الشمس تشرق من الغرب!!
ليتها أمي علمتني الصمت قبل أن تعلمني الكلام، وياليتها دربتني على فنون الهجوم قبل الدفاع عند القتال، ويا ليتها وضعت في أولويتها حُسن المكر والخداع والإحتيال بدل التهذيب والاحترام والوفاء، كان الأجدى ان تتركني أكبر في الشارع مع زعران الحي او الالتحاق بدورة محو أمية لأجيد إستخدام السكين الستّ طقات ّ وفكفكة واعادة تركيب السلاح الفردي ولأجيد فنون الخطف وإفشالها في آن واحد. ليتها تركتني اعود مجروحا في رأسي وانزف دماً من حجر رجمني به ابن عشيرة او ابن عصابة او ابن تنظيم او ابن قبضاي وشبيح الحيّ.
ما كان على المعلمة ان تحدثنا عن الإخلاص والتربية وسموّ الأخيار على الاشرار وهي تدري أنها تموت في اليوم مئة مرّة وتستجدي في التعليم لتعيل اطفالها براتب لا يكفيها لاسبوع.
ما جدوى ان انام بقرب كتاب وقلم ، أحلم بالغد المشرق والسلام والهناء وانا اسمع وأرى تبادل اتهامات بالسرقة والتملص والصفقات بين كبار القضاة والأمنيين وجهابذة السياسة والدين . لمَ المطلوب منّي ان اجيب كلّ زائر لبيتنا عن حلمي في المستقبل وماهية الإختصاص الذي أنوي تعلمه وانا اشاهد اساتذة الجامعة اللبنانية يأخذون طلابهم رهينة للتفاوض على مستقبلهم مع دولة تساوم وتفاوض وتمكر على حساب شعبها ؟
لا الاساتذة الجامعيين ولا جامعات لبنان الخاصة من أميركية و يسوعية ، مرورا بفينيسيا والعربية والبلمند والحكمة وصولا الى آخر مشروع علمي تجاري جامعي يُعرف عنهم إكتشاف او اختراع واحد في هذا العالم الفسيح علماً ان اقساطها السنوية تفوق جامعات الولايات المتحدة الاميركية صاحبة المرتبة الاولى في التطوّر العالمي.
لمَ المطلوب منّي التواضع والاستقامة وقضاة بلادي لا يوقفون إضرابا حتى يبدأون بإضراب آخر ،وليس من أجل تطوير العدالة بل كاساتذة الجامعات وموظفي البنك المركزي واوجيرو والضمان يبحثون عن امتيازات خاصة لهم وهم المعروفون في البلاد بالترف والدلع؟
ان تكون صعلوكاً و زنديقاً و محترفا في الكلام والسلوك العذب ،بهدف خداع البسطاء خير لك من ان تمارس العبادة وان تخاف النار، طالما الجميع يؤمن بان الثروة لا تُجمع الا من تجارة سلاح وتجارة مخدرات ومن عُهر ومن دعارة او من فساد في إدارة وتجارة بالحرام او الانتماء لعصابة اسمها حزب او تنظيم تتستر بالطائفة لنهب الدولة والمواطنين…
ليت ثروتكم من الله الرزاق ،بل انتم لصوص تسرقون الله.
كلّ من يجاهد ضدّ منظومة نمط الحياة اللبنانية التعيسة تلك لن يبق له من حلّ الا الهجرة او الانتحار او السقوط في الامراض النفسية ،أقلها الإكتئآب وفصام الشخصية والجنون. جنون ان تعيش بين ما تتمناه وبين ما تتطلبه الحقيقة والواقع في المجتمع ،لا شيء غير تراكم الخيبات فوق الخيبات .
كلامنا يدعو للإحباط حتماً الا اننا نفضل عدم بيع الامل كوهم في سوق الحقارة الجَماعية، كي لا نساهم في تكاثر الضحايا في بلاد متروكة لأقدار شيطانية.
لا مئة رجل ملثم وشجاع جمعنا ،ولا اصلاح ولا تغيير ولا وفاء لمقاومة ضد الفساد ولا انماء ولا تحرير من دون سمسرة ومحاسيب، ولا لقاء الا ديكتاتوري، ولا لبنان الا ضعيفا مهما ادعى العاجزون القوة في الجمهورية.
وللحديث تتمة والكلام المختصر ايضا يفيد.
لتحيى في بلادي يجب ان تقتنع ان الشمس تشرق من الغرب وان الفيل يطير…