؤية الوطنية العامة للشيوعي من دون أن يرتبط اسمه بالشيوعي بأي شكل من الأشكال.
الشيوعي حزب الشهداء والمناضلين الأنقياء، مطلق المقاومة الوطنية مع قوى أخرى في العام ١٩٨٢، وصاحب الشعار الذي ربط بين “التحرير والتغيير الديمقراطي”، قاوم حصار ألأحزاب الطائفية ورفض المس بإستقلاليته، وابقى بوصلة المقاومة بإتجاه الجنوب وكان العصب الوطني في التحركات الشعبية، ها هو اليوم يتعرض لخيانة من دعمهم واعطاهم اصواتا كافية ليصلوا إلى البرلمان.
اعتاد الشيوعي “قلة الوفاء” من مختلف الأحزاب والقوى، لكنه لم ينجح في خوض معاركه الانتخابية بمرشحين من بطانته الصافية أو بتحديد خياراته غير القابلة للطعن!
حمدان كشف عن دعمه للمرشح أزعور، فيما جرادة كان أكثر انسجاماً مع شعاراته وأقرب إلى رؤية “الحزب” الذي لم ير فرقاً جوهرياً بين كلا المرشحين لرئاسة الجمهورية: فرنجية وأزعور، فكلاهما شكل امتدادا لحقبة اجتمعت فيها عناصر الفسادين السياسي والمالي داخليا، مع فرق بسيط بأن الأول كان كفريق سياسي شريكا في اسقاط تداعيات الهيمنة الأميركية على لبنان بعد الاجتياح الاسرائيلي العام ١٩٨٢ من خلال شراكة الرئيس الأسبق سليمان فرنجية، إلى جانب الشيوعي، في جبهة الخلاص الوطني، فيما أزعور كان وما زال وسيبقى موظفا مرتبطا بمحور لا وطن له غير “حقيبة السفر”، ولا شأن له في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الحكم.
عرّى موقف حمدان الحزب الشيوعي واتضح كم كان ” الحزب” محط استغلال، وأصوات مناصريه ذهبت إلى حيث المعسكر الأشد خطرا على لبنان وعلى إنجازات مقاوميه من شيوعيين وغير شيوعيين.
لقد كان النائب اسامة سعد أكثر وضوحا وتميزا إذ رأى أن ثمة خيارا ثالثا ،وهو تعبير مبدئي والتزام بخيار خارج الاصطفافات الطائفية البغيضة، وخارج لعبة المحاور الداخلية والخارجية، وكذا فعل النائب عبد الرحمن البزري والنواب: حليمة القعقور، سينتيا زرازير، شربل مسعد ،وهم بذلك كانوا أقرب إلى الشيوعي.
اعلن حمدان ورفاقه موقفهم فماذا ينتظر الشيوعي كي يعلن موقفه من أولئك الذين باعوه عند أول مفترق، لا بل يحاولون أن يقتطعوا بعض منظماته لتكون أداة بيدهم خدمة لمشروع رهن لبنان بيد قوى أجنبية معادية تاريخياً؟
وجاء في بيان النوّاب أسامة سعد – الياس جراده – حليمة القعقور – سينتيا زرازير – شربل مسعد – عبدالرحمن البزري :
في ظلّ الواقع السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ المأزوم ومشهد الفراغ في مؤسّسات الدولة ولا سيّما في الرئاسة الأولى،
وفي ظلّ الانقسام العامودي المستعاد من صراع مستمر منذ العام ٢٠٠٥ على تحاصص القوة والسلطة، وفي ظل العقم الحاصل بالمؤسسات وغياب الرؤية الوطنية عند القوى السياسية التي تسلّطت على مراكز القرار في الدولة ولا تحترم شروط اللعبة الديمقراطية ومبادئ النظام البرلماني.
وبما أننا جئنا بأصوات اللبنانيين واللبنانيات الذين انتفضوا في ساحات الثورة على امتداد الوطن في لحظة ١٧ تشرين التاريخية من أجل أن نحدث خرقاً بجدار الأزمة ونبدأ بالتغيير الفعلي بالتحالف مع هذه الناس- وكل الناس.
ولأنّنا نعمل لوطن يحفظ حقوق الشعب اللبناني ويعيد ما سُلب منهم ويطمئنهم، في ظلّ مشهديّة هذا الانقسام الحادّ، والاصطفافْ والتخوينْ والتخوين المضادّ، وجرّ البلاد إلى أتون الصدام الذي لا تحمد عقباه.
نعلن أنّنا، وبكلّ مسؤوليّة، لن ننتخب لرئاسة الجمهوريّة سوى من يحمل رؤية واضحة ترتكز على النقاط التالية:
– أوّلاً: استقلاليّة القضاء ومحاسبة المتّهمين بجرائم الفساد، وإعادة التحقيق بجريمة المرفأ ووضعها على المسار الصحيح.
-ثانيًاً: إعادة هيكلة المصارف والعمل على إعادة أموال المودعين بأسرع وقت ممكن.
-ثالثًا: تأمين شبكة حماية اجتماعيّة بما يؤمّن العيش الكريم في مجالات الصحة والتعليم والغذاء وغيرها…
-رابعًا: إدارة حوار جدّيّ يكون هدفه وضع إستراتيجيّة دفاعيّة عنوانها واضح لكيفيّة حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز جيشها.
لذلك،
ولأن جلسة 14 حزيران وبإعتراف مختلف القوى السياسية لا تهدف لإيصال رئيس للجمهورية بل هي جلسة لتقوية الأوراق التفاوضية للأحزاب الطائفية التي أدارت المجلس النيابي على امتداد ثلاثين عامًا بالهيمنة والفساد وتسعير الخلافات،
نحن الموقعون أدناه، نؤكد بأننا لن ننجرّ وراء هذه الأحزاب الطائفية، ولن نساهم في اعادة تدوير هذا النظام الطائفي، ولن ننتخب سوى الرئيس الذي يتشارك معنا هذه الرؤية السياسية.