الحوارنيوز- عاشوراء
برعاية نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب احيى المجلس اليوم الخامس من محرم في مقره،وكان خطيب المناسبة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بحضور حشد من علماء الدين والشخصيات والفعاليات السياسية والنيابية والقضائية والاجتماعية والإعلامية والمواطنين.
وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للمقرىء احمد المقداد، قدم الإحتفال الدكتور غازي قانصو فقال :الاحتلال، وإن طال مداه، لا بد أن يندحر أمام وهج المقاومة، وكذا الظلم، مهما تمادى بطغيانه، لابد أن ينحني أمام إشراقة الحق والعدل. فالطريق هو الحسين، والعنوان حسيني، والرايةُ حسينية، فذاك يُنير دروبنا كمنارة ترشدنا، ونتحدى الصخور المخيفة، نتوجه بالإيمان الحسيني نحو شواطئ السلام. وذلك لا يكون الا بالمقاومة، فهي مصداق آية “وأعدوا،” فنبني بها حصوناً تقي البلاد والعباد من عواصف اليأس والبؤس، ومن الاحتلال الذي يثير في الأرض الدمار، ويسفك الدماء ويهلك الحرث والنسل بالنار، وتدعمه قوى عالمية ظالمة، كان الاجدى لها ان تلتزم بمواثيقها وقراراتها واتفاقياتها.
تلك القوى الغاشمة التي تحاول إطفاء حياتنا بما فيها من نور العزة والكرامة، لا تعرف أن هذا النور يتجدد كلما اشتدت العتمة. إنها القيم يا سادة، التي تنبع من أعماق ما اكتسبناه من سفينة النجاة ومن مصباحِ الهدى آلِ بيت رسول الله ، وبناء عليه بنيت إرادتنا القوية فهي ترفض أن تخضع او تستكين. وكما يتحدى صخر الجبال العالية اقوى الأمواج العاتية، تتحدى مقاومتنا التحديات كلها بقوةٍ وثبات، وتجعلنا في الوطن والامة أشد صلابة وإصراراً على مواجهة العدوان.
وما دامت في العمر بقية، سنستمر، مهما كان عديدنا وعدتنا، جماعة او فرادى، نتحدى الظلم واللؤم، نواجه عدوان العدو، وخذلان الصديق، ونسير على جمر المعاناة، طريق الشوكِ والبنفسج في آن، “وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.”
كلمة قاسم
والقى الشيخ نعيم قاسم كلمة قال فيها:
المقاومة حققت 4 أمور ساطعة، أولاً أعطت القوة للبنان، ثانياً حررت لبنان بعد 22 سنة من احتلال 1978 و18 سنة من احتلال 1982، ثالثاً جعلت للبنان استقلالاً وكينونة بحيث أنَّ الدول المختلفة لا تستطيع أن تتصرف في لبنان بأنَّه ساحة تارةً تفكر أن توطِّن فيه وأخرى تفكر أن تقتطع جزءاً منه لإسرائيل وتارةً تفكر أن تجعله وكراً للمؤامرات والفتن المذهبية، هذا انتهى ببركة المقاومة، رابعاً الحماية، فالبعض دعانا إلى أن نوقف المقاومة بعد سنة 2006 فطالما هناك خط أزرق فيكفي ذلك، ولكن السؤال هو أنَّه لو أوقفنا المقاومة هل ستوقف إسرائيل من أن تهجم على لبنان وتحتل بعض الأراضي اللبنانية؟ هل ستعيد في يوم من الأيام هذا الحق المشروع في 13 نقطة؟ هل كان يمكن أن نرسِّم حدودنا البحرية؟ هل يمكن أن تفكر إسرائيل أنها لا تستطيع أن تهضم لبنان لأنَّ المقاومين فيه بالمرصاد؟ نحن بحاجة إلى حماية للبنان، والمقاومة وفرت هذه الحماية، من لا يريد هذه الحماية فليقل لنا كيف يحمي لبنان؟! البعض يقول اتركوا الأمر للجيش اللبناني، نقول نحن معك ولكن قوموا بتسليح الجيش وزودوه بالإمكانات والتقنيات العسكرية حتى يكون هناك تكافؤ بينه وبين الكيان الإسرائيلي ليستطيع ضرب إسرائيل ولك علينا أن نكون في خدمتهم ونساعدهم دون أن نكون في الموقع الأول المتصدي. نظريات الخيارات البديلة سقطت منذ سقوط القرار 425 ولم يطبق 22 سنة.
نحن اليوم نخوض مساندة من الجبهة الجنوبية لثلاث مصالح: مصلحة إنسانية، مصلحة قومية، مصلحة وطنية. المصلحة الإنسانية أنَّنا نقف بوجه إبادة جماعية ضد الإنسانية باعتراف العالم، ولا يمكن لبشر لديه إحساس قليل إلَّا ويجب أن يقف بوجه الإبادة بكل الإمكانات التي يستطيعها. على المستوى القومي نحن نواجه احتلالاً إسرائيلياً لأشقائِنا وإخوتنا، وفلسطين المركز الأساس الذي فيه القدس وفيه الشرفاء وفيه التضحيات، وبالتالي نحن معنيون أن نبذل جهودنا لتكون فلسطين بوصلة لنا. أما وطنياً فلأنَّ لبنان في دائرة الاستهداف إن لم يكن اليوم فغداً، ودائماً تسمعون التهديدات المختلفة وكانت لتصبح واقعاً لولا أنَّنا أقوياء وفي الميدان، إنما تذهب هدراً لأنَّنا أقوياء وفي الميدان. المقاومة هي ردَّة فعل على الاحتلال وهي من أجل أن تطرده من منطقتنا وبلدنا وفلسطين، هي لم تكن يوماً سبباً لاستجلاب الاحتلال، فالاحتلال هو الذي ولَّد المقاومة.
وفي الختام تلا السيد حسين حجازي مجلس عزاء حسيني.
وكان الشيخ الخطيب استقبل في مكتبه الشيخ قاسم وجرى التباحث خلال اللقاء في تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.