الشهيد محمد عطوي الضحية رقم 27 بالرصاص الطائش في 4 سنوات
كتب محمد هاني شقير:
بعد مرور شهر على إصابته بطلق ناري عشوائي في محلة الكولا وبقائه تحت المراقبة الدقيقة في غرفة العناية الفائقة، أسلم محمد عطوي الروح الى باريه اليوم. ومنذ ذلك الحين وأهله ومحبوه واللبنانيون عمومًا، ينتظرون أن يفتح عينيه على الحياة من جديد، ولم ييأسوا لحظة في رؤية عطوي وهو يعود إليهم، لكن قوة تلك الطلقة الغاشمة تغلبت عليه وعلى مساحات التفاؤل بعودته الى الحياة من جديد.
في هذا الوقت بدأ المتابعون يتساءلون أين أصبحت التحقيقات المتعلقة بهذه الجريمة؟ وهل استطاعت القوى الأمنية أن تصل الى معلومات من شأنها معرفة مطلقي النار وتوقيفهم، ولا سيما أن ثلاثة أشخاص أصيبوا في اليوم ذاته وفي بقعة جغرافية واحدة؟
وفي هذا السياق قالت مصادر قضائية ل "الحوار نيوز"، أن التحقيق يجري في فصيلة درك الطريق الجديدة ومفرزة بيروت القضائية وبطبيعة الحال لدى شعبة المعلومات التي سيُضم الملف إليها لتستكمل التحقيقات بالجريمة.
وأضافت :يوجد أكثر من احتمال كون مسار تشييع الشهيد جو بو صعب الذي انطلق في ذلك اليوم، من الجامعة الاميركية وسلك طريق الاونيسكو، وكورنيش المزرعة وقصقص، وسباق الخيل فدوار الطيونة، وفي معظم تلك الطرقات وقعت حوادث اطلاق نار، والبحث جارٍ بشكل دقيق وبخاصة لجهة تحليل الكاميرات المركزة على الخط المذكور لمعرفة مصدر الرصاصة التي أصابت رأس المرحوم محمد عطوي.
بطبيعة الحال يصعب تحديد عدد جرائم اطلاق النار العشوائي في لبنان بشكل دقيق وحازم، وذلك بسبب تنفيذ هذه الحوادث من قبل أشخاص منفردين ومجتمعين في غالبية الاراضي اللبنانية. غير أنه أمكن إحصاء ما تسببه هذه الظاهرة من مأساة تصيب اللبنانيين والمقيمين على حدٍ سواء، عدا عما تتسبب به من إخلال بالأمن من جهة وبث الذعر بين الآمنين من جهةٍ أخرى.
وقد تبين أن 25 ضحية سقطوا في خلال السنوات 2017 و 2018 و 2019، بينهم 22 لبنانيًا وثلاثة سوريين، توزعوا بواقع 12 ضحية سنة 2017 و 9 سنة 2018 و 4 سنة 2019.
وقد بلغ عدد جرحى تلك الرصاصات الطائشة 169، بينهم 55 أصيبوا سنة 2017 و 65 أصيبوا سنة 2018.
في موازاة ذلك تجهد القوى الأمنية لمعرفة الفاعلين، وهي تمكنت من توقيف 48 مشتبهًا فيهم بإطلاق الرصاص عشوائيًا، وكان لافتًا أن حصة الأسد منهم بلغت 23 شخصًا سنة 2019، في حين كانت قد أوقفت 15 شخصًا سنة 2017 و 10 سنة 2018.
وفيما كان محمد عطوي آخر المستشهدين بهذا الرصاص هذا العام ،فقد سبقه وقوع ضحية واحدة حتى نهاية شهر آب المنصرم، وإصابة أربعة أخرين بجروح، وأوقف ستة أشخاص مشتبه بهم بإطلاق النار العشوائي هذا العام.
غير أن مصادر متابعة تأخذ على القضاء عدم تشدده في إنزال العقاب بمطلقي النار، وسبق وأن أوقفت القوى الأمنية عشرات المشتبه بهم لتتفاجأ وخلال مدة قصيرة أنهم عادوا أحرارا، ما يعني أن مطلقي النار لن يرتدعوا عن ارتكاب هذه الجرائم طالما أن القضاء لا يتشدد في الأحكام التي ينزلها بهم.
الشهيد محمد عطوي شيع جثمانه اليوم في بلدته حاروف قضاء النبطية في مأتم مهيب شارك فيه حشد من زملائه الرياضيين.